الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افراط البطش الذي يتجاهل القرآن والاحاديث

عادل صوما

2016 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بدأ تنظيم الدولة يتخبط ميدانيا لسبب لا استطيع الجزم به، رغم توسعه في العراق وسورية وليبيا وعملياته شبه الاسبوعية في سيناء، وعلامة التخبط زيادة الافراط في البطش ضد أي معارض، لدرجة السماح لمقاتل منهم هو علي صقر بقتل والدته لينا القاسم امام مئات من الناس، تنفيذا لحكم اعدام صدر بحقها من التنظيم، بعدما نصحته بترك العمل مع الجماعة المسلحة والهرب معها خارج منطقة الرقة، لأن التحالف العسكري سيكتسح التنظيم قريبا.
مكانة الوالدين
لم تزل ثقافة البشر في الشرق الاوسط تقضي باحترام الوالدين، ولأن فعل الاجرام حدث في بيئة تتدعي انها تمثل الخلافة وايام النقاء الاسلامي الاولى، اتأمل ما حدث بينما القرآن يقول "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغن عندك الُكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا". واتأمل ايضا "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا".
كما ورد في سياق احترام الوالدين "ووصينا الإنسان بوالديه حسنا". وفي تأكيد آخر ورد "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلَيّ المصير".
وبلغ لزوم احترام الوالدين الذروة بقول القرآن "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بم كنتم تعملون".
لم يذكر القرآن بتاتا مسألة قتل الوالدين إذا طلبا من إبنهما حتى الشرك بالله نفسه!
المؤكد ان الخليفة البغدادي قد قرأ هذه الايات، ولا اعرف كيف تجاهلها وما مبرره، ولا بأس من تذكيره بأحاديث النبي محمد ايضا التي جاء فيها "رِضَا الرَّبِّ في رِضَا الوالدين، وسخطُه في سخطهما". وقول عبد الله بن عمرو بن العاص "جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: جئتُ أبايعك على الهجرة، وتركتُ أبويَّ يبكيان، فقال الرسول له : "اِرجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما".
الخليفة البغدادي يعلم ايضا حكاية معاوية بن جاهمة السُّلَمي الذي استأذن النبي في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويَبَرَ أمه، ولما كرر عليه، قال النبي له: "ويحك .. الزم رِجلها .. فثمَّ الجَنَّة".
كما يعلم الخليفة ان أبي هريرة ذكر: جاء رجل إلى الرسول فقال: يا رسول الله! من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمّـك"، قال: ثم من؟ قال: "أمّك"، قال: ثم من؟ قال "أمّك"، قال ثم من؟ قال: "أبوك".
حكم الاسلام
اتوجه إلى قيادات المسلمين الدينية، خصوصا الأزهر، لأسأل: ما حكم الاسلام في قاتل أمه بسبب امر من خليفة المسلمين؟ وما الحكم في خليفة المسلمين نفسه؟ هل قتل الام مهما كان الامر يعتبر من أصول "تطبيق الشريعة"؟
واسأل بقية الناس الذين لا ينتمون للمستفيدين من الاسلام سياسيا: إذا فعلوا بوالدة رجل منهم ما فعلوا، فماذا سيفعلون بنا؟
واسأل الخليفة البغدادي: إذا حدث هذا الامر أو الحكم ميدانيا بعيدا عنك وعن معرفتك به، فلماذا لم تصحح الامر علانية وتنسب الجريمة البشعة إلى المسؤول عنها؟
ويبقى سؤالان إلى جمعيات حقوق الانسان: لماذا لم نسمع منكم أي إدانة فورية حتى الآن؟ هل تؤيدون اوامر الخليفة؟
رأينا منذ شهور عناصر تنظيم الدولة في عمر الطفولة يركضون في مكان خرب فيه اسرى من الجنود السوريين العُزّل ويطلقون الرصاص على رؤوسهم بمجرد ان يجدوهم مكافأة على هذا العمل البطولي وتنفيذا لحكم الله فيهم. واليوم نرى عنصرا يطلق الرصاص على امه تنفيذا لحكم الله.
هل ما نراه حقا هو تنفيذ احكام الله أم شيء آخر لا يمت حتى للإنسانية بصلة، فما بالك الإلوهية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هو افراط وتجاهل ام هي طاعة وتنفيذ
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2016 / 1 / 10 - 03:48 )
بعد التحية. اخي الكريم ان الذي امر الارهابي علي صقر بقتل امهه استند على هذه الآية معتبرا ان امه بامرها له بترك الجهاد هي من الذين يحادون الله ورسوله او من المحاربين لله والرسول لان ما يقوم الواجب به فهو واجب اي ان ما يريح ضمير علي صقر ويستمر في الجهاد هو قتل امه ولتكون امه عبرة للآخرين.الآية:
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .اليست هذه الآية وآية الحرابة هما السيف المسلط على رقاب السعوديين؟؟.الغريب في الامر انك تسال الازهر ما حكم من قتل امه فاذا كانت امه محاربة لله ورسوله فجزآءها القتل. اليس حكام السعودية وابو بكر البغدادي هم الممثلون لله ورسوله ؟؟. اذا طاعتهم واجبة.


2 - اصلحك الله يهذا
سليمي ( 2016 / 1 / 10 - 11:38 )
بداية لا فض فوك يا فهد العنزي وبعد ويكأن الكاتب يتجاهل عن عمد هذه الاية الغير شريفة والتي تنضح حقدا وكراهية وتفرقة الكثير ممن يحسبون في صف التنويريين والمثقفين عموما لديهم عمى الوان وزيغا عندما يتعلق الامر بهكذا مسائل

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل