الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علينا مغادرة المتحف الاسلامي

صلاح زنكنه

2016 / 1 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خاطب الله نبيه محمد عبر جبريل ولقنه القرآن بالعربية وحار العرب بلغة القرآن واختلفوا في تفاسيره واختصموا في معانيه , ترى ما ذنب الشعوب التي دخلت الاسلام عنوة تحت تهديد (اسلم تسلم) ولا تجيد العربية ؟
وما ذنب الامم التي لم تدخل الاسلام ولاتفقه العربية ولم تقرأ القرآن وتؤمن بالله وتصلي له وتطلب شفاعته بلغاتها وينعتهم القرآن بالكفار والكفار مأواهم النار حسب قوانين الاسلام .
أعتقد أن الله يتقن جميع اللغات باستثناء العربية .
فالقرآن يمتدح الله كثيرا , يبجله ويعظمه ويضفي عليه الكثير من الصفات والمسميات , والقرآن هو كلام الله , هل يعقل ان الله يمتدح ذاته الآلهية بهذه النرجسية العالية ؟ وهل يحتاج الله لهذا المديح الفج ؟ أكيد أن الله فوق الشبهات ولا يرتجي مدحا من أحد كون المدح والقدح ميزتين بشريتين .
ولو قررنا أن دين الله هو الاسلام , ترى لمن ينتمي الله من المذهبين المتناحرين ؟ هل الله سني أم شيعي في اسلامه ؟
لست معنيا بالطائفتين ,أنا معني بالملحدين فقط الذين يجزمون أن الله ليس مسلما ولا مسيحيا ولا يهوديا ولا بوذيا , ويعتقدون بأن دين الله هو دين محبة وجمال وسلام , دين الأنسانية جمعاء .
عشرات الشواهد والأخبار التاريخية تشير وتؤكد على أن القس العجوز المتمرد والمغضوب عليه من الكنيسة صاحب نظرية النصرانية (ورقة بن نوفل) والذي تربطه صلة قرابة وشيجة بسيدة نساء قومها خديجة (التي تزوجت محمد) هو من ابتدع الدين الجديد (الاسلام ) وسطر ثلاثة أرباع آيات الكتاب الفريد ( القرآن ) متجاهلا (الانجيل) وناسخا الكثبر من قصص (التوراة) نكاية باللاهوت المسيحي واحتجاجا على سدنتها وكهنتها .
ومنذ ذلك اليوم والى يومنا هذا ندفع ثمن حماقة القس المعتوه ونتجرع سموم أفكاره وها قد تجلت أخيرا ببشاعة المسلمين وقسوتهم عبر أغتصاب النساء الايزيديات وفق شريعة الاسلام السلفي الأصولي التي شرعنت الغزو والقتل والسبي وانتهاك الحرمات باسم الله وراية الله أكبر حتى بتنا نكره ذلك الشعار الهستيري (الله أكبر) ونمتعض من رايته السوداء التي غمرتنا بالدم والكراهية و والموت تحت خيمة دولته البغيضة دولة اسلام داعش النسخة الأصلية من اسلام محمد الذي قال (بعثت بالسيف رحمة ) حتى فتك بالقبائل والشعوب باسم الشفاعة والرحمة والدعوة لدين الحق ومحق حقوق الآخرين تبعا لقوله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون )
أن الاسلام بصيغته الرسمية الكلاسيكية وما يكتنف خطابه من عصبيات وعقد وشراسة ما عاد يتوائم مع روح العصر وتجليات الحضارة الأنسانية
هذا الاسلام بحاجة الى مراجعة وتحليل ونقد وفق مستجدات هذا الزمان
لا ذاك الزمان الذي غادرناه والذي لا يصلح سوى ان نحفظه في متحف التاريخ الميت , التاريخ الاسلامي الذي ينتمي لأرث من الصراعات والحماقات والعداوات وأثارة الفتن والبغضاء والكراهية عبر خطاب همجي
عدواني (قاتلوا المشركين حيث وجدتموهم ، وخذوهم واحصروهم ، واقعدوا لهم كل مرصد)
خطاب أهوج يعتمد عملقة الأنا (النحن) وتقزيم الآخر (المشركون) كونهم لا يشبهوننا ولا يأتمرون لأمرنا وكوننا خير أمة وخير دين وخير الأخيار قاطبة حتى أننا وحدنا من يسكن الجنة وكلهم في الجحيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: يجب أن نقضي على -حماس- كما فعلنا مع -بن لادن-


.. يحيى سريع: نفذنا عملية مع المقاومة الإسلامية بالعراق ضد هدف




.. عشرات اليهود الحريديم يغلقون شارعاً في تل أبيب احتجاجاً على


.. بابا الفاتيكان يحذر من تشريع المخدرات ويصف التجار بـ-القتلة-




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: المسلمون خائفون واليهود منقسم