الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمور تحدث كل يوم

صبيحة شبر

2005 / 11 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لم اعد اطلب من زوجي ان يرافقني في الخروج ، او أرافقه لزيارة احد الأقارب ، او الأصدقاء ، كان قبل سنين يقترح ان نذهب معا لزيارة معرض فني او حضور ندوة أدبية ، أصبح في الآونة الأخيرة ، يتحرج من مرافقتي ، متعللا بعذر من الأعذار ،التي لم أجد فيها على كثرتها ما يقنعني ، وأصبحت نادرا ما اسمع بأمر المعارض الفنية أو الحفلات الموسيقية إلا بعد انتهائها ، وان زوجي اصطحب إحدى صديقاته او زميلاته في العمل ، والصور المشتركة التي أخذاها ، تلك المناسبة ، هي التي تخبرني بما حدث ، فلم أحدثه بالأمر مخافة ان يتهمني بالرجعية او أنني لااحيا الحياة المعاصرة كما يجب ان أحياها ، بالإضافة انه أصبح يسير أمامي بأمتار عديدة مما لا يدع مجالا للشك انه لا يسير بجانبي ، وفي آخر مرة كنا خارجين معا لزيارة احد المعارف المرضى والاطمئنان على صحته ، فاخذ زوجي يسير في بداية الشارع تاركا أياي في نهايته ، حاولت اللحاق به ، لكنني فشلت ، وقررت بعد تفكير ان أعود أدراجي الى المنزل ، وسوف استفسر عن صحة الصديق بالهاتف ، ولكن الذي أثار دهشتي ان زوجي لم يستفسر عن سبب عودتي الى المنزل ، مع أننا فررنا الخروج معا ، وأيقنت بعد ذلك انه يفضل ان يخرج لوحده او مصطحبا إحدى صديقاته او زميلاته في العمل ليظهر أمام الملأ انه ما زال شابا تعجب به النساء ويرافقنه الى الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية او الندوات الأدبية ، والجميل في الأمر انه أضحى يرتدي القمصان ذات الألوان الجميلة المثيرة للبهجة ، ويفتح الأزرار الأولى من القميص ، فيظهر صدره الرياضي البديع الذي كنت اعشقه فيما مر بنا من زمان ، ومع انه أصبح يعتني بهندامه ذلك الاعتناء ، يطلب مني ان أتحجب ، لان الإسلام قد أمر بالحجاب ، وأننا ينبغي ان نهتم بأمور ديننا ، وهذا الاهتمام بالدين من الاشياء الجديدة التي المسها لديه ، ظننت في البداية انه قد عرف الله أخيرا ، فحمدت ربي على انه اهتدى الى الصواب، ولكن فرحتي بالتبدل لم تتم ، اذ أنني قرأت محاضرة سوف يقراها في إحدى التجمعات النسائية تحث على المساواة بين الجنسين ، وان المراة قد ناضلت وضحت ومن حقها اليوم ان تحظى بالمساواة بالحقوق مع الرجل ، وان على الرجل مساعدة زوجته في الأعمال المنزلية ما دامت هي تذهب الى العمل خارج المنزل ، قرأت كلام المحاضرة ، وذهب فكري بعيدا ، الى يوم كنت فيه مريضة ولم استطع الغياب عن عملي خوفا عليه من الفقدان ، عدت الى المنزل وانا أحدث نفسي ان أعمالا كثيرة تنتظرني هناك من كنس ومسح وغسل أواني ، ولكن الذي فاجأني وبعث الفرحة في نفسي ان ولدي الصغير ذا السبعة سنين أراد ان يفرحني ، فقام بتنظيف البيت وغسل الأواني ، فما كان من زوجي إلا ان قال له بابني لاتعد الى مثل هذه الأعمال ، فإنها خاصة بالنساء
المراة تعمل خارج المنزل ولا تتمتع براتبها ، يسطو عليه الزوج ، فإذا ما فكرت وقالت ان الحياة تعاون بين الزوجين ، يجلس الزوج مرتاحا سعيدا وكأن المراة كانت في حفلة لهو ولم تكن تتحمل عناء العمل ، وإذا ما حاول الابن ان يساعد أمه ، ويريحها لأنه وجدها مريضة ، لا يشجعه الأب محاولا ان يغرس بذور التعاون بين أفراد العائلة ، في نفوس الناشئة ، وإنما يعلمه بأشياء تتنافى مع مباديء المساواة التي يتعبوننا بها كل يوم وهذا الازدواج موجود بكثرة لا نحسد عليها في مجتمعاتنا المتأخرة البعيدة عن الحياة الصحيحة القائمة على التعاون الإرادي المختار ، وليس الفروض بقوة القمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «أنا أول امرأة سوداء وسأهزم ترامب بـ2020».. زلات لسان بايدن


.. تضم أكبر عدد من النساء في تاريخ بريطانيا.. معلومات قد لا تعر




.. رايتشل ريفر.. أول امرأة تتولى وزارة المالية في بريطانيا


.. تشييع جثمان اللاعب أحمد رفعت لمثواه الأخير بزغاريد النساء: «




.. -الـLBCI بيتك-... حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2024 سيزّين شاش