الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغريدة الأربعاء: ضد الحكومة

ابراهيم الخياط

2016 / 1 / 13
المجتمع المدني


في خمسينات القرن الماضي انطلق تيار الواقعية في السينما المصرية، ومثّله خمسة مخرجين هم: يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، توفيق صالح، كمال الشيخ وبركات. وفي الثمانينات، وردّا على أفلام "المقاولات"، ظهر جيل جديد من المخرجين أطلق عليهم تيار الواقعية الجديدة، وهم: محمد خان، عاطف الطيب، خيري بشارة، داود عبد السيد، شريف عرفة، ورأفت الميهي.
عاطف الطيب كان أبرزهم شغلا وانتشارا، وأكثرهم التصاقا بالناس وتعبيرا عن همومهم ومعاناتهم وآلامهم، وأجرأهم تصويرا لبطش السلطة في تعذيب معارضيها وقتلهم. وبدأها فعلا بفلم (سوّاق الأتوبيس/1982)، وأتذكر جيدا ان صاحبي عبد العظيم كرادي صفق بهدوء ورضا وانتشاء داخل الصالة لأحد المشاهد المؤثرة لهذا الفلم.
ولد الطيب عام 1947 في سوهاج بصعيد مصر. انتبذ والده القاهرة. تخرج هو في معهد السينما - قسم الإخراج، وعمل مساعدا ليوسف شاهين في فيلم "إسكندرية ليه". التحق بخدمة الجيش لخمس سنوات، وشارك في حرب أكتوبر 1973، ثم بدأ مشروعه السينمائي.
من أشهر أفلامه (سوّاق الأتوبيس) الذي حصد المرتبة الثامنة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، (حب فوق هضبة الهرم)، (البريء)، (ضربة معلم)، (الهروب)، (ناجي العلى)، (الغيرة القاتلة)، (ملف في الآداب)، (أبناء وقتلة)، (كتيبة الإعدام)، (دماء على الإسفلت)، (كشف المستور)، (ليلة ساخنة) و(جبر الخواطر). 21 فلما هي كل عمره السينمائي، رصد فيها ـ حسب النقاد ـ حقبة سقوط الطبقة الوسطى وصعود طبقة الطفيليين، منذ مرحلة الانفتاح حتى رحيله عام 1995 عن 48 عاما.
أما فلمه (ضد الحكومة/1992) فهو عن مافيا التعويضات، ومن بطولة أحمد زكي بدور محامي عوائل الضحايا، الذي يرفع دعوى ضد الحكومة بعد اصطدام قطار بحافلة مدرسة، ويتهم وزيري التعليم والنقل بمسؤولية الحادث، في حين يحاول أبو بكر عزت محامي الحكومة أن يتهم موظفين صغار مثل سائق الحافلة وعامل التحويلة.
يلعلع أحمد زكي في المحكمة:
ـ سيدي الرئيس، أنا مثال للمحامى الفاسد، بل أكثر فسادا مما تتصورون. أنا ابن هذه المرحلة والمراحل التي سبقتها. تفتح وعيي مع التجربة الناصرية، آمنتُ بها، ودافعتُ عنها، فرحتُ بانتصاراتها، وتجرعتُ مرارة هزائمها وانكساراتها. هنتُ عندما هان كل شيء، وسقطتُ كما سقط الجميع في بئر سحيقة من اللامبالاة والإحساس بالعجز وقلة الحيلة. تاجرتُ في كل شيء: في القانون والأخلاق والشرف. أنا لا أنكر شيئا ومستعد للحساب وتحمل المسئولية، بل أكثر من ذلك أعترف أمامكم أنني دخلتُ هذه القضية طامعا في مبلغ تعويض ضخم.
ولكن سيدي الرئيس، هذه جريمة كبرى ولا بد أن يُحاسب من تسبب فيها. إنني لا أطلب سوى محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن قتل عشرين تلميذا. أنا لا أدين أحدا بشكل مسبق، ولكنى أطالب المسؤولين عن هذه الكارثة بالمثول أمامكم، فهل هذا كثير؟ أليسوا بشرا خطائين مثلنا؟ أليسوا قابلين للحساب والعقاب مثل باقي البشر؟ سيدي الرئيس، أنا ومعي المستقبل كله، نلوذ بكم ونلجأ إليكم، فأغيثونا.. أغيثونا..). ويختم بقوله: (نحن في وطن أكل السوس أعمدته).
إلى حكومتنا الرشيدة:
هل وصلت الرسالة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3