الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهدي اللا منتظر!

عمار عرب

2016 / 1 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المهدي اللا منتظر ! :
أما بالنسبة ل أسطورة المهدي المنتظر التي جاءت في كتاب - إبن برزويه - العجمي المشهور بالبخاري فهي أسطورة اقتبسها من الدين التلمودي اليهودي الأرضي - وليس السماوي- الذي يقول ب المسيا المنتظر وقد اقتبسها اليهود من الفراعنة قبلهم كما كثير من الأساطير الذين تأثروا بها لدى نشأتهم المشتركة في ارض الفراعنة ..من ثم استخدمها العباسيون في الدعوة لدولتهم وابو جعفر المنصور هو أشهر الخلفاء العباسيين الذين ادعوا المهدوية وتبعه عشرات الآف الحمقى في حينها وقد أجبر مالك في حينها على تأليف موطئ مالك الذي يبشر به على لسان الرسول ص وحاشاه بقدوم بني العباس وبأن القيامة ستزول لو زال ملكهم ..
وقد استخدمت كل الأديان الأرضية هذه الأسطورة المهدوية على حد سواء لما فيها من سلطة تأثيرية عظيمة على السذج والجهلة الذين ينتظرون أسطورة البطل المخلص الذي سيأتي ليعطيهم العدل الذي فقدوه من جور الحكام الطغاة ..المحظوظين بوجود أمثالهم من السذج المستسلمين ..
ففي كل عصر كانوا يقولون لاتباعهم أن ظهور المهدي اقترب وهناك إشارات على ذلك ..لابقاءهم تحت التنويم المغناطيسي
بينما ظهر أيضا في المقلب الآخر عبر التاريخ آلاف مدعي المهدوية ..و ذلك للالتفاف على النص الصريح في القرآن الذي أعلن ختم النبوة عبر سيدنا محمد ص ودائما كان الآلاف يتبعونهم ..كيف لا وهم نشؤوا على أن كتاب ابن برزويه البخاري أو كتاب الكافي للكليني هما قرآنان آخران يرويان ماغفل القرآن عن ذكره ...متناسين وهازءين بالآية الكريمة التي تقول( وما كان ربك نسيا ) ..وناسين أن الله سبحانه وتعالى لم يفرط في كتابه من شيء ولم ينسى حتى ذكر نملة سليمان و كلب أصحاب الكهف .. ولم ينس سبحانه وتعالى حتى ذكرهم عندما وصف هؤلاء بأنهم كالحمير تحمل أسفارا ..
وقد لجأ مدعي المهدية غالبا إلى محاولة لي تأويل آيات القرآن الكريم في محاولتهم المستميتة للوصول إلى سلطة كهنوتية معينة نازعينها عن سياقها الطبيعي دون أدنى وجل من لقاء الله عز وجل بهذا الكفر العظيم بكتابه الذي هو هديته للمتدبرين و استمرار للرسالة في كل زمان ومكان فعظمة الرسل عليهم السلام تأتي من اختيارهم لحملهم رسالة ربهم وتشريفهم بذلك ...ورسالته الخاتمة لازالت بين أيدينا فهل تدبرناها واخرجنا خيراتها وخيريتها و سلامها وايجابيتها ورحمانيتها وعدلها للعالم ?
وإلى يومنا هذا لازال يخرج علينا نصابين مدعين للمهدوية ..ورغم أننا في القرن الواحد والعشرين إلا أنهم لازالوا يجدون لهم أتباعا حمقى أو مرضى على أقل تقدير لو أحسنا الظن بهم ..فهؤلاء هم نفسهم في كل زمان ومكان ..لابد أن يكون لهم مواصفات نفسية مشتركة معينة ليقبلوا اعتناق هذا الفكر تكتشفهم بسهولة فهم ... 1- ذوي تربة نفسية هشة ...
2- أنصاف مثقفين في أحسن تقدير و ثقافتهم موجهة حسب رغباتهم ..
3 - ضعيفوا شخصية وبالتالي قابلون للايحاء ..
4 - غير مستقرون نفسيا ..
5 - يدافعون بشراسة عن معتقدهم لأنهم لا يحترمون ذواتهم فيجدون في ذلك معنى لوجودهم الذي هو عمليا لا معنى له لو استمروا كذلك ضالين مضلين ..
قد يخدعونك في البداية بأنهم مستقرون ومتوازنون نفسيا حتى يصلوا إلى الجزء المتعلق بخرافة المهدي فتشعر بأنهم دخلوا في عالم من التنويم المغناطيسي يفصلهم عن الواقع ..فإن واجهتهم بالقرآن جاؤوا لك بآيات لاتمت بأي صلة للموضوع على أنها تتعلق بقدوم المهدي ..
وكأن الله سبحانه أمر بختم النبوة ليأتينا برجل خارق أقوى من كل الأنبياء مجتمعين بل سيحيون لك أنبياء ماتوا عليهم السلام ليسيروا في جيش المهدي المفترى و تحت رايته ليقتلوا مخلوقا اسطوريا غريبا ينشق الى نصفين و يبقى حيا إسمه الأعور الدجال انسوا الله ذكره في القرآن أيضا لازال مربوطا على جزيرة لايعرفها إلا رواة البخاري ومسلم فقط ( مع اختلافهم في العين العوراء فالبخاري قال اليمنى بحديث صنفه صحيح و مسلم قال اليسرى بحديث صنفه أيضا صحيح ) ..
و يقول تعالى لهم ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ-;- وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) ..
وبالنسبة للعدل القادم مع المهدي اللامنتظر من قبلي فقد وجده الأوروبيون دون مهدي عبر بناء دول ديمقراطية شفافة الكل فيها تحت القانون تغيث الملهوف و تطعم المسكين واليتيم والفقير وحتى العاطل عن العمل ...فهلا جعلنا كعرب الدولة الديمقراطية ..العلمانية .. العقلية .. الخاضعة لسلطة القانون التي تنحي الدين عن قذارات السياسة هي مهدينا المنتظر ..
و من ثم تريدون من الناس أن لا يلحدوا بدين الله بوجود كل هذه العاهات الفكرية والحواجز البشرية الكهنوتية التي تعيق تقدم العقل ...فليس كل الناس أصحاب الفطرة السليمة التي ترفض هذا السبي الفكري لديهم قدرة على البحث لمعرفة أصل الخلل وما جرى عبر التاريخ من جريمة كاملة ..
أنا شخصيا أعترف وأنا بكامل قواي العقلية بأنني لا انتظر مهدي الأديان الأرضية ...أما أنتم يامن لا تكفون عن دعوتي للإيمان بمهدي نصاب جديد كل فترة .. فانتظروا و الله هو سيفصل بيننا يوم القيامة وستعرفون حجم الإثم و الجريمة التي ارتكبتها عقولكم .. فإنا معكم لسنا بمنتظرين ؟
واخيرا وكلت أمري إلى الله إنه هو بصير بالعباد

د. عمارعرب 13. 01. 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah