الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضيحة - علمية- بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس

سعيدي المولودي

2016 / 1 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


فضيحة "علمية" بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.
أخيرا بدأ تطبيق مقتضيات قرار وزير التعليم العالي رقم 2645.15 الصادر بتاريخ 16 يوليوز 2015 بتحديد كيفيات إجراءات التعيين في إطار أساتذة التعليم العالي بالمؤسسات الجامعية، بالسرعة المقدرة المتواطأ على ترتيباتها مع كل الجهات المعنية، وأعطى ثماره الاصطناعية الفجة بالسرعة المطلوبة كذلك، حيث تمت تصفية جميع الإجراءات والملفات في وقت قياسي خلال الأسابيع الأخيرة من شهر دجنبر 2015، إذ عقدت اللجن العلمية المتخصصة في كل الجامعات والمؤسسات الجامعية المعنية دوراتها ونظرت في كل الملفات العلمية المطروحة والمرشحة، وتم الإعلان عن لائحة الناجحين الذين سيعينون في إطار أساتذة التعليم العالي قبل نهاية السنة بساعات معدودة، ليهتف الجميع :كل عام والبحث العلمي بألف ألف خير.
وبصرف النظر عن الثغرات المسطرية والأكاديمية والإجرائية والقانونية التي تضمنها قرار وزير التعليم العالي المشار إليه، والتي تجاهلتها كل الجهات والمؤسسات المعنية، وباشرت خرق القوانين على ضوئها، فإن متابعة إجراءات تشكيل اللجان وأشغالها، هنا وهناك، يؤكد حقائق عديدة لعل في مقدمتها التفاوت الكبير في طبيعة أشغال هذه اللجان وطرائق اعتمادها أو تنزيلها للمعايير أو المقاييس التي تضمنتها شبكة التقييم الملحقة بقرار وزير التعليم العالي، وهو ما يعني غياب أية معايير موضوعية موحدة وواضحة في تقييم الملفات أو أعمال وأنشطة المترشحين تطال جميع التخصصات.
وفي جامعة مولاي إسماعيل بمكناس لا حظنا كيف تم إقصاء ملفات من بعض التخصصات ، بينما في تخصصات أخرى تم قبول جميع الملفات وإجازة جميع المترشحين بدون قيد أو شرط، فقد تم إقصاء جميع الملفات التي تهم تخصص اللغة العربية بكلية الآداب بمكناس، كما تم إقصاء ملفات مترشحين آخرين من تخصص الجغرافيا والإنجليزية. وعلى العكس من هذه الحالات التي تؤشر إلى بعض من الموضوعية أو الصرامة العلمية في معالجة وتقييم الملفات ، فإنه لوحظ في مجال تخصص الفلسفة وعلم الاجتماع وبكثير من الاستغراب كيف تم إجازة ملف أستاذ من مسلك الفلسفة، وهو أشهر من نار على علم في مجال السرقات العلمية والانتحال وقرصنة النصوص ، وثبت ثبوتا شرعيا أن كل منشوراته العلمية جميعها منتحلة وتم استنساخها من مصادرها الأصلية بتقنيات رائدة في مجال التدليس والتمويه والتضليل. وتتوفر الجهات والمؤسسات المعنية على كل المستندات التي تؤكد هذه الظاهرة، وتفضح السيرة العلمية المزيفة أو المنتحلة لهذا الأستاذ. ومع ذلك غضت الجامعة والمؤسسة التي ينتمي إليها الطرف عنه، بل إن وزارة التعليم العالي ذاتها تتوفر على هذه المستندات، ورغم ذلك اختار الجميع أن يلتف على الوضعية المأساوية للبحث العلمي وأن يوفر الشروط الآمنة والأرضية المواتية لازدهار البحث العلمي الفاسد و يتنكر للقيم الأكاديمية والحد الأدنى من معايير النزاهة والموضوعية العلمية.
إنها فضيحة بكل المقاييس ورئاسة الجامعة التي تتباهى بأنها قادت جامعة مكناس من الحسن إلى الأحسن في ظرف قياسي، والوزارة الوصية التي تتعلق بقشة البحث العلمي وتعول عليه للنهوض بالمجتمع ومواجهة معضلاته، مطالبتان بكل إلحاح بفتح تحقيق في هذه القضية وتقصي الحقائق بشأنها، والعمل على تكثيف الجهود من أجل تكريس معايير النزاهة والموضوعية والشفافية وترسيخ مبدأ الاستحقاق وتكافؤ الفرص والتصدي لكل ما من شأنه أن يسيء إلى القيمة الاعتبارية للأستاذ الباحث وإلى القيمة الوظيفية والرمزية للجامعة المغربية.
مجموعة من الأساتذة
كلية الآداب. مكناس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات سودانية: مشروع من أجل تعزيز الصحافة المحلّية في السودا


.. فراس العشّي: كاتب مهاجر من الجيل المطرود




.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن