الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الديني بين هموم المرحلة

المهدي مالك

2005 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يمكن القول اليوم ان الاسلام يحتاج الى اعادة قراءته من جديد و فهم قيمه التاريخية و الحضارية كدين الذي يحمل كل معاني الخيرات للانسان من التقدم و العلم و السلام.
و كما نعلم فالدين الاسلامي نزل على سيدنا محمد ص و الذي كان لا يعرف القراءة ولا الكتابة و هذا يذل ان العرب ما قبل الاسلام لا يؤمنون بمفهوم طلب العلم لانهم امنوا بقيم الجاهلية التي تمنعهم من مجرد التفكير او التأمل في بحور العلم العديدة لانهم عاشوا مع فكر الاصنام بكل ابعاده و عاشوا في صحراء الجاهلية و قتل الابرياء دون رحمة او تمييز بين النساء او الاطفال و الاسلام قد نزل لاول مرة على نبينا الحبيب في غار حراء بامر عظيم ذو معاني كثيرة و هذا الامر هو اقرا كأن الله يخبرنا بان عصر الظلام بكل ابعاده قد انتهى و بدء عصر الرسالة الاسلامية التي تؤمن بالايمان و العلم كأساسيان في هذه الامة العظيمة .
و بدء الاسلام يدخل الى قلوب المؤمنين و المؤمنات لانه يدعوا الى اسمى قيم المساواة و التعايش نعم التعايش مع كفار مكة الذين لم يؤمنون بالاسلام و لكنهم ساعدوا النبي و اصحابه و خير دليل على ذلك ابو طالب عم النبي و العباس عم النبي و الذي حضر في بيعة العقبة الثانية التي كانت مقدمة لهجرة النبي ص الى المدينة المنورة قصد إقامة الدولة الاسلامية التي كانت نموذجا لاسمى قيم التعدد الذي هو صفة من صفات الاسلام و الذي وجد في المدينة الامان و السلام و الرسول عندما هجر الى يثرب ادرك ان الخطاب الديني يجب ان يكون ذو معاني الوحدة و التعدد في نفس الوقت و هذا يذل على ان الاسلام ليس ضد مفهوم التعدد الذي يعلمنا الحق في الاختلاف و الحق في تعبير عن راي معين او فكرة معينة بكل حرية اذن الاسلام ليس دين للتخلف في تجاه القيم الكونية التي اصبحت اساسية كثقافة المواطنة كاساس من اسس العهد النبوي و يذكر التاريخ ان يهود المدينة كانوا مواطنون فيها و لهم حقوق في احترام ديانتهم و حياتهم العادية و عليهم واجبات تجاه وطنهم الاسلامي الجديد عليهم و هكذا اعطى الاسلام مثالا على انه ليس ضد التعايش مع اهل الكتاب لانهم امنوا بمفهوم التوحيد و الايمان بعقائدهم الدينية و الاسلام قد اعترف بحرية الاعتقاد و حرية التعبير و كان الرسول ص يشاور اصحابه في امور الدولة التي تعتبر من الديمقراطيات الخالدة في التاريخ و هذا يذل على ان الدين الاسلامي ليس مجرد عبادات او اخلاقيات معينة كغض البصر بل هو فكر انساني مفتوح امام الاجتهادات و المرجعيات فكرية كانت ام سياسية.
و الاسلام كدين يدعوا الى احترام مجموعة من المبادئ التي تتحدث عن الانسان ككيان له مكانة مرموقة في تقدم الحضارة البشرية التي دخلت الى عصر البحث و التنقيب عن روحها الايمانية و العلمية و الانسان يسبح في فضاء تاملاته الشخصية و يرى ان ديننا الاسلامي الذي نحبه دخل الى خانة الاتهام بانه يدعوا الى السير عل خطى التخلف الديني الذي اصبح شعارا كبيرا لدى الحركات الاسلاموية و التي تعارض التجديد في ادبياتنا السياسية و الاجتماعية و الثقافية كامة عاشت مند قرون عديدة بعيدة عن منهجها العلمي و الاصلاحي في شتى مناحي الحياة و من قال ان الاسلام لا يساير هذا العصر و لا يستطيع ان يلبس جلباب التقدم و التنمية البشرية و هل الحركات الاسلاموية تسعى الى اقبار الفكر الانساني الذي يتكلم بلغة الحرية كمصطلح ذو معاني مختلفة و البعض يفهم الحرية بانها تدعوا الى التخلي عن قيم الدين و المشي في متاهات الشهوات و الفتن و من يقول مثل هذا الكلام فهو مازال يعيش في زمن قمع حرية التعبير و قمع الاختلاف الذي هو سنة من سنن هذا الكون .
و الخطاب الديني له دور مهم في التوعية و التربية على معرفة الاسلام الصواب الذي لا يفرق بين المسلمين الا بالتقوى و الذي يرفض التطرف بابعاده المختلفة و التطرف الديني كمسالة إيديولوجية و ذات بعد وهابي مع احتراماتي للسعودية قيادة و شعبا.
و التطرف الديني اصبح يهدد مستقبل امتنا الاسلامية و التي تريد الاصلاح السياسي و تجديد مفاهيمها تجاه بعض القضايا ذات ابعاد اجتماعية كقضية المراة التي تعد أساسا من اسس المجتمع الاسلامي و هي ستربي الاجيال القادمة على حمل مشعل التقدم في بلادنا الاسلامية .
و التطرف الديني قد وجد طريقه نحو الامة التي تسبح منذ قرون طويلة في التخلف الذي يعد مرضا اجتماعيا و فكريا و التطرف الديني قد دخل الى خانة الفكر الارهابي و الذي يدعوا الى تقديس القتل و القمع العقلي باسم الاسلام الذي هو مثالا للرحمة و التسامح و يرفض كل ما يمس بالانسان كنفس و كمال و
كعرض و اعتقد ان الفكر الارهابي اخذ ينتشر بسرعة منذ ظهور حركات الاسلام الجهادي و التي تؤمن بضرورة اقبار كل من يدعوا الى الاصلاح و الحداثة بدعوة انهم يخدمون مصالح اجنبية التي تسعى الى القضاء على الاسلام و هذه الحركات تعتقد ان الديمقراطية تعد نوعا من الكفر و كذلك الحداثة و السؤال المطروح ماذا تريده هذه الحركات هل تريد الرجوع الى عصور عبادة الاصنام الفكرية و تقديس الخرافات البالية.
و الخطاب الديني يجب عليه ان يسير على خطى هذا العصر الذي يؤمن بالعلم و الديمقراطية و السلام الذي يعد مهما بالنسبة للانسان و التعدد الثقافي الذي اصبح ضروريا و من لا يؤمن بعد بالتعدد الثقافي فلأنه مازال لم يفهم اننا دخلنا الى عهد جديد و انه مازال يعيش في عصر اخر غير عصرنا الحالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah