الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإخوان سبب فساد الحياة السياسية المعاصرة ؟؟

محمد شحات ديسطى

2005 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ ظهرت جماعة الإخوان المسلمين إلى حيز الوجود وهى تثير الكثير من الجدل حولها وعن دورها فى إفساد الحياة السياسية المعاصرة ….. فلو اقتصر دورها فى العمل الدعوى والخيرى كجماعة دينية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فى إطار دينى ..إصلاحي .. تجديدي عن طريق طرح رؤية عصرية للدين تخلع عنه الخرافة وتنزع عنه البدع لكان ذلك أفضل للجماعة والحياة السياسية معاً .
فالجماعة التى أعلنت عن نفسها بأنها ( دعوة سلفية … وطريقة صوفية … وهيئة سياسية… وجماعة رياضية … ورابطة علمية ثقافية … وشركة اقتصادية … وفكرة اجتماعية … ) فهى ليست حزب فى مواجهة حزب وليست تيار سياسى فى مواجهة تيارات سياسية داخل المجتمع إنما هى بهذا الشكل قامت بدمج فكرة المجتمع والحزب والدولة والأمة فى شكل مشروع مجتمع بديل فى مواجهة المجتمع القائم… كما أنها قامت بتأميم الإسلام وأعتبرت نفسها المتحدث الرسمى باسم الإسلام …. وتصورت أن التنكيل بها تنكيل بالإسلام…كما أنها بمحاولاتها بتسيس الإسلام قامت بتفريغ كامل للسياسة بمعنى غياب خطة واضحة للوصول للحكم نظراً لقصورها فى تحديد مفهوم محدد للدولة والسياسة فى ظل غياب نموذج محدد للدولة الإسلامية عبر التاريخ الاسلامى كله يمكن اعتباره هدف يمكن الوصول إليه .
فالحركة منذ ظهورها وهى حركة سلفية رجعية تقف دائما ضد حركة التاريخ …….فمنذ تأسيسها بتبرع من شركة قناة السويس ….فهى تارة أداة بيد الملك فاروق لضرب شعبية حزب الوفد حزب الأغلبية قبل انقلابه على الحركة بقتل مؤسسها حسن البنا على يد الحرس الحديدى التابع للملك رداً على اغتيال رئيس وزرائه النقراشى باشا على يد الجهاز الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وذلك فى العهد الملكى ….كما أنها قاومت المد الثورى فى العهد الناصرى واصطدمت بالنظام بمحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954 وإحباط النظام الناصرى لتنظيم عام 1965 المنوط به تدمير القناطر الخيرية وإحداث فوضى وبلبلة مما أدى لإعدام مؤسس التنظيم سيد قطب …وتارة أخرى أداة مع قوى الثورة المضادة لطمس معالم وإنجازات ثورة يوليو ومعول هدم للإنجازات الناصرية فى عهد السادات الذى كان اغتياله على يد تنظيم الجهاد أحد تيارات الإسلام السياسى الخارجة من عباءة الإخوان والذى يتبنى أفكار سيد قطب ….ومنذ بداية الثمانينات وحتى وقتنا الراهن نشطت فى مجال العمل العام وسيطرت على النقابات المهنية وحولتها لأفرع لجماعة الإخوان المسلمين كما خاضت الانتخابات البرلمانية مع بعض الأحزاب … بل سيطرت على بعضها ـ حزب العمل الاشتراكي ـ مما أدى إلى تجميد نشاطه … كما دخلت على قوائم المستقلين ولا نرى لاداء نوابها المتواضع فى البرلمان اى أثر اللهم إلا افتعال الأزمات ضد بعض الكتاب والمبدعين كأزمة رواية وليمة لأعشاب البحر… ناهيك عن كل ذلك …فالأخطر من ذلك أنه عبر هذه السنوات انشق عن الجماعة وخرج من تحت عباءتها كل أطياف الإسلام السياسى الذى يتخذ من أفكار سيد قطب مرجعية له بدءا من تنظيم التكفير والهجرة مروراً بتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وصولاً لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة .
أما أن الأوان للجماعة أن تكف عن إفساد الحياة السياسية المعاصرة فلم نجن من وجودها فى الساحة السياسية غير الاغتيالات وانتشار الأفكار السلفية والتيارات المتشددة ووقوفها ضد حركة التاريخ وتطوره.
أما آن لها أن تراجع أفكارها وتحاول أن تحدد اتجاهها هل هى جماعة دعوية أم حزباً سياسياً ؟؟ بدلاً من هذا المفهوم المطاط الذى يمنح الجماعة مرونة هائلة فى الحركة والمواقف المختلفة ……. فليس عيباً أن تراجع الحركة أفكارها مع مرور الزمن بأن تحاول أن تكون حزباً سياسياً مدنياً مبنياً على قاعدة الديمقراطية … وأن تؤمن بتداول سلمى للسلطة …كما تؤمن بحق المواطنة فى إطار دولة مدنية بعيداً عن توظيف الدين وتسيسه وتأميمه لصالح الجماعة دون سائر المجتمع .حينئذ سوف نرحب بهذا الحزب وسيكون إضافة لباقى الأحزاب وإلا ستكون الجماعة هى المسئولة عن إفساد الحياة السياسية المعاصرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟