الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بيتنا علماني

منال شوقي

2016 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الخلاف الجذري و القديم بين أتباع الأديان الأصوليين و خاصة المسلمين منهم و بين العلمانيين هو مفهوم الدين المختلف عند كلا الطرفين .
ففي حين يري فيه العلماني مجرد هوية للجانب الروحاني يراه معتنقه أسلوب حياة لابد من فرضه و إن إختلفت الأساليب بين التبشير في المسيحية و العنف اللفظي و البدني في الإسلام في حين إختار اليهود عدم نشر دينهم كي لا يتساوي الأمميون و شعب الله المختار و هم في ذلك قد أراحوا و استراحوا .
و في الحقيقة لم تعد دولا تقريبا ثيوقراطية إلا في الشرق الأوسط , ففي الشرق الأوسط فقط تحمل الدول هوية دينية بالقدر الذي تتأثر به دساتير و قوانين تلك الدول بالشرائع و المعتقدات الدينية و التقاليد و الأعراف المستقاه من الموروث الديني .
و العلمانيون لا يحاربون الدين لذاته فالشخصية الدينية للمواطن لا تشكل أي خطر علي المجتمع و لا علي مسيرة تقدمه و تطوره إن هي التزمت بحدود صاحبها الفيزيائية و المعنوية .
وما يعيق - في رأيي - و سيظل يعيق مسيرة التقدم في المجتمعات الشرق أوسطية هو وراثة الدين
و الحقيقة أن وراثة الدين يضر بالدين نفسه أكثر مما يضر بالفكر العلماني , فوارث الدين يتبعه عاطفةً لا عقلا - و إن ادعي غير ذلك - و لكن مشكلة الأديان أنها تهتم بكم أتباعها لا بكيفية إيمانهم و لا أتصور من يرجم حجر بحجر كان ليفعل أو حتي ليمنع نفسه من السخرية من هكذا شعيرة دينية إن كان قد وُلِد علي دين أخر و لكل قاعدة إستثنئاتها بلا شك
.
و المسلم يعتقد في نفسه راعي و مسؤول عن رعيته مما يقلص بشكل فج من الحريات الفردية و هو في قمعه لرعيته يعتقد أنه ينأي بنفسه عن أن يأخذه ربه بذنبهم و لذا نجد الأب يجبر إبنه علي الصلاة و يجبر إبنته علي إرتداء الحجاب و يُحرم علي زوجته إستخدام مساحيق التجميل معتقدا في أنه هو من سيحاسب علي فواتيرهم في الأخرة رغم أن أية صريحة في القرأن تقول : ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى.
.
و من قال عن جهل بأن العلمانية هي أن تخلع أمك الحجاب لم يجانبه الصواب رغم أنه لم يعني مبدأ إحترام الحرية الشخصية و عدم الوصاية علي الأخرين و تجريم التدخل السافر في قراراتهم الشخصية , و نعم من أسس العلمانية أن تختار أمك أن تخلع الحجاب فلا تري أنت في هذا أمرا يخصك من الأساس أو تقرر أمك أن ترتدي الحجاب فتحترم رغبتها و لا تفكر مجرد التفكير في إقحام نفسك طالما هي لم تسألك رأيك !
فهل جربت يوما ألا تصبغ الأخرين بلون شخصيتك ؟
إبنك ليس ملكية شخصية لك و ليس مطلوبا منك سوي إسداءه النصيحة و هو ليس موجودا في الحياة ليكمل مشوارك و لا ليحقق أحلامك التي عجزت أنت عن تحقيقها و الحب الذي ينطق بالتملك عدمه أفضل و أبنتك ليست لحمك و لا شرفك و لا عارك و العار كل العار في تربية مشوهه تفقد البنت شخصيتها و قدرتها علي الحكم علي الأمور و علي اتخاذ قرار دون الرجوع لولي الأمر و أنت بالتأكيد يجب أن تكف عن أن تري في عقد زواجك عقد ملكيتك لزوجتك التي دفعت فيها كذا و كذا
كونوا علمانيين في بيوتكم , جربوا هذا و سوف تكتشفون أن بالبيت تعيش معكم شخصيات أخري غير تلك النسخ الكربونية منكم و التي خلقتوها لرعاياكم أيها الرعاة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah