الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - عصر الموت الجماعي - ج15

نبيل هلال هلال

2016 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول المؤرخ البريطاني "توينبي" : إن التاريخ يمتلك عدة هياكل عظمية في خزانته , وهي تبلغ حوالي العشرين إذا ما أردنا الدقة , وهي المدنيات التي دمرت نفسها بالحرب والفساد والاستغلال , ولربما كان مصيرنا هو التالي أو الأخير. ولما سُئِل "آينشتين" عالم الفيزياء الأشهر عن نوع الأسلحة المتوقع استخدامها في حروب المستقبل , أجاب بأن الحرب العالمية الثالثة ستكون بالأسلحة النووية , وأضاف مازحا لكن الحرب الرابعة ستكون بالحراب والحجارة ,لأن الإنسان سيكون قد دمر حضارته . إن الأسلحة النووية في العالم لو وُزعت على أهل الأرض لكان نصيب كل إنسان منهم عشرة آلاف كيلو جرام من مادة "تي .إن .تي" الشديدة الانفجار , ذلك المخلوق الضعيف الذي يكفي لقتله لدغة بعوضة . إن علامات الانفلات الكوني المذكورة في القرآن مثل دمار الجبال , والدخان الكثيف الذي يلف الدنيا, وطمس النجوم , وغليان البحار, والزلازل , والخسف والإغراق , وهي أمور فسرها لنا التراثيون على أنها من علامات الساعة وتدمير الكون , وحددوا لقيام الساعة علامات صغرى وأخرى كبرى مع أن الله أخبرنا أن الساعة تأتي بغتة ولا يعلم موعدها غيره - وتلك العلامات المذكورة في القرآن قد تَحْدُث لدى دمار الكوكب إن أراد الله ذلك , لكنها - أو على الأقل بعضها- هي إشارات ووصف لظواهر وكوارث قد حدثت بالفعل- وقد تحدُث مستقبلا - على مدى عمر الأرض والإنسان , وكانت هي الفواصل بين حضارة وأخرى .ويحفظ لنا ما بقي من التراث الإنساني ذكريات حول مثل تلك الحوادث. وتتباين وسائل إهلاك الظالمين بين الإهلاك بالحاصب أو الصيحة أو الخسف أو الإغراق أو غير ذلك . يقول الله تعالى:{فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرض وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت 40. وعلى مدى تاريخ كوكب الأرض حدثت عدة إبادات وكوارث قضَى بعضُها على بعضِ أنواع الكائنات , وكان أعنفها منذ نحو 251 مليون سنة , وتَسمَّى العصر (بعصر الموت الجماعي) , وربما كان ذلك من جراء اصطدام الأرض بنيزك أو أكثر . وبعد انتهاء عصر الموت الجماعي , كان قد باد حوالي 83 في المئة من مجموع الكائنات الأرضية. بل وافترض البعضُ وجودَ عدد من الأقمار حول كوكبنا في أزمنة سحيقة اجتُذِب منها الواحد تلو الآخر تدريجيا إلى حقل جاذبية الأرض , وتحطموا عليه محْدِثين كوارث مسحت عن وجه الارض حضارات متقدمة قبل آلاف السنين. يتبع- بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زفة الأيقونة بالزغاريد.. أقباط مصر يحتفلون بقداس عيد القيامة


.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: شفاعة المسيح شفاعة كفارية




.. عظة الأحد - القس باسيليوس جرجس: المسيح متواجد معنا في كل مكا


.. بدايات ونهايات حضارات وادي الرافدين




.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا