الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - جزيرة -سانتوريني- - ج15

نبيل هلال هلال

2016 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ويخبرنا القرآن الكريم عن إبادة أقوام ممن مضوا بالحاصب , فعندما تثور البراكين تقذف محتواها من المواد المصهورة عاليا في الهواء ,فتفقد حرارتها إلى أن تتجمد فتتساقط على هيئة حصى صلب , فذاك هو الحاصب :"فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً" "العنكبوت40 , ...."إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ"القمر34 . سبق القول إن الكوارث الكونية هي التي تقضي على الحضارات بعد فسادها واستحقاقها الدمار وفقا لسنة الله , والإنسان جهول ظلوم ينشئ الحضارة لكنه يدمرها حالما يتمكن من ذلك. الإهلاك بالبراكين:
بركان"ثيرا":
قبل نحو 3500 سنة ثار بركان "ثيرا" في جزيرة عُرفت فيما بعد باسم جزيرة "سانتوريني" الإغريقية وتقع في بحر إيجة في أرخبيل" كيكلاديس" جنوب شرق اليونان ."وقد ظل البركان خامدا قرابة 200 قرن وتكررت هزاته الأرضية تدريجيا ابتداء من 300 سنة قبل وقوع الكارثة , وفي حوالي العام 1550 قبل الميلاد- أو نحو ذلك في مراجع أخرى- وقعت الكارثة , وانطلقت من جميع جهات "سانتوريني" أمواج عاتية انتشرت في قاع البحر المتوسط بسرعة 20 ألف كيلومتر في الساعة , فبلغت كريت بعد عشرين ثانية من الانفجار, ونتجت أمواج صدام صوتية سرعتها ألف كم في الساعة , وتبعتها أمواج "تسونامي" بسرعة 350 كم في الساعة ,ثم تحركت ببطء آخر موجات الدمار-سحابة الغبار-فغطت مساحات هائلة من اليابسة جاعلة منها أرجاء غير قابلة للحياة" ( المرجع :. س. بريوشينكين - أسرار الفيزياء الفلكية والميثولوجيا القديمة-ترجمة الدكتور حسان ميخائيل اسحق- دار علاء الدين للنشر والطباعة والتوزيع –سورية-دمشق-) . واستمرت ثورة هذا البركان مدة ثلاثين سنة! واستمرت الذبذبات الارتدادية الناجمة عن ثورته لمدة قرون من الزمن وتسبب في القضاء على الحضارة الميناوية العظيمة في جزيرة كريت (نسبة إلى مؤسسها الملك "مينوس" الذي أسسها قبل حوالي ما يربو على ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد , وقضى عليها بركان "سانتوريني" في حوالي منتصف القرن السادس عشر قبل الميلاد),"فقد أكد التنقيب الأثري أن الحضارة الميناوية هلكت في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد تحت الحمم التي قذفها بركان "سانتوريني" .
وغطت سحب الرماد الكثيفة المدن , وهاجمتها أمواج المد المائي "التسونامي" الهائلة .وانفجار بركان "ثيرا" يعتبر من الكوارث الكونية الأضخم التي حاقت بكوكبنا خلال العشرة آلاف سنة الماضية , إذ قذف بحوالي ستين كيلومترا مكعبا من الحمم ! فقوته تعادل قوة انفجار 150 ميجا طن من مادة "تي. إن .تي" الشديدة الانفجار , وهناك من قدّر قوته التدميرية بأربعين ألف ضعف قنبلة هيروشيما, بل هناك تقديرات تفوق ذلك بكثير , يقول "بريوشينكين" في كتابه أسرار الفيزياء :"تقدّر القوة التفجيرية لانفجار "سانتوريني" بما يعادل 200000 قنبلة ذرية (مئتا ألف قنبلة !!) من تلك التي ألقاها الأمريكيون على هيروشيما , وتعد هذه أعظم الكوارث التي حلت على الأرض على مدى التاريخ البشري .ونتيجة لتلك الكارثة دمرت واحدة من أكبر حضارات البحر المتوسط والأقاليم المجاورة , وهي الحضارة التي سماها "توينبي" بالحضارة الكريتية الميناوية", ونجَم عن المد المائي إغراق مدن مصرية وفلسطينية , كما طالت الأمواج شمال الحجاز, ( تبعد جزيرة "سانتوريني" مسافة 700 كم إلى الشمال الغربي من الساحل المصري).وذكرت المسلات المصرية المعاصرة للحدث تدوينا يصف عاصفة بركانية: "ألقت بالظلام على المنطقة الغربية ومحقت الحواضر ودمرت المعابد". وعثرت بعثة مصرية للتنقيب عن الآثار ,على قطع يعتقد أنها من الحمم التي لفظها بركان "ثيرا" لما ثار في نحو سنة 1550 (أو 1650) ق.م .كما عُثر على 20 قطعة في مجرى الفرع البيلوزى للنيل الذي جف قبل 1500 سنة .كما وُجد في سيناء بقايا حمم ومخلفات بركانية تنتمي جيولوجيا إلى جزيرة "سانتوريني", وهي مخلفات عمرها 3500 سنة .ومن المظنون به أن ثورة هذا البركان حدثت أيام الملك المصري أحمس (1580ق.م) , فله لوحة شهيرة اسمها (العاصفة) يقص فيها حكاية العاصفة التي دمرت المباني وقوضت المعابد: وهي نقش حجري عمره نحو 3500 سنة , مكون من 40 سطرا منقوشا على حجر كالسيت طوله 6 أقدام يصف عاصفة قوية في السماء لا تتوقف ويعلو صوتها على صوت صراخ الجماهير. وتدمير المدن بالبراكين سُنَّة من سنن الله , منها بركان "بومبى" المدينة الرومانية. ففي يوم 24 أغسطس سنة 79 م , قذف البركان أحجارا سوداء لارتفاع 50 مترا, وفي كل ثانية كان يقذف مليون ونصف المليون طن من الاحجار الملتهبة و"اللافا", وخلال 6 ساعات تكونت طبقة من الرماد سمكها 25 مترا وأصبحت حجرا بفعل الحرارة .وغطت سحبُ الدخان المتصاعدة وجهَ الشمس , وتحول النهار إلى ظلام دامس .يتبع - بتصرف منن كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول)- نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا


.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد




.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي