الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الإجلال والاحتقار

كامي بزيع

2016 / 1 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


واحدة من الامراض الاجتماعية التي نعاني منها هي إجلالنا للغني، من يظهر ببزة انيقة ويفوح منه عطر ثمين، من يقتني سيارة فخمة، من عنده بيتا مهيبا، من يتعامل مع الاخرين بفوقية، من يظهر من ملامحه اللامبلاة بما يجري حوله وغيرها الكثير من المظاهر.
انه احترام للمظاهر المادية!... لماذا علينا ان نولي هذا القدر من الاهتمام لاصحاب المظاهر المادية، في وقت ان جارنا يتمتع بمصداقية ولطف ورحمة وهو ليس الا سائق تكسي، قلما نعيره الانتباه؟.
عموما لا نسأل الغني من اين جاء بامواله!!!، او بالاحرى لا يحق لنا ان نسأله!.
اذا كان لا يحق لنا نساله، او ان نتدخل بشؤونه وفي هذا حق... فلماذا اذن نذل نفوسنا امامه ولو فكريا بإعتباره افضل منا؟.
اليس اجلالنا للغني هو احتقار لانفسنا؟
ربما سيستنكر الكثير هذا القول رافضا الاعتراف به، ولكن ماهو معنى متابعة اخبار المشاهير والساسيين والنافذين وغيرهم؟.
ان المعيار الذي ننظر من خلاله الى الاخرين من خلال ممتلكاتهم وثرواتهم هو علة اساسية في المجتمع، تجعل من الجميع يلهث لتحصيل الثروات وباية طريقة كانت!.
لماذا لا يكون معيار نظرتنا الى الاخرين هي مقدار محبتهم وتعاطفهم مع غيرهم؟
او مدى الحكمة التي يتمتعون بها في تسيير شؤونهم؟
او بكل بساطة ان نتخلى مؤقتا عن الاحكام وهذه بداية الصحة، لان الوعي هو المعيار الاساسي الذي يفرق انسان عن اخر!.
ان وعي المرء بكينونته، يجعله يتعامل مع الاخرين وكانهم مرآة له، وهم كذلك في الاصل.
جميعنا اتينا من نفس المصدر، وهذه الحياة ليست اختبارا لنا من يستطيع ان يجمع من الاموال اكثر، انما من يستطيع ان يعرف لماذا جاء الى هذه الحياة!. وماهو الهدف من حياتنا!!.
الاكيد الاكيد اننا لم نولد لنستهلك او لنتحول الى سلعة ولا حتى ان نتحول الى بنوكا رقمية، نكدس مئات الارقام داخل رأسنا حتى لا يعود هناك متسعا للسؤال ان كان الموت حقيقي ... للحديث تتمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة