الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات على اللوح المحفوظ 2 3

علي الخليفي

2016 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلّفَ خليفة المُسلمين الأول شاباً من شباب الأنصار يُدعى زيد بن ثابت بتتبع القرآن وجمعه ، ولا أحد يستطيع أن يجد عِلّةً لهذا الإختيار ، فزيدٌ هذا ولِدَ قبل هجرة محمد إلى المدينة بنحو عشر سنوات ، فجميع ما يُسمى بالقرآن المكي نزل وهو لايزال طفل دون العاشرة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف إستقامَ أن يُكلّفَ شاباً بهذا العمل الذي ليس عند المسلمين أعظم ولا أجلَّ منه و يُترك كبار صحابة مُحمد الذين تتبعو
نزول القرآن منذ أول آياته وحتى أخرها ويتم إستبعادهم ؟

الأمر الأخر الأكثر غرابة هو الكيفية التي تم بها هذا الجمع ، فلقد أمر ابابكر وعمر ذاك الشاب بأن يقوم بتدوين كل كلام يشهد إثنان ممن عاصرو محمد أنه من القران ، وهذا يدفعنا إلى إعادة طرحِ ذات السؤال الذي طرحناه في الجزء الأول من المقالة والذي تسائلنا فيه عما إذا ما كانا خليفة المسلمين الأول ووزيره يحفظان كتاب ربهما عن ظهر قلب أم لا ؟
إذا ما كانت الإجابة بنعم فما حاجتهما لتكليف شخص ثالث بجمع القرآن ، أما إذا ما كانت الإجابة بالنفي فما هو فضل هاذين الشخصين حتى يتولو خلافة محمد .

الموروث الإسلامي يناقض بعضه بعض ، وهذا يدل دلالة قاطعة على أنه ليس سوى مجموعة من الحكايات لا يوجد أي رابط بينها تَمَ تناقلها عبر الأجيال وهي أشبه ما تكون بالحكايات التي تحكيها الجدات للأحفاد في ليالي الشتاء الباردة لمساعدتهم على النوم .

نقول هذا لأننا لو تتبعنا هذا الموروث لوجدنا عدد لا حصر له من القصص التي تروي لنا مدى حرص صحابة محمد على حفظ القرآن عن ظهر قلب ، وتسابقهم في ذلك ، وحث نبيهم لهم على دراسة القرآن وحفظه وتدبره وجمع أكوام الحسنات بالتعبد به أناء الليل وأطراف النهار .

سنجد في حكايات الموروث أن محمد كان يعرض ما وصله من القرآن على الكائن الفضائي المُسمى جبريل في كل رمضان ، وأن صحابة محمد كانو يتبارون في ختم هذا القرآن حتى أن علياً بن أبي طالب كان يختمه كل أسبوع بل إنه إستأذن محمد ليسمح له بختمه كل ثلاث ليال ، ولكن محمد منعه من ذلك ، فاين كان علي عند التفكير في جمع القرآن .

هل يستطيع عاقل أن يُصدق أن ذاك القرآن الذي يتلوه المسلمين في صلواتهم اليومية الكثيرة لا يوجد إجماع بينهم عليه ، حتى يحتاج ابن ثابت إلى شاهدين يشهدان له بأن ما يبلغانه له هو من القرآن !!!

لم يكن أتباع محمد منتشرين في قارة مترامية الأطراف حتى يصل بعض القرآن إلى بعضهم ولا يصل إلى البعض الأخر ، لم يكن أتباع محمد يزيدون على بضع مئات محشورين في بقعة جغرافية صغيرة جداً ، وكانو يصلّون جميعاً خلف محمد في ذات المسجد ، فكيف نستطيع أن نفهم عِلم بعضهم ببعض آيات القرآن ، وعدم علم البعض الأخر ، إلى الحد الذي نجد فيه ابن الخطاب يشهد بأن أية رجم المحصن من القرآن ولكن زيد يرفض أن يتبثها في القرآن لأن عمر لم يجد شخص أخر يشهد معه أن هذه الأية من القرآن .
كيف علم ابن الخطاب وحده بهذه الأية ؟ ، هل أسر بها إليه محمد دون بقية المسلمين والكارثة أن هذه الأية تحوي حداً من الحدود ، فكيف جاز لمحمد أن لا يبلغ حدود ربه إلى عامة المسلمين ، مع العلم أن محمد كان قد طبق حدَّ الرجم في حياته .

قبل أن ننتقل إلى المرحلة الأخيرة من جمع هذا القرآن في عهد ابن عفان سنعرج في عُجالة على بعض خبر السماء حول هذا القرآن ، فكاتب القرآن يقول عن قرآنه " بل هو قرانٌ مجيد في لوحٍ محفوظ " وبالعودة إلى كُتب المورث القُرشي سنجد حكايات وتخاريف حول هذا اللوح المحفوظ تفوق في سُخفها سُخف حكايات ألف ليلة وليلة ، وهي تحتاج إلى إنسان يضع بين أذنيه فردة حذاء بالية حتى يقبل تصديقها .

تفنن كتبة التراث الإسلامي في وصف ذاك اللوح العجائبي الذي خط عليه الله ما هو كائن وما سيكون من الأزل وإلى الأزل ، فهذا اللوح وبحسب تخاريف المُشعوذين وعلى رأسهم كبيرهم ابن عباس هو لوح يمتد ما بين السماء والأرض ، ويبلغ طوله مسيرة خمسمائة عام ، وهو ذُرة بيضاء لها دفتان من ياقوت أحمر ، ويقوم الله بالنظر في هذا اللوح كل يوم 360 مرة فيمحو ما يشاء ويتبث ما يحلو له ، على هذا اللوح العجائبي نُقش القرآن بعد أن خلق الله السموات والأض وربما قبل أن يخلقهما ، عندما كان الله لا يزال يطفو هو وعرشه على سطح الماء باحثاً عن مرفأ يرسو فيه عرشه الإلهي العظيم .

أُلقي القرآن جملةً في هذا اللوح ثم نُزِلَ من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة أو البيت المعمور ، والبيت المعمور الذي ورد ذكره في القرآن هو بيت يقع تماماً فوق بيت إله قريش المُسمى بالكعبة ، ومن ذلك البيت بدأ المكوك الفضائي جبريل رحلاته المكوكية بين السماء ومضارب بدو قريش ليحمله منجماً ويُلقيه على قلب محمد ، والسؤال الذي يُلقي بنفسه أمامنا ويهددنا بالإنتحار إذا لم نُجد له إجابة ، هل أشقى الإله الرحيم نفسه وبدل كل هذا الجُهد ، وحافظ على هذا القرآن في دفتر خواطره الخاصة المُسمى باللوح المحفوظ من قبل خلق السموات والأرض لينزله على بدو قريش ليتناطحو كالتيوس حول ما هو منه وما هو ليس منه ، وليضيع تعب الإله المسكين على مر العصور سُدى ؟!!!

هل حَرَص الإله الرحيم على كتابة هذا القرآن رغم كل مشاغله الإلهية الكثيرة ليدون لنا فيه سِبابه وشتائمه لإعرابي من بدو قريش إسمه أبو لهب ، وتهديداته لأعراي أخر إسمه إبن المغيرة .

هل أشقى الله نفسه ليكتب لنا هذا القرآن ويدون لنا فيه خناقات محمد العائلية ، وأخبار زوجاته النكديات عائشة وحفصة وتظاهرهن عليه ، هل بدل الإله الرحيم كل هذا الجهد في الحفاظ على هذا القرآن مصوناً في دفتره الخاص ليخبرنا عن زيد ووطر زيد الذي قضاه من بنت الجحش ، وغرام محمد بجارية المُقوقس ونومه معها في فراش زوجته حفصة .

هل وصل إلى الله في ذاك الماضي السحيق صوت إعرابية من قريش تجادل محمد في قولها فدونه في لوحه المحفوظ لأن البشرية التي سيخلقها لن تستطيع العيش بسلام إذا لم تعرف ما حدث في تلك المُجادلة .

هل كان خيال الله قاصراً إلى الحد الذي جعله يترك كل هذه العوالم من المجرات والأكوان التي خلقها والتي لا تعدل الأرض فيها ذرة غبار ، يترك كل هذا ليحدثنا عن بقرة موسى الصفراء الفاقع لونها ، وعن ناقته الإلهية المُذللة التي أرسلها إلى قوم ثمود لتقاسمهم مائهم فلما رفضوا أن يكونو هم والناقة سواء في القسمة ، قلب بهم الأرض وأفناهم جميعاً لأجل ناقة .

هل عصر الإله الرحيم مُخه الإلهي ليتفتق لنا عن هذا الكتاب الذي يُحدثنا عن هدهد سليمان المؤمن ، ونملته الفصيحة ، ومَرَدَته الأتقياء ، وبساط ريحيه المُريح .

هل جلس الإله الرحيم على عرشه الإلهي في يومه السابع ليستريح من تعب وعناء الأيام الستة التي قضاها في خلق السموات والأرض ، وليقضي إجازته الإلهية بالتسلي بكتابة هذا الكتاب ليحدثنا فيه عن حرب النجوم بينه وبين الشياطين التي تحاول اختراق تحصيناته الإلهية لتتجسس عليه .

هل كانت نتيجة العبقرية الإلهية هي هذا الكتاب المسطور الذي يُحدثنا فيه عن الغِلمان والحُور ، والسُرر المُتقابلة والطيور التي تسقط مشوية ومُتبلة وجاهزة في صحون الأتقياء الأنقياء من بدو قريش ، وليحدثنا عن أنهار اللبن التي لا يتختر ، وأخر أنواع الخمور التي إبتكرها والتي لا تسبب لشاربها الصداع .

هل يعقل أن الإله الرحيم كان يحمل أحقاد إلهية على اليهود والمسيحين مما دعاه إلى تدوينها في إنتظار أن يأتي اليوم الذي يتلقى فيه بدو قريش ذاك الإلهام الإلهي ، فيذبحو اليهود والنصارى ، ويشفو غليل الإله برؤيتهم جثث هامدة أو أذلة يُعطون الجزية عن يدٍٍ وهم صاغرون .

هل كان مزاج الإله الرحيم حقاً رائقاً عندما كتب هذا الكتاب فدون لنا وصاياه عن الكيفية التي ننظف بها مؤخراتنا ، ومن أين نأتي أزواجنا وكيف نقتسم أموالنا .

هل كانت حالة الوحدة التي يُعاني منها الإله ببقائه دون زوجة في ذلك الفضاء الامُتناهي هي سبب كل أحقاده على جنس النساء ، فمنحنا الحق في أن نقتني منهن ما نشاء ونهجرهن في المضاجع ، ونضربهن ، ونأكل حقهن في الميراث ولا نقبل شهادة الواحدة منهم وأن نترزق من ورائهن بتشغيلهن في البغاء .

إن كان هذا الكتاب هو نِتاج تعب وشقاء ذاك الإله منذ سحيق العصور ، فليسمح إلإله الرحيم لنا أن نجرح ذاته الإلهيه ونقول له .. الله لا يعطيك عافية فوق تعبك .

............ وللحديث تتمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجانين
سرجون البابلي ( 2016 / 1 / 16 - 13:10 )
.يجب علاج هؤلاء المؤمنين بهذا الإله المجنون من الخرف والجنون .


2 - ..........
وعد المصري ( 2016 / 1 / 16 - 16:23 )
ايعقل ان يكون مالك الارض والسموات وخالق كل شي جميل أ يعقل ان يكون هو نفس الاله الذي كتب هذا القرأن المتناقض ،نرى مرة التسامح ومرة اخرى الحرق والنار.اتركو الله فهو بريءمن كل هذا الدين.


3 - العزيز سرجون
علي الخليفي ( 2016 / 1 / 16 - 16:50 )
كما ترى لديّ أحد هؤلاء الذين تحدث عنهم عالق عندي في صفحة الفيس بوك ،وقد أعجزني والله علاجه ،وفقدت الأمل فإن كنت تعرف مستودع يقبل تخزين أمثال هؤلاء المُختلين فدلني عليه ولك الأجر .... شكراً لمرورك


4 - العزيزة وعد
علي الخليفي ( 2016 / 1 / 16 - 17:16 )
نعم عزيزتي وعد لم يسئ احد إلى الله وينفر البشر منه مثل ما فعل هؤلاء الذين يزعمون إحتكارهم لمعرفة الله من أصحاب الأديان وعلى كل المؤمين بالإله الحق أن يتصدو لهؤلاء لتنزيه الله عن إنحطاطهم العقلي الذي ورثوه عن بدو الصحراء والذي يسمونه دين...شكرً لمتابعتك الدائمة ...دمتي بسلام ،


5 - محمد والله
جابر بن حيان ( 2016 / 1 / 16 - 22:26 )
أخرج أبو الشيخ في طبقات االمحدثين بأصفهان - (ج 3 / ص 144) و الحاكم في المستدرك - (ج 10 / ص 6) وابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى (ج 1 / ص 25) والثعلبي في الكشف والبيان (ج 9 / ص 266) والخلال في السنة - (ج 1 / ص 340) عن ابن عباس ، قال : « أوحى الله إلى عيسى ابن مريم : آمن بمحمد عليهما الصلاة والسلام ، وأمر أمتك من أدركه منهم أن يتبعوه ويؤمنوا به ، فلولا محمد ما خلقت آدم ، ولولا محمد ما خلقت الجنة ، ولولا محمد ما خلقت النار ، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن »
اارايتم كيف ان محمد اشد قوة من هذا الله فلولى انه كتب اسمه على العرش ما سكن من الاضطراب

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت