الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة تسن ظهيرا (بربريا) تربويا ، مدارس طبقية، و أخرى بطعم ملاجئ الأيتام

بوشتى الركراكي

2016 / 1 / 16
المجتمع المدني


حينما نتحول أو تتحول الدولة حتى نحدد المسؤوليات إلى المتاجرة في التعليم ، و تتنصل لأجل هذه الغاية من بعض مسؤولياتها الأخلاقية و القانونية والاجتماعية كحاضنة لتعليم الأجيال، عندها فقط يمكن أن نقيم مراسيم تأبين لقتيل اسمه المدرسة العمومية المغربية.
حينما تنشئ الدولة سوقا للتجارة التعليمية فهي تحكم على منتوجها أمام المنافسة و بمنطق الجودة و الرداءة، تحكم على منتوجها بأن يبور، و اليوم أصبحنا فعلا أمام تجارة بائرة ، تلاميذ بالمدارس العمومية بعد 12 سنة من الدراسة لا تستقيم على أفواههم الجمل، تلاميذ إعدادي أشبه بالأميين، و بعضهم يحمل كامل الصفة.تلاميذ ثانوي يكملون المشوار فقط لأنهم خبروا آلية النقيل و الغش و منابع التسريبات، شواهد باكالوريا موسومة بالعار، شواهد عليا تطرح أكثر من علامات استفهام حول أهلية أصحابها العلمية و المعرفية.
من السبب و كيف وصلنا إلى باب أفران الجهل، و كيف أصبحنا اقرب إلى دخول بوابة الزمن، لنجد أنفسنا نجالس مجتمعات الألفية الأولى، أو ما قبل اكتشاف النار، إن نحن بقينا على هذه السياسة و على هذا المنوال في تدبير قطاع التعليم، الذي فهم أهله و عشيرته الرسالة، و بات أكثر من 90 في المائة من رجال التعليم يسجلون أبناءهم في المدارس الخاصة، و لو خير رجل التعليم بالمغرب بين أن يفقد وظيفته، وبين أن يسجل ابنه في مدرسة عمومية، لاختار الأولى و هو راض عن قراره.فأهل المنامة أدرى بشعاب الطائف..
انه الظهير التربوي على شاكلة الظهير البربري، فإذا كان الثاني حاول تفريق المغاربة عرب و امازيغ، فالأول يفرق أبناء الوطن و يجعل بينهم جدارا سميكا اسمه جدار الجهل و الأمية،.فالتعليم الخاص صفته الجودة و الطبقية، و التعليم العمومي صفته الرداءة و الدونية، مخصص للفقراء و المعوزين كما لو أنها ملاجئ أيتام أو خيريات عمومية.
لقد نسيت الدولة أننا لسنا معنيون بتطور الأمم من حولنا، و أننا لسنا مجبرين على أن نحيك لنفسنا نفس أثوابها، ما دمنا في "كي جي وان"، أو في مهد بناء الإنسان، و أننا على خلاف كل شعوب العارض مطالبين بعدم خصخصة التعليم حتى و لو بعنا الأرض بما رحبت.
إننا يا سادة أمام معامل الـ 50 تلميذا، و جداول توزيع زمني بترت ساعاته، بسبب الاكتظاظ، و أصبحنا أمام مدارس عمومية تعمل بنظام المحاصصة و التناوب على شغل مقعد التحصيل، بسبب الاكتظاظ و ضعف البنية التحتية في دولة تسخر بعض إمكانياتها لأشياء تذهب غثاء كماء السيل.
الإصلاح يا سادة لا يستقيم في دولة الكل يريد أن ينجو بنفسه و لنفس، لا يهم واقع و معيش من لا ألسنة لهم، الضعفاء و المقهورين، و من أصواتهم لا تتجاوز حناجرهم، بل تبقى الآهات حشرجة تخنق الكلمات و ما أقصاها من كلمات، حينما تتبلل بدموع ساخنة ، تنزل من مقلة البسطاء و المحرومين و ضعاف الحيلة...انتهى الكلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما


.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع




.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟