الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود فقط طاقة (نظرية الموجة الجزء الثاني) التهيكل وجوديا للاقوى روحيا (اهمية تفعيل الطاقة)

وسام غملوش

2016 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يصبح لديك وعي قادر على معرفة ذاتك، والتعاطي معها، وتفعيلها، وليس من خلال الاملاءات المفروضة على الجسد فقط، بل بالغوص في ماهيتها،لتغمرك طاقتها الخلاقة، عندها ستشارك من خلالها الوعي الذاتي للوجود ويُسمح لك بالارتقاء ،ويُسمح لك بمعرفة حقائق، او ان تستطيع من خلال هذا الوعي ان تستشعر حقيقة ما، حتى لو لم تستطع ان تثبت ما هي تلك الحقيقة ،لكنك تستشعر معناها ،كما لو كنت في حالة غرامية مع انثى، وبينك وبينها رابط روحي، تستطيع ان تعرف ان كانت تمر بسوء ،او بفرح، او لديها ما يشغلها ،ولكنك لا تستطيع ان تعلم ما هو هذا الشيء،او كعلاقة الام بطفلها ،حتى لو كان بعيدا عنها ،تستطيع ان تشعر به.
هكذا تصبح العلاقة مع الوجود حين تعرف ذاتك وتفعّلها، تصبح علاقتك معه كأي علاقة غرامية، او امومية، فهي من الذات الاولى، ولكن مراحل الفيض المستمر، او التهيكل المستمر ،او الولادة المستمرة ،يجعل هناك فجوات عديدة بينك وبين الذات الاولى، وما يزيد هذه الفجوات، هو ان كنت في كل تهيكل تحيا ظاهريا بعيدا عن مقومات الوعي الروحي، كارتدائك عدة ملابس فوق بعضها، كل ما زادت ،كل ما قل الاحساس من ملامسة يدك لجسدك، وهي يدك وليس يد الاخرين.
فكل واحد منا يشعر انه يتعاطى مع قوة خاريجية، قوة الهية، فالوجود متعدد القوى، ظاهرية وباطنية، وحسب قدرتك على التواصل يكون المتصل بك، او المستشعره، او حتى من تخترعه، لذلك اختلف البشر في تحديد الوجود، ومن يسكنه، وكيف يتم التعاطي، والفكرة الوحيدة المشتركة بين الجميع هي ان هناك قوة عليا ،وتعددت اسماؤها.(الله، يهوه، أهورا مزدا، وغيرهم).

كل فرد يملك طاقة لا تنتهي، وقابلة للتجزء دون ان تتأثر او تخسر ذاتها، وكأننا نملك ماهية الوجود في التجزء دون الخسارة، اي نملك ماهية الفيض كفكرة.
لذالك كل فرد هو ذو طاقة كأنها الطاقة الاولى من حيث الماهية، وبما ان الشرح العلمي هنا يعجز عن مفهوم حقيقة الوجود ،لذا سأستطرد و افسرها فلسفيا ،فالوجود هو عبارة عن طاقة لا تزيد ولا تنقص، تبقى هي هي.
ومن ناحية الكم والجزء، هو كفكرة الماء هو ماء، ان كان قطرة او بحر، الاختلاف فقط في قوة التدمير او العطاء ،لكن ماهية القطرة هي ماهية البحر.، ونحن كالقطرة.
وربما تتقلص بعض ماهيتنا لدرجة عدم ظهورها، وهذا لا يعني انها غير موجودة ،وهنا تكمن الصعوبة في اعادة تنشيطها وتفعيلها، وطبعا تنشيطها وتفعيلها الى حد معين، فالوجود هو طاقة وطاقاتنا هي من طاقة الوجود.
والركود حالة ظرفية للاقسام، ويبدأ بقسم دون اخر، بذات المبدأ وربما تختلف الطريقة، لكن (كل الطرق تؤدي الى الطاحونه) ،فنقطة الماء التي تتبخر لا تذهب للعدم، بل تعود بعد حين الى بحرها مع اختلاف طريقة تبخرها.
فمسيرة هذا الكوكب هي حركة مصغرة وفكرة مشابهة للوجود اعم اذا اردنا ان ننظر للفكرة من ناحية التشابه الفلسفي الاساسي وليس من ناحية مبادئ علمية، فالعلم يستوجب حسابات دقيقة، لكن الفلسفة تستوجب ماهية الامور.
فإن الترقي في الحياة الدنياوية والسمو نحو مراكز مرموقة ،تتيح للفرد بالتحكم والعيشة الافضل ،هو نفس مبدأ الوجود ان استطعنا ان نسموا ونرتقي وجوديا ،ولكن باختلاف نوعية الجهد والمضمون.
فعلى الانسان ان يفعّل طاقته ليتحرر من الاستعباد ،وان تفعيل الطاقة يبدأ بالرياضات الروحية كالتأمل وغيرها ،وبعض المأكولات والقراءات ،وهذا مبدأ معروف لتهذيب الطاقة الروحية وجعلها المتحكم بالغرائز ،لتصبح المتحكمة بنزوات الجسد المادية ،ولكن ،ايضا يلزمنا تحرير العقل ،فعقلنا ملجوم ،لكوننا عبيد ،لذلك تفسر كلمة عقل،( عقل الخيل، ربطها ولجمها)، ولكن بعض الشراح يستطردون بأن العقل يلجمنا عن الخطأ، ويتخطوا مفهوم اللجم الاشمل للعقل.
فالعقل بشكل عام فُرض عليه املاءات، وهو يقوم بالاختيار بينها فقط، مثلا: الخير والشر، المؤمن والكافر، الجميل والقبيح وغيرهم ،وتم تحديد هذه المفاهيم بأطر تتناسب مع من في السلطة، وايضا الذكي والغبي، مع انه اخيرا قام العلماء بتفنيد الذكاء الى سبع انواع، والغاء كلمة غبي واستبدالها بمفهوم (بطيء الاستيعاب).
فهذا مثال عن التحرر من بعض الاملاءات التي فرضت علينا، وربما الامثلة مبسطة جدا لكن لعدم التعقيد، وهذه الطريقة تستعمل بالاعلام السياسي والتجاري واسمها "التأطير" .
فنحن اذاً محصورين بأطر وعلينا ان نحرر العقل لنتحرر منها، وهناك كم هائل من الاملاءات ان كانت وجودية او دنياوية، او من ناحية المحيط والاعراف والتقاليد والانتماء وما فُرض عليك من ضروريات حتى اصبحت ثوابت، و و... لا اريد ان اطول الشرح فالفكرة واضحة.
لذلك وجب تحريره ايضا ليتم التفعيل الكامل للطاقة، وربما في المستقبل يستطيع العلم التوصل الى جرعات خاصة تساعد على تفعيل الطاقة الكامنه في الانسان، وتكون سريعة المفعول، وما اقصده تفعيل الطاقة العاقلة وليس مجرد قوة جسدية.
وايضا هناك من يقول ان ترك العبادة وشرب الكحول يضر بالطاقة الايجابية ويجعلها سلبية ،وهذا غير صحيح لانهم يعتقدون ن الطاقة السلبية ضارة او شريرة ولكن الاصح هي طاقة قابله لان تكون ضارة وليست ضارة، واكثر ما يجعلها ضارة وشريرة ويضعها في الخانة القابلة لفعل الضرر، وينشط شرها، هو: حب الدنيا بطريقة انانية، والنهم لكل ما هو مادي، والحسد والحقد وغيرهم من الصفات المماثلة، حتى لو كنت لا تتمنى الشر، يكفي ان تكون لديك هذه الصفات او بعضها لتفعيل شرها.
ام المشروبات الكحولية من الممكن ان تساعد في زيادة السلبية لمن يملك طاقة سلبية ضارة، لكنها ليست من يجعل الطاقة السلبية ضارة، وايضا ان كانت الطاقة السلبية غير ضارة يزيدها المشروب هدوء، فهو فقط يحفز الموجود.
اما التحرر من الاستعباد الوجودي فهو (كفكرة تخطي الجن) ،فحين فعّل الانسان قليل من الطاقة العقلية تخطاه ،رغم انه كان مقتنع بالمطلق بوجود االجن، كان يراه ويحادثه، وهذا ليس من زمن بعيد، لكن حين حل العقل والتفسير العقلي، اختفى الجن، ونحن من خفيناه، لاننا نحن من احضرناه بيننا، ولكن في تخطي الجن استعملنا قدرة عقلية علمية فقط ،ولكن حين نحرره ونفعّله مع تفعيل الطاقة العارفة نتخطى فكرة الاله المستعِبد.
فأن تكون مقتنتع انك عبد، هذه قمة الاستعباد، وجعل حقيقة الاستعباد متاحة ان كان كفكرة تتجسد طاقاتيا من خلالك وترتد عليك بكل معنى الاستعباد الوجودي ،او من خلال من سلمته زمام هذه الفكرة.
وعند تفعيلها ستستفيد منها ارضيا للحصول نوعا ما على السعادة، لانك ستتخطى فكرة التملك الغبي، وترى الاشياء على حقيقتها، انها اشياء، وهي التي تتفاعل معك ولست انت من يتفاعل معها ،وفي نفس الوقت تكون صالح لخدمة المجتمع، لان سعادة الانسان العاقل العارف هي خدمة المجتمع، وهكذا تنعكس السعادة منك الى الجميع ،لان السعادة دائما فيك وليس في الاشياء، وكما يقول المسيح (ملكوت الله في داخلكم) والملكوت هو الجنة، والجنة هي السعادة، اي السعادة مننا، في داخلنا، نصنعها ونجعل ابسط الامور تجعلنا سعداء، ولا اريد ان يطول الشرح.
وايضا علينا ان نربي الاطفال على طريقة التفكير الايجابي وتحفيز الطاقة الايجابية فيهم، وان نبعدهم عن المفهوم الديني التقليدي الذي يجعل من الانسان عبد، والعبد دائما يكون في حالة خوف، والخوف يكبح جموح الطاقة ،ويجعل اللاوعي دائما في حالة ارباك دون ان تعلم، لكنه يؤثر في السلوكيات.
فالتفكير بإيجابية ينعكس على من هم بجانبك وبمحيطك ، يساعد على بث روح الهدوء والطمأنينة فيهم، مما يؤدي بهم الى حالة رضى نوعا ما، وهذا طبعا بعد مرورك بتخصيب طاقتك لتصبح لها تاثير على الاخرين.
ام الاستفادة الكبرى من تفعيل الطاقة ،وجعلها عارفة ،عاقلة ،هو ان نتخطى فكرة الولادة والموت كمنتج او كمخلوق حيواني في قائمة الوجود، وهذا اهم ما نريد الوصول اليه.
ان تخطي الانسان لفكرة العبد المستعَبد والوصل بذاته الى درجه ارقى من حيوانيته، يجعله يرتقي في نظر الوجود، والارتقاء يبقى مرهون بالطاقة التي فعّلتها ،والى اي مدى يُسمح لها بالارتقاء ، فحتى في الارتقاء درجات، وفي كل ارتقاء نكون في مكان افضل ،ونوعية جسد افضل، وكل ما كان المكان ارقى ،يكون فيه التعامل افضل وارقى، وليس متدني كشريعة الغاب التي تطبق علينا، وتبقى فيها طاقتنا او ارواحنا في تدوير في نفس القيمة كأي عملية اجترار ،وهذا ليس دائما، فأيضا كما هناك ارتقاء ،هناك هبوط وتدني ، فنحن في حالة صراع ذاتي وسباق مع الوجود ،فكما الوجود يسابق ذاته للوصول الى حتمية الهدوء الظرفي ،نحن ايضا علينا ان نجاري هذا السباق ،لنكون في سلام معه ،حين ينعم هو بالسلام.
فالسعادة الحقيقة هي الا تكون عبد ولا حاجة لك ان تكون سيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 110-Al-Baqarah


.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل




.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر