الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - ملحمة جلجاميش - ج18

نبيل هلال هلال

2016 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ولم تقتصر العناية الخاصة التي أولاها الله تعالى لهذه السفينة ( سفينة نوح)على بنائها الفريد , ولكن تعهدها بعنايته أيضا أثناء جريانها في الماء, اسمع :" وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ " القمر13 -14
, وهل كانت سخرية قوم نوح (ص) بسبب أن سفينته كانت غريبة الشكل عما عهدوه من سفن , أم لأنها تُبنى على اليابسة بعيدا عن الشواطئ وليس ثمة سبب وجيه يرونه لوصولها إلى الماء أو وصول الماء اليها؟ وليس الأمر على ما يظنه البعض من بدائية سفينة نوح (ص) , ففي حضارة سومر , وهي ليست بعيدة زمنيا عن وقت الطوفان (أقرب التقديرات وأصحها في نظري لزمن طوفان نوح , هو القرن الرابع والثلاثين قبل الميلاد و وذلك وفقا لكثير من الوثائق القديمة السرية )( المرجع: لمزيد من التفصيل انظر كتاب : أسرار الرجال الموتى –جوناثان جراي - ص89 ) . كان عِلْمُ صناعة السفن متقدما , فقد "تضمن أحدُ المعاجم الآكادية عن اللغة السومرية قِسما كاملا عن السفن , وفصَّل فيه 150 مصطلحا عن مختلف السفن بحسب الحجم وميناء الوصول ,كذلك هناك 69 مصطلحا سومريا يتصل ببحارة السفن وتركيبها مترجما إلى الآكادية. بل وثمة نصوص سومرية قديمة تشير باستمرار إلى نوع من السفن تستخدمها (الآلهة)وسمُّوها السفن الغارقة وهي عين ما نسميه الآن "بالغواصة". وثمة وثيقة هندية قديمة "3000 ق.م" وجدوا بها ثمانية فصول عن تخطيطات لمركبات يمكنها الطيران في الهواء والطفو فوق الماء والغوص تحته!( المرجع السابق)" . "وعند تحليل حوالي 600 مصدر منفرد يتحدث عن الطوفان , وُجد أنها جميعا قد أشارت إلى نقاط أساسية , منها استشراء الفساد , وأنه كان ثمة تحذير مسبق بالطوفان , وأن سفينة الإنقاذ حملت على متنها ثمانية أشخاص مع أزواج ممثلة للحيوانات , وأنه كان ثمة هبوط من الجبل , وأن استئناف عمارة الأرض تم بمجموعة واحدة هي الناجية من الهلاك بالطوفان .وتردد اسم (نوح) في القرآن والتوراة , وذُكر الاسم في هاواي (نو) , وفي السودان (نوح) , وفي الصين (نو- واح) , وفي منطقة الأمازون (نوا) , فهل عَلِم الناس في هذه المناطق المتفرقة هذا الاسم من أسلافهم الأوائل الناجين من الطوفان؟ أم أنهم ينتمون جميعا إلى نفس أسرة الناجين؟ والفساد هو السبب الموجِب لتدمير الأمم والحضارات , فتلك هي سُنة الله التي لا تتبدل , اسمع ربك إذ يقول في عقاب عاد وثمود وفرعون :"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ{6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ{7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ{8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ{9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ{10} الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ{11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ{12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ{13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ{14}. "ولقد وردت قصة الطوفان في أكثر من موقع في المدونات السومرية والبابلية لاسيما ملحمة "جلجامش": "حين غطى الطوفانُ المعمورةَ ولم ينج من أهلها إلا زعيم ديني وأفراد أسرته والحيوانات التي حملها معه في الفلك التي أوحي إليه ببنائها من قبل" .ولقد أورد سفر التكوين هذه القصة بعد ألفين ونيف من السنوات مما أوردته الحوليات البابلية ولكن كتبةَ اليهود كعادتهم نسبوا هذه القصة إلى مدوناتهم الدينية ولم يذكروا مصدر الاقتباس " المرجع :الأب سهيل قاشا - كتاب أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية- ص10 - يتبع -بتصرف من كتابناا (االقرآن بين المعقول واللامعقول) - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا