الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان و كيفية تخدير العقول !!

عبدالسلام سامي محمد

2016 / 1 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القول الشائع و الاعتقاد السائد عند اكثرية المسلمين المبتلين بظاهرة الفقر و الجوع و المرض ،، و المنهمكين بالحروب و الكوارث و الويلات ،، فان الإيمان السائد و المعروف عندهم و القول الذي يرددونه جميعا و دائما هو ( ان الله من طرفه هو الذي يبتلي عبده المؤمن الصالح بالكثير من المصائب و الكوارث و البلاء و سوء الاقدار ،، و بالكثير من الأمراض و الأوجاع و الاهات و المعانات و ذلك حبا لله في عبده المؤمن المطيع اكثر من غيره ،، و شفقة و رحمة منه عليهم يوم لا فيه رحمة غير رحمته ،، و كذلك اختبارا لهم لمدا تحملهم لتلك المصائب المكتوبة و الاقدار غير المعروفة ،، و امتحانا لهم لمدا قوة ايمانهم بالله ) ،، كما انهم يرددون دائما ان كل تلك المصائب و الاقدار و الشرور التي يبتلي بها الله عبده المؤمن تأتي معظمها من الله او من الشيطان لغرض تعويضهم باضعاف مضاعفة من الحسنات يوم الحساب العظيم ،، و كل ذلك حتى يتأرجح كفة ميزان الحق و العدالة و الحساب عنده يوم القيامة لصالحهم و لصالح حسناتهم و لصالح أعمالهم الصالحة ،، و لكي يفوزوا في نهاية المطاف بسعة رحمته و بنعيم جنانه ،، هذا هو الاعتقاد السائد عند اكثرية المسلمين و المؤمنين بالاديان ،، هذا من طرف !! و اما من الطرف الاخر فانهم يعتقدون و يؤمنون ايضا ان مصائب و اقدار المؤمن في هذه الدنيا هي دائما اكثر بكثير من مصائب و اقدار و شرور اهل الشرك و الكفر و الالحاد ،، و ان الله لا يبتلي كثيرا عبده الملحد و المرتد و الكافر في هذه الدنيا بالكثير من تلك المصائب و الكوارث و الويلات لأنه ( اي الله ) ترك للكفار و الملحدين و المشركين النعيم في الحياة الدنيا ،، و ترك لهم كل ما فيها من سعادة بال و راحة حال ،، و سخر لهم كل ما فيها من خزائنه المليئة بالحظ و السعادة و الاموال ،، و كل ما فيها من منافع و طيبات و مسرات و افراح و ملذات للإستمتاع بها لتلك الفترة الدنيوية القصيرة الزائلة !! ،، و كل ذلك حتى يلهيهم الشيطان عن ذكر الله ،، و يبعد الايمان عن قلوبهم الفاسدة الفاسقة القاسية الشريرة ،، و يدفعهم اكثر فاكثر بأتجاه حب الدنيا و أموالها و كنوزها ،، و حب كل ما فيها من رجس و معاص و غرور ،، و ملذات و محرمات و سرور على حساب حبهم للخير و الإيمان و الاخرة و كل ما فيها من خير و بركة و خلود و أشجار و ثمار و انهار ،، و خمور و حوار و جوار و غلمان ،، و كل هذا و ذاك حتى يصب الله اخيرا بنار حقده عليهم و جل كربه و عظمة غضبه فيهم و ليدخلنهم يومئذ خالدين خاسئين في نار جهنم و بئس المصير !! ،، نعم هكذا ،، و بهذه الطريقة الساذجة الغريبة غير المنطقية يفكر اكثرية الفقراء و المساكين و المعدومين المؤمنين ،، و هكذا ايضا يقوم الدين و تتولى العقيدة الدينية بوظيفة غسل عقول و ادمغة الناس الفقراء و المعدومين ،، و بمهمة تخدير عقولهم و تعطيل حركة خلايا ادمغتهم ،، فعوضا عن البحث وراء الاسباب الفعلية و المنطقية لكل من ظاهرة الفقر و الجوع و الامراض ،، و بدلا من القيام بتفسير منطقي و عقلاني لأسباب حدوث المصائب و الكوارث ،، و بدلا عن القيام في دراسة الظروف و الملابسات و الاخطاء و الجوانب المتعلقة و التداعيات التي تسبب و التي تجلب على الناس بالكثير من الفقر و الجوع و الامراض و الاوباء و المصائب و الاهات و المعانات ،، فأن الأديان تعلق كل هذه الأشياء و الامور على شماعة الحظ و القضاء و القدر و شماعة الله و الشيطان . صحيح ان الكثير من الكوارث و المصائب يصعب التكهن بها أو التكهن بلحظة وقوعها ،، كما انه صحيح ايضا صعوبة تفادي و تجنب كل الحوادث و الكوارث و المعانات و الازمات بصورة تامة و كلية ،، لكن عدم المام الاديان و العقائد الدينية بمعظم حقائق الأمور ،، و عدم معرفتها الكلية للأسباب و التداعيات تجعل من الكوارث و المصائب ان تبقى و ان تستمر ،، بل تجعل منها ان تعيد بنفسها و ان تتكرر دائما و ابدا و باستمرار ،، فعندما تجعل العقائد الدينية و حينما يجعل المسلم او المؤمن من الله و الشيطان او من سوء الحظ و الاقدار سببا رئيسيا و اوليا في وقوع اكثرية الحوادث و الكوارث و في معظم المعانات البشرية ،، فان الكوارث و الحوادث ستتكرر ايضا و باستمرار بشكلها المعروف او بشكل آخر ،، كما ان المعانات و الاهات و المآسي البشرية لا يمكن التهرب او التقليل من اثارها و حدتها ابدا و من المستحيل ايضا السيطرة عليها او التحكم بها ابدا كذلك ،، أي أن المعانات البشرية ستبقى كما هي أو ستتكاثر و تزداد ،، لأنها ستبقى من دون بحث و تقص و ستظل من دون دراسات و ابحاث و حلول و إلى يوم الدين،، و كذلك نفس الشيء بالنسبة للاوبئة و الامراض و جرائم القتل و الاغتصاب ،، و ظاهرة الفقر و الجوع و الظلم و القهر و التعسف ،، و حوادث السير و الطرق و التصادم ،، و الكثير من الكوارث الاخرى التي تسببها الحروب و الغزوات و الزلازل و البراكين و الفيضانات و غيرها و غيرها ،، فان جميعها كما اسلفت ستبقى كما هي من دون اية دراسات او حلول و ستتكرر في كل مرة و كذلك في كل العصور ،، اما العلم و العلماء فان طريقة فهمهم و طريقة تفسيرهم و رؤيتهم للحياة ،، و طريقة التعاطي مع كل المسائل و الامور و الحوادث و الأحداث ،، و اسلوب التعامل مع كل ما يحدث في هذه الحياة من مسائل و امور و مستجدات ،، و مع كل ما يهدد البشرية و الجنس البشري و الطبيعة من مخاطر و تحديات و تهديدات ،، تختلف اختلافا جذريا مع تلك التي تتعاطى من خلالها الاديان و المعتقدات ،، و مع تلك التي تؤمن بها اهل الاديان المعتقدات ،، و مع كل المؤمنين المتورطين بالفقر و الجوع و الأوبئة و الكوارث ،، و مع كل المؤمنين بالخرافات و الخزعبلات و الترهات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهذا ما يسمونه القضاء والقدر
عراقي ( 2016 / 1 / 17 - 16:52 )
ويستسلموا لأوضاعهم المزرية ويبقون عالة على نفسهم قبل غيرهم , و دون أن يحركوا ساكنا لتلافي تلك الأقدار ,ويصبحوا في الدرك الأسفل ضمن تصنيف الدول ورقيها وحضارتها , صدقت بأن الدين أقوى مخدر في تاريخ البشرية !!!..

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا