الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الوجود – 6 - الوعي الجديد كمفتاح لفهم ماهيته.

نضال الربضي

2016 / 1 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في الوجود – 6 - الوعي الجديد كمفتاح لفهم ماهيته.

بحثنا في الأجزاء السابقة من هذه السلسلة في تجليات المادة من جهة: كونها جمادا ً، أو حيَّة ً بيولوجيا ً سواء ً بوعي ٍ أو بدونه ، و أبرزنا أن هذه التجليات ما هي إلا تعبيرات ٌ عن وجود ٍ عرفناه. إلَّأ أننا لم نخض حتى هذا المقال في أصل ِ الوجود و جوهر ِ طبيعته، و هي منطقة ٌ شائكة ٌ صعبة، تنعدم فيها المُعطيات الكافية و تحتجب ُ عن الباحث ِ فيها المعلومات الوافية التي تُمكِّنُه من كشف ِ مقدار ٍ مُرض ٍ من الحقيقة، فيبقى كل ُّ ما يؤتى به اجتهادات ٍ لا مُلزِمات ٍ و لا مُطلقات ٍ و قطعا ً لا حقائِق.

و سيبدو من السابق ِ أن َّ هذا الخوض َ إذا ً مُرادِف ٌ للعبث ما دام َ أن َّ الحقائق َ غائبة ٌ استتباعا ً للمُعطيات ِ الناقصة. و قد يكون ُ في هذا الطرح ِ وُجهة ُ نظر ٍ تحتمل ُ الدراسة َ الجادَّة َ لكن فقط إذا أثبتت ْ خطأ َ جميع النتائج، و استحالة َ تطوير ِ المنهج، و انتفاء َ القدرة ِ على تحصيل ِ حقائق َ موضوعية ٍ في المستقبل، و هذا ما لا يُمكِن ُ إثباتُه، بل إنَّه ُ مما نعلم ُ خطأ َ افتراضِه ِ بقوِّة ِ التجربة ِ التاريخية و ما تحمِلُه من حافز ٍ مُضادٍّ وصل َ بنا بعد تفاعلات ٍ ديناميكية ٍ بين الطبيعة ِ و الإنسان إلى علوم ِ القرن ِ الحادي و العشرين، و هي التي تجعلنا نُقدم ُ أكثر َ فأكثر على استجلاء الغوامض عارفين أننا سنصل ُ بتقدُّم ِ الوقت إلى آفاق ٍ أرحب و فضاءات ٍ أكثر َ أبعادا ً و أوسع َ احتمالات ٍ و أكرم َ عطاء ً.

يبرز ُ أمامنا الوجود ُ غامضا ً لا نعلم ما هو، على الرغم أننا نعلم ُ أنَّه يظهر ُ في المادَّة َ. و نعلم ُ أيضا ً أن المادة ً تظهر ُ بشكلين: غير الحي، و الحي. و نعلم أيضا ً أن الحيَّ قد يمتلك ُ وعيا ً بدرجات ٍ، كالإنسان في أعلى السُّلم ِ و الحيوان تحتَه ُ في الدرجات ِ المُختلفة، و نزولا ً حتى النبات و الأشكال البدائية ِ الأخرى التي نضعها في أسفل ِ السَّلَّم. لكنَّ كل َّ هذا الذي نعلمُه ُ مجرد ُ تجليات ٍ أو أشكال ٍ للوجود، لم تُخبرنا عن طبيعتِه أو جوهَرِه أو ماهيتِه ِ.

يدرس ُ العلم ُ أصل َ الكون و يصوغ َ الفرضيات ِ و النَّظريات ِ تباعا ً، و يحاول ُ الاستدلال َ عليها من خلال ِ المُعطيات ِ المُتاحة، و المقبول ُ اليوم َ أن َّ الانفجار الكبير أتى بكوننا هذا الذي نعرِفُه، في نظرية ٍ تُريد ُ لها تفسيرا ً أكثر َ مما تقدِّم ُ هي تفسيرا ً عن منشأ ِ الكون.

ملخَّص ً نظرية ِ الانفجار ِ الكبير يمكن ُ أن نعرضَه ُ في النقاط التالية:

- إن َّ نُقطة ً لا منتهية َ الكثافة ِ احتوت كامل كتلة المادة و اشتملت على الزمكان (الزمان و المكان) كانت واجِدة ً. قبل َ أن أستكمل َ النقاط أود ُّ أن ألفت َ نظرك َ عزيزي القارئ أنني توقفت ُ عند كلمة ِ : واجدة ً، فهذه النقطة لم تكن في مكان ٍ و لا زمان لأن الزمان َ و المكان لم يكونا موجودين بعد، و لذلك لا نعلم ُ كيفية َ وجودها و لا معناه.

- انفجرت هذه النُقطة و من انفجارها وُلد َ الكون ُ الذي نعرفُه ُ أي وُلد َ الزمان و المكان و المادَّة، و عليه لم يكن قبل هذا الانفجار كون ٌ و لا مادة.

- من هذا الانفجار ِ أيضا ً ولدت القوانين ُ الفيزيائية ُ. و لربما أن هذه العبارة َ غير ُ دقيقة ٍ فالقوانين ُ ليست َ شيئا ً بحد ِّ ذاتها إنَّما هي وصف ُ لسلوك ِ المادَّة ِ، لكنني استخدمت ُ هذه العبارة ِ كي أجذبك َ قارئ الكريم إلى حقيقة ٍ مُهمَّة ٍ و هي أن ولادة َ المادِّة و تفاعلاتها مع نفسها اتَّخذت ْ سلوكا ً مُعيَّنا ً و طرائِق َ شتَّى اكتشفناها فأسميناها قوانين الفيزياء.

- أخذ الكون ُ بالاتساع و التمدُّد ِ بسرعة ٍ هائلة ٍ جدَّا ً تفوق ُ سُرعة َ الضوء، و تشكَّلت ِ الذرات ُ من العناصر الأساسية، و بدأت المادَّة ُ بالتعبير عن نفسها بأشكال ٍ جديدة فُولدت النجوم ُ و المجرات ُ و الكواكب.

- ما زال كونُنا يتوسَّع ُ و بسرعة ٍ تضطرد ُ و تزداد.


بمراقبة ِ تردُّد ِ الطيف ِ الضوئي للمجرات البعيدة و الذي يظهر ُ أحمر َ اللون، عرف العلماء ُ أن المجرات ِ تبتعد ُ عن بعضها البعض، و استطاعوا أيضا ً التقاط َ صدى أمواج ِ الميكروويف الكونية الناتجة َ عن الانفجار الكبير، فثبتت لهم النظرية ُ و أصبحت مقبولة ً، و ستظلُّ كذلك َ إلى أن يتم َّ اكتشاف ُ معلومات ٍ تُخطِّؤها من جهة، و تستطيع ُ تفسير الطيف ِ اللوني للمجرات و أمواج الميكروويف الكونية و قوانين الفيزياء بنفس الوقت، و هذا شأن ُ العلم ِ و تلك صفاتُه أي: الانفتاح على الحقيقة و قبولها و الاستعداد للتغير و التبديل في أي ِّ وقتٍ، بناء ً على دليل، و قياما ً فوق َ أساس ِ بُرهان.

لكن َّ هذه النظرية َ ما زالت مُشكلة ً عويصة ً بحد ِّ ذاتها، فهي لم تخبرنا شيئا ً مفيدا ً لعقولنا المُتَّــقِـدة شوقا ً للحقيقة و طموحا ً معرفيَّا ً. هل قلت ُ: مُفيدا ً؟ أعتذر، لقد أخطأت!

لقد قصدت ُ أن أقول: لقد أخبرتنا أشياء َ مُفيدة نعم، لكن لم تخبرنا شيئا ً مُشبعا ً مُقنعا ً شافيا ً راويا ً، و شتَّان َ ما بين المُفيد بين َ المُشبع المُقنع الشافي الراوي!

لقد طرحت النظرية ُ أمامنا مشاكل َ أعوص َ و أعقد:

- ما معنى نقطة لا نهائية الكثافة؟
- أين كانت هذه النقطة ُ واجدةً قبل ولادة ِ المكان؟
- في أي ِّ زمان كانت واجدة ً قبل ولادة ِ الزَّمان؟
- كيف تكونُ واجدة ً بلا زمان ٍ أو مكان؟ ما هذه الكيفية ُ؟
- عندما انفجرت، ما الذي دفعها للانفجار؟
- لقد تسبب الانفجار في تمدُّد ِ الكون، فأين يتمدَّد ُ الكون؟ أو بالأحرى أليس المكان ُ فقط في داخل ِ الكون، فكيف يتمدَّد ُ الكون في الـ لامكان الموجود في خارجه؟ أو أن خارج َ الكون مكان ٌ أيضا ً و لذلك يمكن للكون أن يتمدَّد فيه؟
- هل يعني هذا أن المكان َ الكوني داخل َ مكان ٍ آخر خارج-كوني؟
- ما هو هذا المكان الـ خارج-كوني؟ و أين َ يوجد؟ داخل مكان خارج-خارج-كوني؟ و هذا الأخير هل هناك َ في خارجِه شئ؟
- كم خارج-خارج-كوني سيكونُ عندنا؟ أين نتوقَّف؟ أم أنَّ الأمور تستدير ُ لترتدَّ إلى ذواتها فيكون ُ أوَّلُها عاطفا ً على آخرها كدائرة ٍ لا أوَّل َ و لا آخِر َ فيها؟

حال ُ التفكير ِ في هذه الأسئلة ِ كحال ِ المريض ِ بالأرق ِ الذي ينام ُ في فراش ٍ يتقلَّب ُ فيه على جنبيه لا يستقر ُّ له قرار و لا تطيب ُ نفسُه بجنب. إنما هنا الجنبانِ: جنب ُالعلم، و جنب الفلسفة، و المفكِّر ُ في حالتنا لشدَّة ِ أرقِه يضع ُ جنب العلم ِ على مِهاد ِ العقل فما يلبث ُ أن يُدير الفكر َ ليلمس َ المهادَ جنب ُ الفلسفة، و يبقى على هذه الوتيرة ِ السريعة ِ حينا ً و البطيئة ِ حينا ً آخر دون َ أن يرتاح، أو يقترب من فجر ٍ معلوم ٍ لصباح!

و بما أنَّ هذه النقطة َ لانهائية َ الكثافة كانت واجدة ً قبل المادَّة ِ التي نعرفها، فلا بدَّ إذا ً أن للوجود ِ شكلا ً غير َ شكل ِ المادَّة ِ المعروفة، و عليه ِ فإن َّ للوجود ِ جوهرا ً هو غيرُ الطبيعة ِ التي نعرفُها، لأن طبيعة َ المادة جاءت تعبيرا ً عن جوهر الوجود ِ عندما تحرَّك َ في الانفجار لكنَّها ليست الجوهر َ نفسه، فلو كانت كذلك لم يتغيَّر ِ الوجود من شكل النقطة لانهائية الكثافة إلى شكل المادَّة ِ المُتجلِّية، فما هو إذا ً جوهر ُ الوجود؟

الجواب على هذا السؤال: ما زلنا لا نعلم،،،
،،،بعد.

سنُفكِّر ُ أيضاً: ما معنى أن يكون َ وجود لكن لا يكون ُ زمن؟ أليس َ الزمن ُ الحاضن َ لحركة ِ الكائنات و المُتطلَّب َ الرئيسيَّ للحركة ِ و الديناميكية ِ و التَّفاعُل ِ و التغير ِ و الانتقال؟ يبدو أمامنا من نظرية ِ الانفجار ِ الكبير أن َّ الزَّمن غير ضروري ٍّ للوجود، فمن الممكن ِ أن توجد َ تلك َ النقطة ُ دون أن يُوجد َ الزَّمن. لا أستطيع ُ أن أفهم َ هذا الطرح َ أو أستوعِب استحقاقاتِه ِ العلمية َ كاملة ً بعقلي، لكنني أستطيع ُ التفكير َ فيه، و معالجته، و التقدُّم َ في فهم استتباعاتهِ دون َ أن أزعُم َ الإحاطة َ ولو بجُزء ٍ يسير ٍ من حقيقته.

إذا ً الجواب ُ على هذا السؤال ِ ذات ُ جوابِ سابقه: ما زلنا لا نعلم،،،
،،،بعد.

من السابق ٍ نستنتج ُ بالضرورة:

- أن َّ الحقائق َ العلمية َ لا تخضع ُ لقدرة ِ العقل ِ على استيعابِها، و لا يُلزمها الاستقراء ُ الصحيح ُ أو الاستباط ُ الخاطِئ ُ في شئ، فالحقيقة ٌ قائمة ٌ بذاتها، بصفاتِها التي هي عليها، بمعزِل ٍ تام ٍّ عن نجاح ِ الكائن ِ البشريِّ أو سواه ُ (كائنات فضائية أكثر تقدُّماً ربَّما) في إدراكها، أو فشله ِ في إيجاد ِ توصيف ٍ يُعبِّر ُ عنها و عن سلوكها.

- و أن َّ الوعي َ البشري َّ الناتج َ عن الدِّماغ ِ بحجمِه ِ الحالي غير ُ قادِر ٍ على الإحاطَة ٍ بمفاهيم لا زمانية لا مكانية،

- و أن قانون َ السبب ِ و النَّتيجة ِ الذي يُفسِّر ُ نشأة َ الحياة ِ على الأرض، و تطوُّرَ الكائنات علميا ً (بيولوجيا ً و نفسياً)، و ظهور َ الإنسان ِ الأوَّل من أسلاف ٍ بدائية ٍ مُشتركة ٍ مع القردة ِ العُليا، و حركة َ التاريخ ِ، و نشأة الحضارة ِ، و صعود َ الدُّول ِ الأولى و الممالك ِ و الإمبراطوريات، و قيام َ المُجتمعات ِ الصناعية ِ وصولا ً حتى المجتمعات ِ الحديثة ِ الحالية،،،

،،، ما زال َ مربوطا ً بالزمان و المكان و التتابُع ِ و التوالي، و غيرَ صالح ٍ على الإطلاق لتفسير ِ الوجود.

- و أننا بحاجة ٍ إلى وعي ٍ آخر َ أكثر َ تطوُّرا ً يرتبط ُ فيه السبب ُ و النتيجة بعلاقة ٍ أو علاقات ٍ من نوع ٍ آخر َ لها قوانين ٌ مُختلفة و مسالك ٌ جديدة و مناهِج ٌ فريدة ٌ، أعلى من الزمان و المكان، حُرَّة ٌ من جهتهما، لا نعرف منهم (أي العلاقات) اليوم َ شيئا ً أو ربَّما نعرف ُ البعضَ، لا أستطيع ُ أن أُحدِّد َ بالضبط، لجهلي التَّام كجهل ٍ كلٍّ بشريٍّ آخر أيضا ً بهذا. كلُّ ما أعلمُه أن هذه العلاقات ِ موجودة ٌ لكنها بحاجة ٍ كما ذكرت لوعي ٍ أكثر تطورا ً مما نملك.


إنني على يقين ٍ تامٍّ من احتياجنا لهذا الوعي الجديد الناتِج ٍ عن أدمغة ٍ أكثر َ تطوُّرا ً مما لدينا الآن، و أعتمد ُ في يقيني هذا على الحقائق ِ العلمية التَّالية:

- الإنسان هو الكائن الوحيد الذ يملك ُ أعلى وعي ٍ بين الكائنات الحية.

- تليه ِ قُرود البونوبو و الشيمانزي و الدلافين و الفيلة و الببغاوات ُ و الخنازير.

- و بدراسة ِ الفروق بين الإنسان و أقرب الحيوانات ِ إليه أي الشيمبامزي نجد ُ أننا نشترك ُ معه ُ بحوالي 98.8 من الجينات، أي أن المُختلف من الجينات بيننا فقط واحد بالمئة على وجه التقريب.

- و بمعرفة ِ أن َّ حجم َ دماغ الإنسان يُعادل ُ تقريبا ً من ثلاثة ِ إلى أربعة ِ أضعاف ِ دماغ الشيمبانزي، نستطيع ُ أن نستنتِج َ أن َّ اختلاف َ واحد ٍ بالمئة ٍ من الجينات بيننا قد تسبَّب َ بيولوجيا ً في ظهور ِ ثلاث ِ أضعاف ِ الدماغ ِ عندنا، مع كل ِّ هذا الوعي ِ الفائق الذي نمتاز ُ به عن الشيمبانزيات.

- و عليه فالوعي ُ الدِّماغي البشريُّ المتفوق أو: العقل، مُنتج ٌ بيولوجيٌّ بحت، يخضَع ُ لقوانينها.

- و بالتالي إذا أردنا وعيا ً أكثر تطوُّرا ً فإننا نحتاج ُ عقولا ً جديدة ً ناتجة ً عن أدمغة ٍ أكثر تطوُّرا ً من الناحية البيولوجية، و هي بدورِها تحتاج ُ إلى جينات ٍ جديدة، تنتج ُ عن: طفرة ٍ جينية ٍ بفعل الضغط ِ التطوري الطبيعي كما شهدنا في ماضي تطورنا، و هي عملية ٌ طويلة ٌ جدَّا ً استغرقت ملاين السنين، أو عن تعديل ٍ مقصود ٍ بيد ِ عُلماء بشر، و هذه تطرح ُ مشكلة ً أخرى بدورها، فما هو هذا التعديل ُ المطلوب الذي سيأتي بالوعي الجديد؟ إننا لا نعرف ُ ما هو هذا الوعي الجديد، و لذلك َ لا نعرف ُ ما التعديل ُ الذي يجب ُ أن يتمَّ لنأتي به؟


قارئي الكريم: ما زلنا محدودين َ بقوَّة ِ البيولوجيا، فأدمغتنا اليوم َ لا تزيد ُ عن 1500 سنتيمتر مكعب ،فيما كانت قبل ثلاثة ِ ملاين ِ عام ٍ في أسلافنا من نوع أوستراباليثاكوس أفارينسيس على 35% من حجمها الحالي، أي أن بلوغ َ ثلاثة َ أضعاف ِ الحجم استغرق َ ثلاثة َ ملاين ِ عام، و لا دليل َ لدينا على أنَّ نموَّ الأدمغة ِ سيكون َ أسرع َ بشكل ٍ كاف ٍ في مئات ٍ السنين ِ القادمة أو حتَّى آلافها ليصل َ إلى درجة ٍ تفرض ُ ظهور َ وعي ٍ مُتقدِّم ٍ عما نحن ُ عليه ِ الآن.

كيف َ سُندرك ُ ماهية الوجود ِ إذا ً و الحال ُ على ما هي عليه؟

الجواب: لن نُدركها اليومَ و الآن َ بالأدمغة ِ الحاليَّة ِ و العقول ِ الموجودة، فمُفتاحُها وعي ٌ مُتقدِّم ٌ جديد.

لكن هل هذا الوعي مُمكن؟

الجواب: نعم لكن فقط و أقول ُ فقط: إن لم ننقرض قبلها، فنوعُنا يجنح ُ بقوَّة ٍ نحو غرائز ِ الاستهلاكِ و الامتلاك ِ و التَّوحُّش، و إن: و وصلنا إلى الدولة ِ التي دعا إليها إفلاطون، تلك َ التي يحكُمُها الفلاسفة بالعقول، و إن: في تلك َ الدَّولة ِ الأفلاطونية َ كرَّسنا الطاقات للعلم ِ و المعرفة ِ و التطوير ِ و التعديل ِ الجيني،،،

،،، و لعمري إن َّ هذا لأشبَه ُ بالمستحيل لكنَّه ُ ليس كذلك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة ممتعة في الوجود مع نضال الربضي
ليندا كبرييل ( 2016 / 1 / 19 - 14:52 )
تحياتي أيها الفيلسوف

منذ سنوات قليلة بدأت أهتم بالقراءة عن كل ما يتعلق بالكون
لم أعرف هذا الاهتمام من قبل، فأصبحت أتابع كل ما يكتب وأسجل ملاحظات عما لم أفهم لأبحث عنه عند المتخصصين أو المهتمين

أخذتنا اليوم في رحلة أسأل نفسي ذات الأسئلة التي تفضلت بطرحها وخصوصا قولك الكريم
عندما انفجرت، ما الذي دفعها للانفجار؟
لقد تسبب الانفجار في تمدّد الكون، فأين يتمدَّد الكون؟

أتابع كذلك باهتمام أبحاث العلماء في مجمع سيرن، ولدي ثقة بالإنسان وعقله الحالي رغم الغموض الذي يعتري هذه الأبحاث

ما رأيك بالكائنات الذكية أستاذ نضال ودورها في الحياة على الأرض؟
هي صعبة التصديق بالنسبة لي،ولكن كونك من المهتمين بهذه الأبحاث فأنا أتمنى سماع رأيك حول هذا الموضوع وشكرا

حسنا أني استطعت قراءة موضوعك قبل أن تأخذني مشاكل الحياة .. أتمنى لك عاماً مليئا بالنشاط والنجاح
تقديري


2 - حبيت ارحب بك قبل القرءة
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 1 / 19 - 15:07 )
تحياتي عزيزي نضال
واهلا بالهطلة
مع الود


3 - الغالي اخي ابو جورج الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 19 - 17:18 )
محبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة و ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اولاً ارجو السماح لي بتحية العازفة على الحروف الوردة ليندا كبرييل متمنياً لها عام جديد سعيد فيه بعض الامل بعد عام هارب كان فيه سواد كثير
و تحية لأخي قاسم الورد
...............
رغم ما نراه من سعة ما نعيش عليه و قريب منا لكنه لا يشكل شيء يذكر اما م الكون فربما هو -لا يشعر- بوجودنا رغم ثقلنا عليه
عجزوا فتركوها وقالوا انه الخالق او الله او الرب او غيرها...
اسرار تلف اسرار عنه و فيه
لن تتوقف الحركة باتجاه فكها ...و لا نعرف هل يتمكنوا من ذلك ام سيدركهم الكون في واحدة من مفاجأته ليلغي كل شيء و تعود دورة جديدة ربما تمتد لملايين السنين الجديده
...................
الزميل جواد بشارة نشر بعض المقالات المهمة في الحوار المتمدن اليك موقعه الفرعي اتمنى ان يكون فيه شيء مما تفضلتم بعرضه علينا
http://www.ahewar.org/m.asp?i=13
............................زز
لك الشكر و التقدير و الاحترام
دمتم جميعاً بتمام العافية


4 - الانفجار و التمدد و استمرار الحركة و الدوران
علاء الصفار ( 2016 / 1 / 19 - 19:24 )
تحيات الاستاذ ن. الربضي
بالنسبة لي لا اطمغ بالعشرة على كل النظريات, لكن دائما يحصل تزاوج بين الدين والعلم و نظرية الانفجار العظيم تمت موافقة الكنيسة عليها, إذ بقى السؤال السابق للقرون الماضية من اين صارت المادة الاولية ومن اين بدأ اللف والدوران واستمراره. فقد اخفي في باطن نظرية الانفجار العظيم مفتاح الله الذي هو فجر البيضة الكونية ومنها بدأ الطوفان. فمحرم عليك السؤال ما قبل الانفجار بثواني وعليك الايمان بتفاصيل النظرية, لكن فعلا انها نظرية شيقة لكن لم تفلت منها قبضة العقل الذي يريد الحقيقة التي تروي وليستريح الانسان من الشك, لقد انغمر الكثير من رجال الدين في العلم والفلسفة اللاهوتية,إذ حين تبحروا عميقاً, لم يروا الله فاتهموا بالالحاد كعمر الخيام الذي يوجد اسمه على فوهة بركان على القمر, السر المهم هو لم تدور الارض ومن اين تأتي الطاقة المستمرة للدوران لملايين السنين, ومن ثم متى بدا الدوران, فارجو التبحر في الامر العلمي لا يدفع الى عكس ما ذهب أليه رجل الدين العالم, اقصد للايمان بالخالق والاديان,ارى هناك سراً صعباً لكن المهم كيف نعيش في الأرض بسلام لحين نكتشف لم الدوران,قبل همود الدوران!ن


5 - المحترم نضال الربضي
سعيد زارا ( 2016 / 1 / 20 - 00:07 )

تقول سيدي:

-و عليه فالوعي ُ الدِّماغي البشريُّ المتفوق أو: العقل، مُنتج ٌ بيولوجيٌّ بحت، يخضَع ُ لقوانينها-

و هذا يتنافي مع حقيقة ان الوعي الدماغي البشري يتطور اضافة الى الخصائص البيولوجية للانسان مع تطور الكل الاجتماعي و خاصة ادوات الانتاج.

وعي الانسان تطور من خلال اشتباكه مع قوى الطبيعة للحفاظ على جنسه و هو يصقل ادوات انتاج جديدة متطورة بها يسعى الى ترويضها.

حجم الدماغ ليس محددا للوعي البشري, فحجم دماغ الحوت الازرق يفوق حجم دماغ الانسان و مع ذلك...

ان انتاج و اعادة انتاج الشروط المثلى و تحسينها لعيش رغيد لكل الانسانية و ليس لبعضها هو الطريق الى وعي انساني متقدم و ليس الطفرة الجينية.

و شكرا


6 - الدماغ والوعي
عامر سليم ( 2016 / 1 / 20 - 05:33 )
كما يقول الزميل زارا , حجم الدماغ ليس محددا للوعي , وعليه ليس علينا الانتظار مليون سنه اخرى حتى نتمكن من الحصول على وعي متقدم كما تقول حضرتك!
استخدام الانسان لدماغه هو الذي زاد من حجم الدماغ وليس العكس , قوة البايولوجيا ترضخ وتتطور لمتطلبات التحدي وليس العكس!
اينشتاين كان حجم دماغه طبيعي بل ان وزن دماغه كان اقل من الوزن الطبيعي ! الا ان حجم الجزء المسؤول عن الرياضيات واللغه اكبر من الطبيعي في دماغه لانه استخدمه واستثمره لاقصى ما يستطيع.
عقل وتفكير ووعي الانسان تطوربشكلٍ مذهل خلال قرن واحد ومع ذلك لم يكبر حجم دماغه مليمتر مكعب واحد!
لازلنا والى الان لم نستخدم سوى 10% من قابلية وطاقة دماغنا وبحجمه هذا ماذا لو ضاعفناها؟
هناك فلم امريكي بديع يجيب على هذا السؤال اسمه (لوسي) وهو من افلام الخيال العلمي لكن فكرته الاساسيه علميه وحقيقيه, ماذا لو استخدم او استطاع الانسان من استخدام كامل طاقة وقابلية دماغه وجواب الفلم انه سيتحول الى الله!

تحياتي لك


7 - الكائنات الذكية بين الهدف و برودة البيولوجيا - 1
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:02 )
صباحا ً جميلا ً للعزيزة ليندا!

تعطرين مقالاتي بحضورك ِ الزَّكيّ فأشكرك ِ!

معلوماتي الفيزيائية اختيارية انتقائية في المواضيع التي أهتمُّ بدلالاتها مثل ميكانيكا الكم و النسبية و اكتشاف الجزيئات الأساسية، و أتجه أكثر نحو البيولوجيا بحكم أنني أستطيع رؤية نتائجها على أرض الواقع في الكائنات. (خصوصا ً الفيروسات و ما تحمله من -هدايا- نحن في غنى ً عنها)

إذا كان قصدك ِ بالكائنات الذكية تلك َ التي تمتلك ُ وعيا ً عقليا ً أي الإنسان و القردة فأعتقد أن الدور الذي تبحثين عنه هنا يتعلق بالإدراك الواعي و الاختيار لا بالحتمية البيولوجية.

اسمحي لي توضيح الفرق:

- الحتمية البيولوجية معناها أن طبيعة الكائن تفرض عليه نمط سلوك معين: الأسد، النمر، الذئب يصيدون، هذه حتمية بيولوجية لا يمكن تجاوزها.

- أما الإدراك الواعي و الاختيار فهما ميزات العقل الذي يستقبل المؤثرات الخارجية و يحللها و يدرك معانيها و أبعادها و الخيارات المتاحة و نتائج (استحقاقات) هذه الخيارات، ثم يتخذ قرارا ً،،،

،،،، يتبع


8 - الكائنات الذكية بين الهدف و برودة البيولوجيا - 2
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:09 )
،،، تابع

لذلك فالإنسان يمتلك حرِّية ً و بها يختار هدفه في الحياة، و يعمل من أجل تحقيقه، فمثلا ً البعض يتجه نحو حياة عائلية تكون محور اهتمامه، بينما آخرون يعطون الوظيفة و المال الاهتمام الأكبر،،،

،،، من ناحية أعقد نقول أن الدولة التي يعيش فيها الفرد تؤثر بشكل كبير على وعيه و خياراته، فالدول الغربية مثلا ً تعلي من شأن قيم الإنسانية و الفردية و تفتح المجال للارتقاء بالكرامة البشرية يدا ً بيد مع الانحطاط الاستهلاكي لكن ضمن مجتمعات ذكية واعية مُنتجة علمية تتطور، أما دول العالم الثالث فلا هم َّ للمواطن فيها سوى لقمة الخبز و تأكيد هوية لا تؤكدها تجمعاته الإثنية أو الثقافية أو السياسة، أي أنه ما زال يلهث وراء ما هو بدائي،،،

،،، و من هنا يكون البحث عن الدور عند الإنسان مفتوحا ً على الاحتمالات لوجود العقل لديه، أما عند الحيوانات فلا دور لكن حتميات بيولوجية.

أتمنى أن يكون في ردِّي جواب على سؤالك!

دمت ِ بود!


9 - العزيزان قاسم و عبد الرضا!
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:14 )
حضوركما الجميل الطيب يبهجني دوما ً و يرسل ُ الطاقة َ الإيجابية َ في التعليقات، تشهدان ِ أن الطيب َ وافر ٌ وفير، و أن أهله من الخيرين باقون، فأهلا ً بأصالتكما!

أخي عبد الرضا، موفور الشكر للرابط! تبعتُه فوجدت ُ بحرا ً ينبغي أن نوفيه قدره، و لذلك سأقرأ منه في عطلة نهاية الأسبوع، أكرر شكري!

دمتما بود!


10 - العلم وريث ُ الدين
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:22 )
تحية طيبة أخي علاء و أهلا ً بحضورك،

تختلف ُ المنظومة ُ العلمية عن تلك الدينية في أن َّ العلم لا يدَّعي امتلاك الحقيقة، إنَّما يبحثُ فيها و يصل ُ إلى اكتشافات ٍ بدلائل َ و براهين، و يقبل ُ أن يتغيَّر َ و يتبدَّل َ مع الاكتشافات الجديدة، بينما الدين له عقائد ثابته لا تتغير، و لذلك فالمقارنة بينهما لا تصح.

العلم وريث ُ الدِّين، و هذا كان َ موضوع أحد مقالاتي، فالإنسان الأول بحث َ عن الحقيقة بأدواته البدائية البسيطة و معارفه و علوم عصره (و ما قبل أي عصر) فأتي بتصوُّره الديني لنشوء الحياة، و من هنا أقول ُ أن العلم الحديث ينبغي أن يكون البديل للأديان لأنه يحرِّر العقول و يسمح ُ للقلوب أن تمضي في الحياة بدون أغلال، و هذه وصفة ضرورية للوعي الصِّحي.

أتفق ُ معك أننا يجب ُ أن نعيش على هذه الأرض بسلام، لكن المشكلة أن نوعنا البشري محكوم ٌ من قبل شركات النفط و الأسلحة و البنوك، و هذه جميعها يرأسها بشر ٌ لهم طموح ٌ عالي جدَّا ً أذكياء و يمتازون بفرديَّة ٍ لا ترى سواهم، بينما قطعان الجماهير مُروَّضة بفعل الأنظمة ِ الإجتماعية و الأدلجية منذ الصغر لتقبل هذا النوع من العبودية.

احترامي الوافر لكم!


11 - الجميل سعيد زارا - 1
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:39 )
يوما ً طيبا ً أتمناه ُ لك َ أخي سعيد!

سرني تعليقك َ الجميل الذي يدلُّ على سعة ِ اطلاعك و إعمالك َ العقل َ فيما تقرأ، و هو ما أحبُّه ُ في القارئ، و أسعى إليه، فاسمح لي توضيح َ ما غمض:

- بالنسبة لحجم الدماغ: يبحث ُ المقال في تأثير ِ حجم ِ الدماغ في الإنسان على وعيه، فيتطرق إلى حقيقة مهمّة و هي أن الوعي و الإدراك يزدادان مع ازدياد الحجم، أي كلما زاد حجم الدماغ البشري عند النوع (لا الفرد) زادت قدرته (و بالتالي وعيه)،،،

،،، هذه خاصية عند الإنسان، و لا يمكن تعميمها على الحيوانات الأخرى لأن لكل حيوان ارتباط بين دماغه و وعيه و حجم جسمه مختلف عن ارتباط نوع أخر من الحيوانات و بالقطع مختلف عند الإنسان،،،

’’’ لمزيد من التوضيح: يبلغ وزن دماغ حوت العنبر 8 كغم، و دماغ الفيل 5 كغم و كلاهما أقل ذكاء ً من الإنسان. سنشك هنا أن المهم هو نسبة وزن الدماغ إلى وزن الجسم فالفيل مثلا تبلغ النسبة عنده: 1:560 بينما عند الإنسان 1:40 و سيبدو ذلك سببا ً في ذكاء الإنسان على الرغم من صغر وزن الدماغ بالمقارنة،،،

،،، لكن سيثبت خطأ هذا عندما نفحص ُ دماغ الفأر

يتبع


12 - الجميل سعيد زارا - 2
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:48 )
تابع

تبلغ نسبة وزن دماغ الفأر إلى جسمه كالإنسان بالضبط 1:40 و الإنسان أكثر ذكاءً، بل الأدهى أن بعض الطيور الصغيرة نسبتها أعلى من الإنسان 1:14 و مع ذلك فهي أقلُّ ذكاء ً،،،

،،، إذا ً نلاحظ هنا أن حجم الدماغ عند كل نوع له علاقة مع نوع الحيوان تختلف عن تلك الموجودة عند حيوان آخر.

- بالنسبة لنقطتي: تطور وعي الإنسان من خلال الاشتباك مع قوى الطبيعة، و إنتاج الشروط المثلي للعيش الرغيد، كطريقين للوعي الإنساني المتقدم:

أقول ُ هنا ما يلي: كلامك َ صحيح َ مئة بالمئة، لكن فقط ضمن القدرة المُتاحة للعقل البشري كما هو الآن، أي بمعنى أن الخبرات و التعرُّض المستمر و الحركة و الديناميكية و توفير أسباب الراحة كلها تبلغ ُ بالإنسان إلى مُنتهى ما يمكن أي يُعطيه العقل الحالي، مُنتهى ما يمكن أن يتطوَّر إليه الموجود بحدوده،،،

،،، أتحدَّث في مقالي عن شئ آخر تماماً:

أنا أقول أن الموجود الآن (على مُنتهاه ُ من المقدرة) لا يستطيع أن يستوعب معنى: لا زمان، لا مكان، فالعقل البشري ما زال خطِّيا ً حينما يدرس ُ قانون السَّبب و النتيجة، لا يوجد في قدرته الحالية مهما تطورت ما يسمح له (يتبع)


13 - الجميل سعيد زارا – 3
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 06:54 )
تابع

أنا أقول أن الموجود الآن (على مُنتهاه ُ من المقدرة) لا يستطيع أن يستوعب معنى: لا زمان، لا مكان، فالعقل البشري ما زال خطِّيا ً حينما يدرس ُ قانون السَّبب و النتيجة، لا يوجد في قدرته الحالية مهما تطورت ما يسمح له أن يتجاوز السؤال: ماذا قبل هذا؟

فكر معي: هناك سبب للانفجار الكبير، افترض أننا عرفنا السبب، الآن فكر معي: ما السبب في وجود ذلك السبب، افترض أيضا ً أننا وجدنا الجواب، فكر الآن: ما هو سبب وجود سبب الانفجار، و هكذا ابحث عن سبب السبب و ستجد نفسك َ في حلقة لا نهائية، هكذ يعمل العقل بطريقة خطِّية تحكم قانون السبب و النتيجة،،،

،،، لتجاوز هذا نحتاج إلى عقل جديد حدوده أقل، و هذه تحتاج بالضرورة لمسارات كهربائية مختلفة و خلايا عصبية أكثر، و ارتباطات و شبكات عصبية متطورة أكثر، و هذه جميعها تريد دماغا ً أكبر من الدماغ الحالي بالضرورة.

قارن بين قدرة أسلاف الإنسان و قدرة الإنسان، و بين حجم أدمغتهم و حجم دماغنا، ثم ضعنا نحن مكان الأسلاف و ضع الإنسان الجديد مكاننا و اسأل نفسكَ: ماذا سيفعل ُ هذا السوبر!

خالص التقدير و الاحترام لك أخي سعيد!


14 - الأستاذ عامر سليم - 1
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 07:31 )
أهلا ً بك أخي عامر و شكرا ً لحضورك و تعليقك!

في أجزاء ردي الثلاث على الأستاذ سعيد زارا توضيح لموضوع استخدام الدماغ و علاقته بتطور الوعي، و لموضوع علاقة حجم الدماغ بالوعي، أرجو التفضل بقراءته.

بالنسبة لنقطة ازدياد حجم الدماغ نتيجة الاستخدام فهنا أعيدك إلى ردي السابق و خصوصا ً نقطة بلوغ منتهى الإمكانية لما هو موجود،،،

،،، أزيد فأقول أن الدراسات تفيد أن اكتشاف النار ثم طهي الطعام أدى إلى سهولة مضعه و سهولة امتصاص الجسم للمواد الغذائية مما ساهم بشكل كبير في تكبير حجم الدماغ (لاحظ العامل البيولوجي المادي) و بالتالي نشوء وعي متقدم عند أسلاف الإنسان عن أسلافهم حتى بلغ ما هو عليه الآن،،،

،،، الدماغ تقريبا 3% من حجم الجسم لكنه يستهلك 20% من طاقة الجسم، إنه يحتاج البيولوجيا و الكيمياء ليحيا و يوجد و يكبر و يُنتج عقلا ً و وعيا ً،،،،

بالنسبة لنقطة استخدام 10% من قدرة الدماغ فقط، فهذه خرافة مُنتشرة بكثرة للأسف الشديد

يتبع


15 - الأستاذ عامر سليم - 2
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 20 - 07:36 )
تابع

بالنسبة لنقطة استخدام 10% من قدرة الدماغ فقط، فهذه خرافة مُنتشرة بكثرة للأسف الشديد، و لا يُعلم بالضبط من نشر هذه الفكرة أو متى على وجه التحديد.

تفيد الدراسات أيضا ً أن الإنسان أثناء عمله اليومي يستخدم في كل لحظة مُعظم أجزاء دماغه، و في لحظات ٍ كل الأجزاء بحسب الاحتياج لأداء المهمة، حيث تتخصص أجزاء بالحركة و أجزاء بالإحساس البصري و السمعي، و أجزء بالتفكير و التذكر و اتخاذ القرار.

ربما في أثناء الراحة و الاسترخاء و انعدام الانشغال و صفاء النفس، يهبط الاستخدام إلى 10% و فقط عندها حيث ليس مطلوبا ً سوى الأساسيات: تنفس، نظر، ربما بعض الذكريات.

فلم لوسي جميل لكنه يبقى فلما ً!

أرحب ُ بحضورك َ و تقبل احترامي الوافر!


16 - ارى بالنسبة لحجم ام لوزن ام النسبة بين حجم الاحياء
علاء الصفار ( 2016 / 1 / 20 - 10:44 )
تحية ثانية
اود ان اضيف الى امر الدماغ و حجمه وتطوره! اختلف الانسان عن الحيوان بقابلية العمل وهي متاتية من شكل تركيبت الجسم ايضا, اقصد اليدين فالمهارة الجسدية ترتبط مع الدماغ والتفكير! فاللبوءة تستخدم كل ذكائها و طاقتها مع مخالبها و انيابها من اجل العيش و الاستمرار! اما الغراب فبعد اكثر من عام من عمره يستطيع ان يعمل ادوات من اجل استخراج يرقة من ثقب جذع في شجرة! و هو يقوم بالبحث عن اشواك او اعواد من الشجر لادخالها نحو اليرقة كما نحن نستعمل الشوكات! الا ان اهم قفزة للانسان حين اخترع الفاس والرمح فصار اكثر سيطرة من اجل القوت والاستمرار فبقدر ما استفاد من الالة من اجل الاطعام طورت الالات مجالات تفكيره ومنها بدأ طوفان الحاجة ضمن المجموعة لتداول الافكار فهذا ما عمل على توسع المدارك عبر الجدل والهزل, وما سيتركه الالكترون و الكومبيوتر على البشر ستظهر نتائجه على الحياة والتفكير,ثم احب ان انبه ان البشر يملكون نفس الدماغ فلم لا يكون البشر جميعهم اينشتاين, و هناك من يقول أن البشر لا يستخدم من الطاقة ام الدماغ إلا جزء واحد من مليون, أي هناك ملايين ممكن ان يكونوا علماء لكن الحياة وتعقيدها تمنع ذلك!ن


17 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 1 / 20 - 12:52 )
قرات المقال في عجالة بعد عودتي من العمل .. وهو مقال يمتلك خاصية الجدل الفكري والتنويري ويثير الكثير من الاشكالات . وحسنا فعلتم ..

احب ان اضيف الى ان نظرية الانفجار العظيم واحدة من بين نظريات اخرى قد تثبت الايام عدم صحتها لكن النتائج المؤدية الى هذه النظرية هي عمليات رياضية معقدة وكذلك الاطراف الاخرى من الباحثين .. الكون يشبه بالون يتمدد باستمرار ويصل الى حد يبدا بالانكماش كما ان هنالك نظرية الكون والكون المضاد وتعدد الاكوان .وجود فوتون يلف باتجاه عقرب الساعىة والاخر مظيره يلف عكسه في نفس اللحظة وهما يتبادلان المعلومات بدون زمن يثبت وجود صفيحتين كونيتين لتحقيق هذا التناقض في السلوك .. لو تمت اتوليد لحظة الانفجار لربما يتم خلق الكون وفق قوانين جديدة .. وعي الانسان نتاج لدماغ الانسان ولكنه ليس مادة نستطيع قياسها ان الوعي يقع في منطقة نظرية الكم اي ليس له جوهر وصفات وهو يؤثر في المادة ويتاثر . والمادة في التركيب دون الذري نسيج كلاني متصل لذا اشاركك الراي في وجود وعي جديد اعلى من وعي الانسان ولاينفي ذلك وجود كائنات عليا في الكون متطورةاكثر من الانسان ولا تشبه الانسان ومخلوقة من مواد اخرى


18 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 1 / 20 - 12:57 )
رسالة رقم - 2 - ..
احب الاضافة ان الكائنات المتفوقة على الانسان الموجودة في الاعماق السحيقة للكون قد لاتشبه الانسان على سطح الارض ومخلوقة من مادة اخرى ..
الموضوع مفتوح على كل الاحتمالات ..

ختاما تقبل مني وافر محبتي وتقديري ..

مقالكم هذا يزعزع الافكار النمطية واصحاب العقائد الايديولوجية ..

سلم يراعك وفكرك النير اخي نضال .


19 - الاخ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2016 / 1 / 20 - 13:45 )
رسالة رقم - 3- ...

سلامي من خلالكم للاستاذة الفاضلة والاديبة اللامعة ليندا كبرييل...

اعتقد ان الاخت ليندا تقصد بنظرية نزول الانوناكي وهي كائنات متفوقة ويتبناها بعض العلماء على الانسان الى الارض وقامت بتطويرجيناته وهي نظرية يتبناها بعض من اصدقائي الاشوريون .

سلامي للجميع من خلالكم . ..


20 - شكرا للأستاذ وليد يوسف عطو المحترم
ليندا كبرييل ( 2016 / 1 / 20 - 16:15 )
تحياتي أستاذ نضال

الواقع أني كتبت تعليقا أؤيد فيه وجهة نظر الأستاذ القدير سعيد زارا، ولما حان الإرسال انقطعت النت
إلا أني وجدت قبل قليل تعليق الأستاذ عامر سليم يصب في نفس ما هدفت إليه فاكتفيتُ
شكراً لكم جميعا على الشروح الوافية

كذلك،أشكر الأستاذ وليد يوسف عطو على الشرح الواضح، والحقيقة أن هذا ما دار سؤالي عنه

خرجت من المقال اليوم بفوائد عديدة؛ آراء الأستاذ الربضي، والإضافات الثرية للأساتذة الكرام

لم يعد الوقت يسعفني لمطالعة ما تجود به الأقلام الثرية في الموقع، وكان من حسن الحظ أن ألتقي في عطلة بداية العام بهذا الجمع الكريم المثقف قبل أن أغيب ثانية في ضغوط الحياة

شكراً للأستاذ عبد الرضا حمد جاسم على تحيته الطيبة

وعاما سعيدا ناجحا أتمناه لكم يا حضرات الأفاضل وسنبقى بخير ما دمنا معكم


21 - المحترم نضال الربضي
سعيد زارا ( 2016 / 1 / 20 - 23:28 )
تحية طيبة

كلما تطور التنظيم البشري في تريض قوى الطبيعة العمياء اصططدم باشكالات عويصة , كلما انتهى الى حلها اصطدم باخرى. حل الانسان اشكالات غدت فيما بعد الغازا و العابا يتلهى بها الاطفال. التفاسير الاولى لخلق الكون اصبحت الان اساطير الاولين.

القضايا الشائكة التي حلها اهل العلم و التي عجز عن حلها يوما , لم يكن ذلك بسبب الطفرة الجينية للدماغ بل كان ذلك بالنزوع الى السيطرة على الطبيعة كمنفذ وحيد لاستمرار الجنس البشري عبر تطوير وسائل الانتاج و كل مستلزمات التنظيم الاجتماعي.

فمثلا مبرهنة فيتاغورس كانت تعميما لما يسمى بالمثلثات الذهبية حيث كان اهل مصر يستعملونها في حصر البناء و حصر المنطق الخصبة بعد فيضان النيل. فقد كان الفيتاغوريون ك يعتقدون بان الاعداد العشرية لامعقولة و كانوا ينفون منطقيتها و وجودها حيث كانوا يدعونها بالاعداد البلهاء رغم وجودها بوفرة في الطبيعة و رغم ان مبرهنة فيتاغورس نفسه تقوم على على تلك الاعداد.


يتبع


22 - المحترم نضال الربضي
سعيد زارا ( 2016 / 1 / 21 - 00:04 )

وضع الخوارزمي الحل للمعادلات من الدرجة الثانية بطريقة عبقرية و احتفظ فقط بالحل الموجب لان الحل في نظره لا يمكن ان يكون سالبا, رغم اكتشاف الاعداد السالبة من قبل و التي بين الرياضي الهندي براهماغوبتا اهميتها في المحاسبة حيث ان الديون المطروحة من عدم تصبح خيرات و الخيرات المطروحة من عدم تصبح ديونا.

نرفض نظرية الانفجار العظيم لان اغلب الناس لا يتخيل شيئا خارج بعدي الزمان و المكان و لو تعاظمت الاكتشافات التي تثبت صحة او عيب الانفجار العظيم و اصبحت متداولة لكان اغلبنا يتكلم عن اللازمكان بسهولة دون ان نحتاج في ذلك طفرة جينية دماغية.

الوعي الانساني بعيد عن ان يكون معالجات كومبيوتر تستبدل بمعالجات عالية التقنية كلما اصطدمت بتعقد الوظائف الموكولة اليه, فهو عاجز طبعا عن حل كل الاشكالات دفعة واحدة , لكن في تقدمه المستمر تطويره اليات السيطرة على الطبيعة يراكم من ورائه اكواما من الحلول و المفاتيح التي تفتح بصيرته على اشكالات جديدة و هكذا دواليك.

لكن ستكون الوتيرة اسرع اي وتيرة تقدم الوعي و النشاط الدماغي البشري عندما سيتخلص الانسان من استغلال اخسه الانسان.

تحياتي


23 - بين أينشتاين و أي شخص آخر
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 06:22 )
صباحا ً طيبا ً أخي علاء،

أينشتاين أتى في العصر المناسب الذي كانت علومه قد تقدمت لدرجة تسمح له أن يبني فوقها تصوره الفريد، مع امتلاكه للذكاء الكافي، و الأدوات العقلية أو المنهج العقلي، فأتى بنظريتيه في النسبية، لكنه وقف عاجزا ً أمام فيزياء الكم و قدم تصورا ً خاطئا ً لتفسير مبدأ تشابك الجسيمات، ففي النهاية هو بشر و له قدرة معينة لا يمكنه أن يتخطاها.

سيأتي بشر آخرون أكثر ذكاء ً منه أو أقل ذكاء ً، لكنه و هم و نحن معهم ما زلنا نحلق في فضاء أبعاده محدودة غير كافية لاستجلاء مبدأ الكون.

أرحب بحضورك.


24 - العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 06:33 )
تحية طيبة أخي وليد و يسعدني حضورك الجميل الذي يثري الفكر و يفتح الحوار على أبعاد أغنى!

تفضلت َ بالحديث عن تشابك الجسيمات حينما ذكرت تعاكس حركتي الفوتونين المرتبطين. هذه الفكرة غريبة جدا ً حينما نفكر بها، فكيف يرتبط الجسيمان، ماذا يربطهما على الرغم من المسافة؟

حاول أينشتاين حل المسألة فقال أن اتجاه حركة الجسيمين يتحدّد حين توليدهما، بمعنى أنهما يكتسبان خصائصهما في اللحظة الأولى للتوليد و لذلك لا غرابة في أنهما يبدوان أنهما يؤثران على بعضهما البعض بينما الحقيقة أنهما لا يفعلان لكن يتصرفان حسب الصفة التي اكتسابها و تحددت مسبقاً،،،،

،،، أثبتت التجارب خطأ تصور أينشتاين، الجزيئان بالفعل يؤثران على بعضهما البعض بغض النظر عن المسافة و حتى لو كان معنى هذا تناقل المعلومات بأسرع من الضوء هذا النقطة الأخيرة أزعجت أينشتاين جدا ً :-)

فيزياء الكم عالم أشبه بالسحر (لغاية الآن) و علومه تتكشَّف أمامنا رويدا ً رويدا ً و على أقل من مهلها، ما زال أمامنا الكثيييييييييير لنتعلمه!

دمت بكل الود!


25 - العزيزة ليندا كبرييل
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 06:42 )
أتمنى لك ِ موفور َ الصحَّة ِ و السعادة لعام ٍ مليئٍ بالنشاط و الحيوية، و أثمِّن ُ حضورك ِ العذب!

بالنسبة لموضوع الأنوناكي الذي تفضل بالإشارة ِ إليه صديقنا العذب وليد فإننا أراهم تطويرا ً على منظومة ٍ دينية موازية لمنظومة الأديان الإبراهيمية لكن سابقة عليها هي منظومة أديان بلاد الرافدين، لا يجب أن يُؤخذ الأنوناكي على محمل الجد فهذه أساطير دينية تطورت لتحاول (تحاول) أن ترتدي رداء العلم لا أكثر، لكنها بدلا ً من أن تقول: إله و ملاك، تقول: رئيس الكائنات الفضائية و كائن فضائي مرؤوس. و هم ما زالوا يتحدثون عن كوكب: نبيرو، المُختبئ وراء كوكب آخر و الذي لسبب ٍ ما لم نجده لغاية الآن :-)

أما عن وجود كائنات ذكية في الكون فلا أستبعد ذلك أبدا ً، و هو لا يخالف التصور العلمي للمُمكن، لكننا لا نملك دليلا ً على ذلك بعد لأنه لا مُعطيات لدينا نستدل بها.

دمت ِ بكل الود!


26 - الأخ المفكر سعيد زارا - 1
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 06:52 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي سعيد و أرحب بحضورك َ الثري المفيد!

أودُّ أن أتناول منهجك َ في تحليل أسباب ِ تقدُّم ِ الوعي لدى الكائن البشري لأقول َ أنك تدرس أثر التفاعل الإنساني مع الطبيعة و تعزو إليه ِ كامل النتيجة، و هذا صحيح ٌ جزئيا ً لا شموليا ً،،،

،،، و السَّبب أنَّك َ تُغفِل ُ تماما ً أن الكائن البشري يتطوَّر بحسب آليتين مُحدَّدتين هما:

- الانتخاب الطبيعي.
- الطفرات الجينية.

دراسة ُ أسلاف البشر تعيدنا إلى عصور ٍ تمتد ُّ إلى أكثر من أربعة ِ ملاين عام قبل الميلاد حينما كان العقل أقل َّ من 35% من حجمه الحالي، ثم كلما عبرنا نحو إنسان اليوم شهدنا اختلافا ً في حجم الجسم ككل و في حجم الدماغ خاصَّة ً و الذكاء الناتج عنه، هذا الذكاء المبني على البيولوجيا و نوع الحيوان له معادلة احتساب تسمى: مُعامل التَّـدمُّـغ Encephalization quotient

يتبع


27 - الأخ المفكر سعيد زارا - 2
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 07:02 )
تابع

إن الظروف التي تعرض لها أسلافنا الأوائل شكَّلت ضغطا ً تطوُّريا ً هائلا ً أبقى أنواع أسلاف البشر التي امتازت بطفرات ٍ أصلح من تلك الأنواع المُنقرضة.

هذه الظروف أجبرت أسلافنا الباقين على التأقلم و توسيع المدارك و إيجاد الحلول، لكن كل هذه الحلول و الإجابات على الأسئلة كانت ضمن المُمكن بحسب حدود الدماغ الموجود و الذي كان حجمه ُ يكبر مع ظهور السلف الأجدد (أي التالي الأقرب إلينا)،،،

،،، هذا السلف الأجدد ظهر بطفرات جينية جديدة و بقوة الضغط التطوري، لكن ليس فقط لتفاعل الإنسان مع البيئة، فما تقوله أنت هنا يرفضه العلم الحديث و إن كنت ُ على المستوى الشخصي أوافقك و عندي نوع ٌ من الاقتناع به منذ سنوات، لكنني لا أستطيع أن أطمئنَّ إلى قناعتي المخالفة للعلم و أتمنى من داخلي أن يُثبت َ العلم ُ يوما ً أن الضغط التطوري نفسه يُنتج ُ الطفرة بطريقة مُباشرة كما يبدو أمامنا و بقوَّة المنطق.

أعتقد أن الإنسان لن يتخلص من لعنة استغلال أخيه الإنسان لأن الشر فينا أصيل مثل الخير تماما ً أخي الكريم :-)

تحياتي لك و أرحب بوجودك!


28 - المحترم نضال الربضي
سعيد زارا ( 2016 / 1 / 21 - 09:24 )

تحية طيبة


ساسالك من حيث انتهيت عزيزي:

هل خلاصتك ان الانسان لن يتخلص من لعنة استغلال اخيه الانسان هي معطى بيولوجي مرتبطة بطبيعة الانسان البيولوجية ام تاريخي مرتبط بطبيعة الاجتماع البشري؟؟؟


اود ان اضيف فكرة ربما قد تزيل سوء فهمك لما تقدمت به اعلاه, لولا الخصائص البيولوجية التي تفرد بها الحيوان الشبيه بالانسان مثل دماغه و حوضه و دعاماته القادرة على حمل وزن ليمشي منتصبا و تموضع ابهامه قبالة باقي الاصابع مما ساعده على استعمال اشياء خارجة عن جسمه الخ لما اشتبك مع الطبيعة من اجل ترويضها , و لولا نزوع الانسان الى السيطرة على الطبيعة من خلال الانتاج لما تقدم وعي الانسان ليصبح ما هو عليه الان.


شكرا


29 - المفكر الجميل سعيد مرزا
نضال الربضي ( 2016 / 1 / 21 - 11:01 )
تحية طيبة أخي سعيد،

يسعدني الإجابة على سؤالك عن استغلال الإنسان للإنسان فأقول أنني وصلت ُ إلى هذه الخُلاصة انطلاقا ً من:

- المُعطى البيولوجي: فلا يمكن للإنسان أن يكون َ عكس طبيعته أو يلغيها و إن كان يستطيع تهذيبها

- بالتعاضُد مع المُعطى التاريخي ما قبل المكتوب و الذي بقوة علوم الأحافير و الأنثروبولوجيا نعلم فيه أن الإنسان كان في سلوكه يشبه الحيوان حتى أنه كان يمارس عملية قتل الأطفال الرُّضع لتكلفة إرضاعهم المُرتفعة بواسطة أمهات لا تجد كفايتها من الظعام.

- و المعطى التاريخي المكتوب: حيث أن جميع الحضارات و حتى يومنا هذا قامت على حروب توسعية بأشكال مختلفة.

- و ختاما ً على المُعطى الاجتماعي الذي بتأمُّل جميع أشكال المجتمعات أفاد بوجود الطبقية و الأرستقراطية و بما ينتج عنهما من استغلال، و بالفقر و المرض و ما يُنتجان من جرائم و بؤس.

أشكرك على فكرتك الأخيرة التي توضح بجلاء ٍ مقصدك و لربما أننا نقول نفس الشئ لكن بكلمات مُختلفة حيث أركز أكثر على البيولوجيا بينما تركز أنت أكثر على التفاعل البشري، دون أن ينفي أحدنا أيا ً من الإثنين.

أرحب بحضورك الجميل!

اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا