الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثقافة المعطلة

مشتاق جباري
كاتب

2016 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المثقف المبدع في صنوف ومجالات الثقافة والمعرفة في العراق حبيس جدران الصمت وانعدام الفضاء الملائم للحركة وطغيان اصوات الحرب على صوت السلام,والمثقف العاطل نتاج للثقافة المعطلة وهو يعني فيما يعنيه ,ذلك الفنان او الكاتب او الشاعر اوالمفكر الذي لايجد ما يلبي طموحه ,ويعطيه الحيز المناسب للأبداع,وهي شروط رئيسية للمقدرة على التواصل والاستمرار في خوض المواجهة وممارسة معارضة ايجابية (ليس رفضآ لأجل الرفض) بل لتصحيح المسارات وتجاوزها نحو انتاج الثقافة وليس استهلاكها فحسب .هكذا يجبر المثقف على الجلوس في الغرف المظلمة ,تخيلوا واقعآ يخلو من المعرفة والفن الجميل والادب الرصين والروح الخلاقة ,كيف سيكون؟.ومن علامات التوقف الثقافي الواضحة في العراق التوقف عن الانتاج السينمائي, وعزوف المجتمع عن تلقي الافكار البناءة وانغماسه في متابعة السياسة, والتأثر السلبي بوسائل الاعلام وغيرها الكثير من العلامات ,وهذا تعطيل ثقافي بمجموعة ابعاد منها انشغال القائمين على الدولة وعدم اهتمامهم بألخطاب الثقافي , وتأثير الحالة الاقتصادية السلبي على الوضع الثقافي في البلاد,وهجرة المبدعين المزمنة وغيرها ,والمثقف مسؤول والثقافة مسؤولية وحين نصل الى مستوى التفكير بألتخلي عن هذه المسؤولية لأي سبب كان ندخل مرحلة خطيرة تحدث فراغآ مؤلمآ , يملأه اشباه المثقفين بتفاهاتهم ,وتملأه السياسة استغلالآ مخيفآ ورجعية قبيحة ,ويستغله رجال دين لايملكون ثقافة دينية ولا مقدرة على قراءة الدين قراءة انسانية واعية استغلالآ سيئآ .هذا هو حال الثقافة المعطلة بسبب خنق المثقف وعزله, اوبسبب هزيمة المثقف الذاتية التي تدفعه للعزلة الاختيارية, وحال المثقفين في البلدان العربية بشكل عام يرثى له , فما ان تسنح لأحدهم فرصة الظهور الاعلامي او غيره حتى تجده متلهفآ لتقديم بعض ما لديه من معارف لكنه يصطدم بما يريده الاعلام من اشياء مختلفة تدعم توجهاته واجندته الخاصة, وهنا يحدث التقاطع بين الاتجاهين وتخرج الثقافة خالية الوفاض غير قادرة على توجيه رسالتها السامية الى الجماهير.سلطة المثقف هي العليا وان كانت الظروف ليست مناسبة لممارسة هذا الدور بشكل مؤثر , ويجب ان لايشعر المثقف انه بحاجة الى اولئك الذين يمتلكون القدرة. والثقافة قد تكون عاطلة وليست معطلة في بعض الاحيان اي انها لاتعمل بألشكل الصحيح ولايمارس روادها مسؤوليتهم المناطة بهم ,يمنعهم كسلهم من اضافة شيء للحركة الثقافية.وبألتاكيد فأن الثقافة لن تهزم ,وحاملي شعلتها لن يستسلموا لكل عوامل الهيمنة والتخلف والكسل ,وقد يضطرالبعض للأنحناء حتى مرور العاصفة لكن الاستسلام ليس جزءآ من هذا الانحناء, وان هزم البعض,تبقى الثقافة بشكل عام قادرة على المواجهة مهما اشتد ضعفها ,لأنها سفينة اعتادت الابحار في اجواء عاصفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في