الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي

سندس القيسي

2016 / 1 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الهوية الضائعة 2: سجّل أنا عربي

لعل الرد على المحتل جاء مختصرًا ومختزلًا في قصيدة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في رائعته التي يلقّن فيها الإحتلال: "سجّل أنا عربي" في رفضٍ واضح وحتمي لمحاولات الإستعمار تمويه الهوية العربية لفلسطين وتذويبها في الهوية الإسرائيلية الإستعمارية.

وقد أُطلق على هذه القصيدة لقب بطاقة هوية، بما يختزل فيها من صفات للعربي، ألا وهي التفوق العددي للأسر، والكبرياء والكرامة العربيتين والثورة. إذ يقول:

"وأعمل مع رفاق الكدح في محجر
وأطفالي ثمانية
أرسل لهم رغيف الخبز
والأثواب والدفتر
من الصخر
ولا أتوسل الصدقات من بابك
ولا أصغر
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضب؟"

الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، وضع مكانة العربي فوق مكانة المحتل. والعربي لا يمد يده للمحتل. بل يحذر درويش المحتل من غضب العربي.

وهذه من أروع وأشهر قصائد درويش. وتختزل موضوع الهوية، إذ أن درويش لم يقل؛ سجل إني فلسطيني. إنما قال إنه العربي بكل فخرٍ وكبرياء.

ومهما تكون محاولات المحتل المغتصب، وحليفه الغربي الرأسمالي، لمحو الهوية العربية وتشويها واختصارها واختزالها بالبداوة. فإن العربي لا يفتأ يشعر بالفخر لأن تاريخه مضيء وحاضره مضيء، مهما حلك سواد الواقع، الذي يتدخل فيه المتآمرون والنفعيون.

و العربي مرتبط بتاريخيه الإسلامي والعربي، والحضارات التي وجدت قبل الإسلام، مثل مدينة البتراء، التي لا مثيل لها في العالم.

أما لماذا لم يقل درويش، سجّل أنا مسلم. إنما يكون ذلك لحنكة سياسية وشعرية باهرة، عوضًا عن توجهاته اليسارية. إذ أنه يرتقي بالصراع مع إسرائيل من صراع ديني، حسبما تحاول أن تروجه إسرائيل وحليفاتها، إلى صراع حضاري ووجودي. معتبرًا أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعربي.

والعربي هنا هو من ينتمي للعروبة، عاربًا كان أم مستعربًا. أو حتى منتسبًا للعروبة والإسلام. وهذا المعنى الشامل للعروبة يمكن أن يشمل المسيحيين العرب وغيرهم من الأقليات الإثنية والدينية الأخرى.

ولعل التجربة السياسية الفلسطينية والثورية مليئة بالأمثلة النضالية حيث يقف المسيحي الفلسطيني حنبًا إلى جنب المسلم في مواجهة المحتل الصهيوني.

في هذا المقال، أنا استخدمت قصيدة محمود درويش والنموذج الفلسطيني، لكي أعبر عن مفهوم الهوية العربية. وليس أبلغ من ثلاث كلمات، قالها محمود درويش دفعة واحدة آمرًا المحتل: "سجّل أنا عربي". ليؤجج بذلك الصراع ويضرب لنا مثلًا بالوقوف والتصدي لهذه الهوية العربية العظيمة والشجاعة، والتي لا تخشى إمبريالية ولا صهيونية ولا رأسمالية وضيعة.

وعلى العربي أن يتصدى لمحاولات التشكيك الدائم فيه، ويقال إنه يتوهم ويؤمن بنظرية المؤامرة. ولكن الدليل هو أن ننظر إلى ما يحدث في الأوطان العربية من انهيار. ونتفكر فيما حصل وسيحصل. وكل ما حصل يبدو أنه من فعل أيدينا، لكنه ليس كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل الصورة مغشوشة
بولس اسحق ( 2016 / 1 / 20 - 02:25 )
(فإن العربي لا يفتأ يشعر بالفخر لأن تاريخه مضيء وحاضره مضيء، مهما حلك سواد الواقع، الذي يتدخل فيه -المتآمرون والنفعيون-)(البروبغندا المعهوده والتي سئمنا منها لكثرة تكرارها). فهل صورة العرب قديما وحديثا مغشوشة ام ماذا؟؟......احلام سعيدة مستقبلا عسى ان تكون افضل من هذه الكوابيس...تحياتي.


2 - رد على بولس إسحق
سندس القيسي ( 2016 / 1 / 20 - 04:47 )
ونحن سئمنا البروباغاندا الغربية التي تقزم العربي إلى إرهابي. هذا عدا عن أن ذلك غير صحيح. أنظر إلى الأجيال العربية الحديثة، فهي مدعاة للفخر حتى بالرغم ما يحدث في العالم العربي من مآسي

اخر الافلام

.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah


.. المقاومة الإسلامية في العراق تدخل مسيرات جديدة تمتاز بالتقني




.. صباح العربية | في مصر.. وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنائز