الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الملابس والحجاب

بارباروسا آكيم

2016 / 1 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحقيقة إِنَّ قضية حجاب مريم المقدسة أُم المسيح أَخذت أَبعاداً عند المسلمين حتى نحن كمسيحيين لا نملك أَي تصور عنها ! ، فمن غرائب الأمور أَن يتصدى التيار الإسلامي المتزمت في أَيامنا هذه للأَصوات الداخلية الناقدة للحجاب من التيارات الإصلاحية ( مسلمين أَيضاً ) بإشهار صور مريم العذراء وكأَنَّ مريم العذراء قد لبست حجاباً لأَنَّ هناك صورة لها وهي تضع على رأسها طرحة ، ولكن وفي نفس الوقت إِن دَلَّ هذا على شيء فهو يدل على عقدة الشعور بالنقص !

وقد يتسائل سائل هاهنا ويقول كيف هذا ؟! فنجيب : لأَنهم صاروا يعلمون يقيناً أَنه لا أَحد يعيير حججهم التقليدية أَي إِهتمام إِلا اللهم في حلقات المسجد وأَوساط الطبقة الفقيرة ، فإلتفتوا الى غيرهم عسى ولعله يجدون حجة منطقية
وهنا لابُدَّ أَن نقول للإنسان المسلم إِنَّ الأَزياء أَو الملابس حالها حال كل شيء في دنيانا تحكمها عملية التطور و وسائل الإنتاج و الظروف الموضوعية ،

بمعنى .. جنابك أَخي الكريم لو سافرت مثلاً الى القبائل البدائية المقيمة في غابات الأَمازون في البرازيل ستجد أَنَّ الناس هناك جميعاً عرايا ذكوراً وإناثاً شيوخاً وشباباً وأَطفالاً ، لماذا ؟ ليس لأَنهم يحبون العري ، بل لأَنَّ هذه المناطق تكون حارة ونسبة الرطوبة عالية جداً معظم أَوقات السنة ، بالإضافة لعدم وجود وسائل الإنتاج المناسبة أَو لعدم تمكنهم كقبائل بدائية من التوصل لهذه الوسائل
أَو على سبيل المثال قبائل الأَسكيمو في القطب الشمالي ، هؤلاء جميعاً يلبسون ملابس سميكة جداً مكونة من الفرو والجلد وتغطي كل الجسم ..ليس لأَنَّ هناك إِلهاً أَوصاهم بالحشمة ! بل لأَن هذه المناطق باردة جداً تكون فيها درجة الحرارة كمعدل - 43 درجة مئوية ، يعني في حال لم يلبس الأَسكيمو هذه الملابس ليحافظ على حرارة جسمه فسيموت قطعاً خلال وقت قصير
وهكذا كان الإنسان الأَول ، فالإنسان الأَول لم يصنع الملابس ليستر عورته ! بل صنع الملابس لتقيه البرد والحر والحشرات ثم مع تطور الزمن تطورت فلسفة الملابس ، فصرنا نلبس الملابس لأَغراض أُخرى لم تكن في وارد أَسلافنا سكان الكهوف ، يعني لما صار للناس رؤوس قبائل ثم ملوك.. صار لابد للباس الملك أَن يكون أَنيقاً مميزاً مثيراً للإهتمام
وهكذا حال من هم دون الملك من حاشية ومقربين ، ثم تحول رجال القبائل الى جنود منظمين فكان لابد للجنود من ملابس موحدة تميزهم عن بقية المدنيين
وإستمر الحال حتى تطورت وسائل الإنتاج فكان لابد أَن يكون لكل مهنة زياً خاصاً يدل عليها ..ومع تطور القوة الصناعية وتطور وسائل الإنتاج تطورت الأَزياء والملابس ايضاً يعني قد لايعلم الكثيرون أَنَّ مهنة التمريض حتى نهايات القرن السابع عشر كانت توكل للراهبات الكاثوليكيات ! إِذ لم يكن هناك ممرضة بالمعنى الذي نعرفه اليوم يعني مهنة مستقلة ، حتى ملابس الممرضات هي ملابس مشتقة من ملابس الراهبات!! ولو رجعتم مثلاً الى صور الممرضات في اوروبا في الثلاثينات ستجدون ملابس طبق الأَصل من ملابس الراهبات البندكتيات.. بل حتى فترة قريبة كانت الممرضة تخاطب بكلمة سيستر بالإنكليزية أَو شفيستر بالأَلمانية والتي تعني [ أخت ] وهي نفس اللفظة التي تخاطب بها الراهبة
وهكذا فعملية التطور التي تحكم كل شيء تحكم كذلك ملابس محمد وامهات المؤمنين وصحابته ، بمعنى أَن على من يرفض الحاضر تحت شعارات أصولية ويفرض على النساء والرجال أَزياء معينة عليه أَن يجيبني على هذه التساؤلات ، لماذا يامسلمين تلبسون مثلاً ملابس داخلية ؟ فالنبي والصحابة وامهات المؤمنين لم يلبسوا لا فانيلات ولا بوكسرات ولاستيانات ، أَو لماذا مثلاً تلبسون جواريب ؟ فلا النبي كان عنده جواريب ولاصحابته ولا أُمهات المؤمنين !
وهكذا ايضاً الحجاب فالحجاب من لحظة ظهوره في أَرض مابين النهريين عند الآشوريين إِستخدموه كوسيلة للتمييز الطبقي ، بمعنى النساء الحرائر والحاشية تلبسن النقاب لتمييزهن عن باقي نساء الشعب ، ثم انتقلت الفكرة الى اليونان والرومان الخ الخ حتى وصلت فكرة الفصل الطبقي الى محمد فطبقها ليميز الناس النساء الحرة من الأَمة
والغريب أَن يدين بعض المفكريين المسلمين اليوم العبودية ولكنهم يتحاشون الحجاب بالرغم من كونه رمزاً عنصرياً كون غايته الأَساسية كانت الفصل بين طبقات المجتمع وأَحد رموز قانون الإستعباد

وعودة على مابدأناه بخصوص مريم العذراء من كونها ترتدي حجاباً من عدمه .. فنكرر للمرة المليون إِننا لانعرف يقيناً ماذا كانت تلبس فالمنطقة التي نشأت بها مريم كانت منطقة ذات غالبية سكانية يهودية محكومة بسلطة رومانية أَدخلت لغتها وثقافتها وملابسها الى ذاك الوسط ، فضلاً عن العنصر اليوناني حيث كانت هناك جالية يونانية كبيرة بل كانت الثقافة واللغة اليونانية نفسها هي المتسيدة على ثلث الشرق الأَوسط
ولما أَصلاً ننظر اليوم في هذه الدفاتر القديمة ، فمجرد فتح هذه المواضيع يُعدُ ضرباً من السخف ! فلما عليَّ أَو عليك أَن نلبس مثل أَشخاص عاشوا قبل 2000 سنة ؟!
وبالمناسبة هذا ماقاله بالضبط رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو ! وذلك رداً على منشورات المتأسلمين التي تدعوا المسيحيات للحجاب ! والكلام موجود من يوم 17 كانون1/ديسمبر 2015
وفي النهاية حتى نختم هذا الموضوع القديم الجديد وصور مريم العذراء الى الأَبد ، أُقدم لكم اليوم أَفضل الرساميين العالميين وأَحبهم الى قلبي .. الرسام الإسباني [ بارتولومي ايستيبان موريلو ] ( 1618 - 1682 )
وأَشهر لوحة في الأَوساط الكاثوليكية لوحة ( صعود مريم الى السماء )
Die Himmelfahrt der Jungfrau von
Bartolomé Esteban Murillo

http://www.amazon.de/dp/B00ZTOOBHA/ref=asc_df_B00ZTOOBHA31426171?smid=A2W87HMG54VOQH&tag=moebundgart-21&linkCode=df0&creative=22506&creativeASIN=B00ZTOOBHA&childASIN=B00ZTOOBHA
وايضا تظهر مريم في هذه اللوحة بلا طرحة

وأَضع أَمامكم مجموعة مختلفة من أَعمال هذا العظيم فهي تستحق المشاهدة
http://www.moebel-und-garten.de/Wohnaccessoires/Wohnaccessoires-von-Bartolome-Esteban-Murillo/Preis-25









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في مقابل الحجاب هوس الموضة والتبرج
عبد الله اغونان ( 2016 / 1 / 21 - 17:02 )

لاأحد ينكر قوة النزعة الجنسيةومضاعفاتها سواء لدى ذكور أو اناث استغلالها في التجارة

والرذيلة والجاسوسية والنصب والاحتيال

ومضاعفاتها في الاغتصاب وجحافل اللقطاء ومشاكل لاحصر لها

ان من ينتقدون الحجاب يتناسون الجانب الاخر في الاستعباد وتوظيف الجنس في الهوس بلذات

الاستهاك والانحلال الخلقي

الصورة التي تقدمها وسائل الاعلام والأفلام والأغاني عن اللباس والعري لايمكن تصنيفها الا

تشيئ المرأة وجعلها مجرد جارية تباع في أسواق نخاسة معاصرة ودونكم حتى الاعلانات

لبيع الأجساد والمتاجرة باللحوم افتحوا قنوات الاباحية والبورنوا والسكس والعري وافسقوا

ومارسوا ابيقوريتكم

حتى يأتي الله بأمره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبوووووووووووووووووووووون


2 - عبد الله اوغنان
بارباروسا آكيم ( 2016 / 1 / 21 - 20:01 )
الأَخ عبد الله اوغنان حتى عملية ممارسة الجنس لها بُعد طبقي ، يعني مثلاً هل سمعت في يوم من الأَيام إِمرأة غنية صارت عاهرة لمجرد الرغبة في أَن تكون عاهرة ؟! طبعاً هناك حالات إِستثنائية ونادرة جداً ولكن الخط العام يقول إِنَّ أغلب العاملات في مجال سلك الدعارة يبحثن عن المال .. لذلك حينما تقوم انت [ كعبدالله اوغنان ] بتعطيل قدرات المرأة وخلق صورة نمطية لها في المجتمع وجعلها كائن إِتكالي ( لاتخرج من البيت الا مع محرم ، لاتقود السيارة ، لاتستطيع العمل ..الخ الخ ) فأنت تحكم على هذه الإنسانة للسلوك في دروب غير سوية ..يعني مثلاً انتم في مجتمعاتكم حينما يموت الزوج أَو حين يحصل إنفصال ويترك لزوجته الغير عاملة الغير متعلمة مجموعة أَطفال وهي لاتحسن اي صنعة لتأكل هي وأَطفالها فهي لن تجد شيئاً سوى بيع لحمها ! وأَنا وانت كلانا أَولاد مجتمع شرقي ونعرف هذا ، وانت شخصياً لابد انك قد سمعت المئات من هذه القصص ، لذلك ياعزيزي اياك أَن تصدق أَنَّ شريعتك في يوم من الأَيام ستصنع فضيلة..إِذاً ياعزيزي انتم من يجعل المرأة مجرد سلعة وليس سواكم


3 - الحجاب وسيلة بيد الفاشية الاسلامية
nasha ( 2016 / 1 / 22 - 00:01 )
الحجاب والمطالبة بأرتدائه وفرضه على غير المسلمين حيلة خبيثة لالغاء الهوية الثقافية للاقليات وخصوصاً المسيحيين.
الحجاب الاسلامي هو رمز للاسلام السياسي الفاشي العنصري . محاولة فرضه على المجتمع بمن فيه من مسلمين وغير مسلمين هدفه سياسي اقصائي تمييزي .
الحجاب يعطي انطباع ان المجتمع متأسلم ويؤيد الفاشية الاسلامية .
اما ما يدعيه اغونان وفصيلته الفاشية من شرف واخلاق ما هو الاّ دجل وكذب وضحك على الذقون.
سنسمر في طرق رؤوسكم الغبية يا فاشيين يا عنصريين الى ان نفضحكم في العالم اجمع وخصوصاً في العالم الاسلامي.
تحياتي استاذ بربروسا


4 - نعرف من يمارسون ويمارسن الدعارة لاعن حاجة
عبد الله اغونان ( 2016 / 1 / 22 - 02:03 )

أنت لاتعرفين مجتمعنا فلا تتحدثي عما لاتعرفين
زوجاتنا يعملن ويقدن السيارات وحتى الطائرات والقطارات والحمير والبغال
أنا انسان فاضل وماجعلني هكذا هي شريعتي كماهي وكما يجب أن تفهم
ماخلق داعش التي تحتجون بها هي مؤامرة وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل
بينما من تغربوا لاأعرف منهم الا السكارى والمجرمون والتفكك الأسري
وضحايا الاغترااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااب


5 - الحجاب : رمزٌ من زمن العبودية
بارباروسا آكيم ( 2016 / 1 / 22 - 15:04 )
العزيز ناشا ، الحجاب وما أَدراك ما الحجاب ..نعم هو رمز للفصل العنصري الطبقي بين طبقات المجتمع فالحجاب في الإسلام هو للنسوة الحرائر وللإماء السفور ، وقد صار رمزاً للإسلام السياسي منذ ظهور حركة الإخوان المسلمين ، يعني هو ايضاً رمز للفاشيست وإِنتشر أَيضاً في العالم بعدما سخرت ماكنة آل سعود إِبتداءاً من نهايات السبعينات كل إِمكانياتها البترولية وكذلك كان لوصول خميني للسلطة في ايران دوره في تحويل هذه الخرقة المسماة بالحجاب الى بقرة مقدسة ! فتبارز الإثنان لبسط النفوذ الفكري على المنطقة وكان ( الحجاب ) هذه الخرقة البالية إِحدى وسائل الصراع
أَما في العراق قبل زمن آيات الشيطان فقد أَنشد شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي
مزقي يا ابنـة العراق الحجابا ـ واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيـه أو احرقيـه بلا ريثٍ ـ فقد كــان حارســاً كذابا
زعموا أن في السفور سقوطاً ـ في المهاوي وأن فيـه خرابا
كذبـوا فالسفور عنوان طهرٍ ـ ليس يلقى معرّةً وارتيـابـا


6 - عبدالله اوغنان
بارباروسا آكيم ( 2016 / 1 / 22 - 15:27 )
الأَخ عبد الله أوغنان لا أَعرف لماذا تذكرت الزعيم الخالد عادل إِمام في مسرحية الزعيم وأَنا أَقراء هذا الموشح القديم الجديد الذي تكتبه بإستمرار.. يعني بدل هذا الخطاب الإنشائي لماذا لا تدلي بدلوك حول الموضوع ، وعندي لك سؤال بالصميم .. هل فُرِض الحجاب في الإسلام لأَغراض العفة والفضيلة أَم لتمييز الحرة من الأَمة ؟ إِنتهى السؤال..تحياتي


7 - مصر المضحكات , صار فيها المهرجون زعماء ههههه
عبد الله اغونان ( 2016 / 1 / 22 - 23:34 )
عندما تتذكرين أخبريني رجاء

أما الكلام عن الحجاب فما تفعلين به ؟

لاحظي من اخترن الحجاب في عالمنا العربي وحتى في الغرب

هن اخترن وهذه كما تسمونها حرية شخصية


8 - لماذا الهرب ؟
بارباروسا آكيم ( 2016 / 1 / 23 - 22:59 )
يا عزيزي اوغنان سؤالي واضح فلما تتهرب ؟! هل فُرِض الحجاب في الإسلام لأَغراض العفة والفضيلة أَم لتمييز الحرة من الأَمة ؟ ولأَنني أَعرف انك لم ولن تجيب لأَنك تعرف الإجابة ! فقد أَجمعت مرويات المسلمين سُنةً وشيعة وأَحاديث الصحاح وأُمة محمد من أَقصاها الى أَقصاها ..أَنَّ الحجاب كان رمزاً للفصل الطبقي ، وعمر بن الخطاب عمود التسنن وجعفر الصادق مؤسس المذهب الجعفري كانا يضربان بالعصا كل أَمة لبست الحجاب فدعنا لانضحك على أَنفسنا

اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah