الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحكم

كامي بزيع

2016 / 1 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بصورة لاواعية ننظر الى العالم وفق سلسلة من المعايير الشكلية والنفسية والفكرية التي نطلقها في كل مايمر امام اعيننا او حتى في ذاكرتنا واذهاننا.
هذا جميل، هذا اللون احلى من ذاك، جارتي طيبة لكنها كثيرة الكلام، صديقتي ذكية، لا احب البائع الفلاني، لا احب هذا الحيوان.... ومئات مئات الاحكام التي نطلقها على كل مايحيط بنا.
ان هذه الاحكام تجعل نظرتنا مجتزأة للامور، وكما يقول ايكارت تول " انت تعلق في سجن الاحكام التي تصدرها على الاخرين ام المواقف او الاماكن".
هذه الاحكام تصبح قيدا يمنعنا عن التواصل اللاشكلي والخفي والتلقائي للكون والعالم من حولنا، لان احكام القيم تنطلق من رؤيتنا الذاتية الخاصة، اي من "الانا" التي تحاول ان تقدم نفسها على انها الاجمل والاحق والاروع دائما، او على العكس انها الاكثر قهرا وبؤسا وشقاء.
"الانا" غالبا مايسعى ليكون العائق والحاجز الذي يقف بوجه تلاقي ارواحنا مع روح العالم.
في كل هذه التقييمات نقوم بوضع الحواجز التي تقف امام انسياب ارواحنا واتصالنا التلقائي بالاخرين والاماكن والاشياء...
تصبح حبيسا وسجينا لهذه الاحكام التي تطلقها على كل ماهو حولك، ولكن تخيل العكس؟
تخيل انك تتقبل كل ماتراه وتسمعه وتقرأه وتحسه بدون انزال حكم فيه، بدون تقييم، اي كما هو بدون تدخل لاحساسك وافكارك وقيمك، هنا ستجد ان العالم رحبا، هنا ستدخل الى روح الشكل لا الى الشكل نفسه بحسب مايرى ايكارت تول.
اذا عودنا انفسنا ان ننظر الى الاشياء والاخرين بدون اطلاق الاحكام عليهم نكون قد خطينا الخطوة الاساسية في سبيل اليقظة، فكما الشمس تمنحنا نورها بدون احكام مسبقة علينا وكذلك تفعل الوردة بعطرها مع الجميع، وكل الحيوانات الاخرى على هذه الارض لا تقيم بعضها البعض انما تقبل بعضها وهذا ماعلينا القيام به لاننا جزءا من هذا الكون.
انت تحكم على نفسك بحكمك على الاخرين، ولكن كلما فسحت المجال امام التقبل والجريان كلما انسبت عميقا في اعماق ماحولك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف استقبلت والدة هند رجب نبأ إطلاق اسمها على قاعة تاريخية ف


.. اقتحام مخيم شعفاط بالقدس لهدم منزل منفذ عملية كريات ملاخي




.. سرايا القدس: استهداف جنود الاحتلال المتحصنين بمنازل المواطني


.. بايدن يهدد بوقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل في حال دخول الم




.. عدوك الخفي.. 5 عوامل وتحديات تُهدد استقرارك النفسي