الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول) - الدخان المبين - ج21

نبيل هلال هلال

2016 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } الآية تتحدث - أو هكذا أفهمها- عن شكل من أشكال الكوارث التي قد تصيب الناس قبل القيامة إذا ضلوا وظلموا , وتلك سنة من سنن الله .مثلما كان الأمر أيام خروج بني إسرائيل من مصر وأظلمت عليهم الدنيا فتاهوا في الصحراء أربعين عاما يعْمَهون , وما كان لهم أن يضلوا طوال هذه المدة وقد خبروا الاهتداء بالنجوم شأنهم في ذلك شأن أهل زمانهم , وطُمِس ضوءُ النجوم خلف دخان وظلام دامس. وظاهرة إظلام الدنيا وانبعاث الدخان تكررت عدة مرات عبر التاريخ . فاندلاع ثورة بركان واحد يمكنها أن تتسبب في أن يخيم الظلام على كل الدنيا , ناهيك من ثورات آلاف البراكين في وقت واحد يمكن أن تسوِّد السماء ."ويحفظ لنا التراث المكسيكي الخبر عن ظاهرة سماوية مرعبة أعقبها ظلام دامس غطى وجه الأرض مدة 25 سنة"( المرجع: تصادم العوالم- إيمانويل فيليكوفسكي ص90...) , كما تسجل لنا بردية ( أيبور) ظاهرة إظلام دامت مدة سنوات في بلاد النيل. وذكرت أمم وعشائر في أنحاء الأرض غرب وجنوب وشرق بلاد النيل حدوث كارثة كونية تسببت في غياب الشمس والقمر عدة أيام , كما تذكر قبائل سودانية غياب الشمس عدة أيام. وفي بابل شرق بلاد النيل جاء في اللوح الحادي عشر من ملحمة "جلجاميش" وصف لحادث إظلام جاء فيه: مِن خلف الأفق ارتفعت سحابة معتمة واندفعت صوب الأرض التي أصابتها الحرارة , ودام ظلام دامس مدة ستة أيام لم يستطع أحد أن يرى وجه أخيه ودامت الأعاصير والفيضان (المرجع السابق) " . والذاكرة الإنسانية تحفظ لنا شيئا من ذكريات الإظلام , فحفظه لنا كل من التراث الصيني والياباني والمكسيكي ,... "وكان الظلام حالكا لا يكاد المرء يرى جاره". يقول الله تعالى :"وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ" التكوير2.وفي المعاجم : كدِر الماءُ كدرا : نقيض صفا فهو كدِر. وكدر اللون أي نحا نحو السواد فهو أكدر ((المعجم الوسيط - ج2- الطبعة الثالثة -ص810.) , والنجوم انكدرت , أي أسود لونها, أي غاب ضوؤها .وهذا المعني يتأيد بآية قرآنية أخرى : " فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ "المرسلات8 , ومعنى طُمست أي ذهب ضوؤها وانطفأ. وربما كان طمس النجوم هو غياب ضوؤها مثلما حدث أيام خروج بني إسرائيل وقت انتشار الدخان والظلام , فغابت النجوم وتاه بنو إسرائيل إذ تعذر عليهم الاهتداء بالنجوم في ترحالهم , فضَلُّوا وتاهوا كما أسلفنا.يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة