الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحكمة لا يعلمها حتي الله

منال شوقي

2016 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نحن البشر نلتزم في علومنا و معارفنا و حتي في تقاليدنا المنحدرة من الموروث الشعبي المنهجية في التعليل و المنطقية في التفسير أكثر من الله , بل لا أبالغ إن أنا قلت أن الله بأوامره و تفاصيل أديانه أبعد ما يكون عن مخاطبة العقل الذي يُخضِع الممارسات الحياتية المختلفة لأسباب عقلية تتفاوت في وجاهتها من شخص لأخر و من ثم يكون الإقتناع من عدمه و العمل بها أو تركها ..
و كمثال للمنهجية البشرية و عشوائية الله , نجد أن الطبيب يصف لمريض يُخشي اصابته بالجلطات دواء الهيبارين و قدد حدد الجرعة ب 4800 وحدة يوميا .
لماذا اختار الطبيب هذا الرقم ؟ هل لأنه يعجبه مثلا ؟
بالطبع لا بل لأن وزن المريض 60 كجم و الجرعة المناسبة لذاك الشخص تبعا لحالته هي 80 وحدة لكل كجم و بالتالي فنحن نعي السبب و نجد في الجرعة المذكورة معني يخاطب العقل .
.
و علي النقيض تماما نجد أن الله قد إختار أن يكون عدد الصلوات يوميا خمسة ,فهل من تفسير يخاطب العقل و يُلزمه بالفعل عن فهم و بالتالي إقتناع و حرص عليه ؟ و الإجابة أنه لا يوجد شيئ من هذا القبيل
بل إن إختلاف عدد الركعات من صلاة لأخري ليس له ما يبرره أيضا و بالتالي و تبعا لمنهجية التفسير و عقلانية التبرير فإن الله قد اختار عدد الصلوات اليومية و عدد ركعاتها بعشوائية مربكة
.
إختار الله أيضا الرقم أربعة ليكون الحد الأقصي لعدد زوجات المسلم , فهل من مبرر يحترم العقل ؟
لماذا لسن ثلاثة أو خمسة ؟
لماذا لسن أربعة بحجة عقلية نقبلها فلا نشكك بالتالي في بشرية و عشوائية إختيار الرقم ؟
لماذا اختار ان تكون عدد الجمرات سبعة و الطواف سبعة ؟
ما الضرر من عدم كونهم ثمانية ؟
.
بل إن بعض القرارات الإلهية ليست عشوائية فقط و إنما ضارة أيضا كالختان الذي يزيد من فرص إقتحام البكتريا و الفيروسات للجسم حيث تشكل القلفة حاجزا طبيعيا يعمل ضد غزو الميكروبات و لا يوجد أي سببا يدعونا للإعتقاد في أن الله قد بالغ في تقدير الجلد المحيط بالعضو الذكري للرجل و لذا أمره بتصحيح هذا الخطأ أو العيب الخلقي بالختان !
.
و الحقيقة أن المطلع علي دراسات نشأة الأديان يعلم أن الختان هو اللشكل المتطور و النهائي للقربان البشري حيث كان القدماء يذبحون أحد أبنائهم الذكور طلبا لرضا الإله أو الألهه ثم حدث أن أصبحت تلك الممارسات غير مستساغة و لا مقبولة نتيجة تطور المجتمعات الإنسانية فكان قطع جزء من الجلد الذي لا يسبب تشوه و لا إعاقة حلا لتفادي ذبح الأطفال .
.
و كما نري فإن العقل - بعد إخضاعه للمنطق و بعيدا عن القدسية الدينية المعطله له - يقبل بتفسير عادة الختان علي خلفية دراسة نشأة الأديان بينما يجد في الأمر الإلهي بالإختتان - دون أي سند أو مبرر عقلي ضربا من الفانتازيا الإلهية و ما أكثرها .
.
أما عن موقفنا من فنتازيا الله و لأننا نميل لإخضاع ممارساتنا و موروثاتنا للتحليل العقلي و الإستنتاج الذي يحترم قواعد التفسير العلمي في التحليل و الإستنتاج و الفهم فقد كانت أو امر الإله العشوائية التي تخالف أبسط قواعد الإستقراء و الإدراك و التي نصيغها في شكل حكمة تقول ( إذا عُرِف السبب بطُل العجب ) بمثابة منغصات تقلل من شأن العقل و تتحداه بقدسيتها الدينية في مقابل تطوره نضجه عبر ملايين السنين و هو ما إضطر كهنة الله لاختراع رادع مقدس قادر علي بتر التفكير من جذوره إن هو اقترب من مناطق الله العشوائية و من ذلك قولهم ( لحكمة لا يعلمها إلا الله ) و مثلها ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ) أو ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) و من هنا كان العداء الأبدي بين سدنة الأديان و العلماء و بين الدين و العلم و كانت محاولة التوفيق بينهما من خلال مسوخ الإعجاز العلمي في القرأن !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ربما
بولس اسحق ( 2016 / 1 / 22 - 23:41 )
صدقيني الله نفسه لا يعلم لانه ليس هو المؤلف....وعلى ما يبدو قد قيلت على لسانه في غفلة منه عندما كان مشغولا ربما بترقيع بكارة احدى الحوريات...تحياتي.

اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran