الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تتدهور قبل ان تتحسن

جمشيد ابراهيم

2016 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتدهور قبل ان تتحسن
قلت: لم ينفع احد النظر الى السماء فالافضل لك ان تنظر الى الارض.
قال: عندما كنت هناك لقضاء العطلة تمرضت فجأة و كانت الاعراض غريبة لذا قررت الذهاب الى الطبيب. عندما فحصني الطبيب الشاب في بطني و ظهري عدة مرات دون ان يتكلم اقتنعت بانه لا علم له و لكنه فجأة اخرج ورقة اراد بها ان يخبرني باتمام الفحوصات و بدأ يكتب حبوب antibiotics و يقول: حبتان باليوم الواحد و لكن لا تنسى سوف تتدهور صحتك قبل ان تتحسن. شكرته و فرحت بانه فعلا استطاع التشخيص.

فعلا و كما قال الطبيب تدهورت صحتي و زادت ثقتي به: هذا الطبيب يفهم على الاقل مهنته و لكن و عندما طال و زاد التدهور خابرته عن المشكلة ليقول لي: خذ خمس حبات باليوم لا تنسى ان صحتك تتدهور بالاول و اخيرا و عندما لم استطع الاستمرار رجعت الى بلدي لاراجع الطبيب الذي تعجب بعد اجراء الفحوصات ليسأل: بالله عليك لماذا انتظرت كل هذه المدة؟ يجب اجراء عملية الزائدة الدودية حالا.

قلت: عليك الان ان تطبق ما قاله الطبيب الشاب على كل شيء: تتدهور قبل ان تتحسن. تخيل انك لو اصبحت قائدا او رئيسا لبلد ما تستطيع ان تقول لشعبك: يجب ان نقتصد بالاول لتتحسن الاوضاع و لكن لا تنسوا تتدهور الاوضاع بالاول قبل ان تتحسن و في الحالتين انت على حق فيما اذا تدهورت الاوضاع ام لا. لماذا تلوم الطبيب الشاب اذا كانت الاديان هي التي اخترعت خدعة الطبيب الشاب: تتدهور قبل ان تتحسن؟

سأل كيف؟ ماذا تقصد؟
قلت تعدك الاديان السماوية بالجنة و لكنها تقول لك بانه عليك ان تعاني بالاول قبل ان تفوز بالجائزة. عليك بالاول بالصوم و الصلاة خمس مرات (او خمس حبات باليوم) و ان تتخلي عن الملذات و اخيرا عليك ان تموت و تتحول الى تراب قبل ان تحقق الفوز العظيم. لا تنسى: تتدهور قبل ان تتحسن!
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منْ لم يستطع الباءة فليصمْ وليصلّ
سامح ابراهيم حمادي ( 2016 / 1 / 23 - 22:21 )
الفاضل الدكتور جمشيد ابراهيم

شاب بلغ الخامسة والثلاثين ولم يتزوج بعد، المهر عال،البيت غير متوفر،أصلع،عمله لا يدر مدخولا يعِد بشبكة تفاخر بها الفتاة أمام صديقاتها ...
وهكذا راح إلى المسجد يطلب المشورة، قال له الشيخ صم،صلّ،واتكّل على الله حتى يأتي الفرج
وإن لم يأتِ؟
هذا نصيبك من الحياة الدنيا ولك الجائزة الكبرى في السماء

هذه قصة حقيقية، وسمعناها كثيرا وما زلنا

ليست مصادفة أن انتشرت عبارة يا صبر أيوب على لساننا، بدل أن يبحثوا عن الحلول المجدية لمشاكل الوطن والمجتمع يلهون الناس بكلام كالمخدر مرفق بالأدعية والصلوات

نعيش على الأرض ونبحث عن حلولنا عند الشيوخ فيحيلونا إلى السماء

وللعقل الأمر من قبل ومن بعد

والسلام عليكم


2 - الاخ العزيز سامح ابراهيم حمادي
جمشيد ابراهيم ( 2016 / 1 / 24 - 12:52 )
عزيزي سامح
يتفق ما قلته عن صبر ايوب مع مكافاة السماء و النتيجة هي اهمال ارض الواقع و التعلق بالسماء
لك مني الشكر و الاحترام و التقدير


3 - وهل الحل هو الزنا وتفريخ اللقطاء؟
عبد الله اغونان ( 2016 / 1 / 24 - 15:16 )

المشكلة ليست في الزواج والاحصان المشكلة في العقليات والسلوك
والمشكلة في الاختيار
الاف العانسات يبحثن عن الستر دون كبير تكلفة
لكنكم قوم لاتفقهوووووووووووووووووووووووووووووووووووون

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam