الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخير والشر وجهان لعملة واحدة !

حسين نور عبدالله

2016 / 1 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في حياتنا اليومية نحاول أن نضع اطرا وتصنيفات لكل ماحولنا لكي يسهل علينا التعامل مع الاشياء والاشخاص لغويا وحتى تواصليا .

فقد نقول فلان سيء وفلان طيب وفلان ملائكي واخر شيطاني والخ من التصنيفات التي نصنف الناس تحتها وفقا لاحداث معاينة أو مجرد تخمين وفي أسوأ الاحوال نحكم على الفرد بحسب وكالة يقولون ! .

ولكن هل هذه الاحكام نهائية ومطلقة ؟

لناخذ مثالا :

مازن ولد في بيئة متعلمة لاب وأم متعلمين , خالد ولد في جنوب المدينة حيث الفقر والجرائم ( ولا ادري لما الجنوب برتبط بالفقر في الغالب ! ) .

تدرج مازن بمساعدة والديه في سلم التعليم حتى اصبح قريبا من أن يخلف والده كأكاديمي في الجامعة .

فيما تدرج خالد في احدى العصابات وزاد من مهاراته وقدراته الجسدية وخبرته في التعامل مع ترويج الممنوعات حتى أصبح قريبا من مركز والده كقائد للعصابة .

كلاهما على المسرح الان وأتى شخص أخر وقال بكل بساطة مازن مثال للانسان الناجح وخالد مثال لتردي الانسان في المساوئ ! .

ولكن كلاهما ناجحان بمعايير مختلفة ! كلاهما تطورا وعملا بجد ليصلا الى ماوصلا اليه !
وماذا سيحدث ان وضعنا مازن في بيئة خالد ووضعنا خالد في بيئة مازن ؟

هل سيبقى مازن انسان ناجحا ؟ هل سيبقى أكاديميا ؟
وماذا عن خالد ؟ هل كانت خطواته الى الاجرام أقرب من خطوة مازن الى الجامعة ؟

ولكن هل البيئة الاعب الرئيس في مستقبلنا واختيارتنا ؟

قد أعمل في مطعم ولكن هذا لا يعني أن أكون سمينا بالضرورة !
اذن نحن نملك الخيار بان نستسلم للواقع أم لا ولكل خيارات تبعات مكلفة قد تكون مربحة وقد تكون خاسرة .

اذا كل منا يملك الخير والشر في داخله , كل انسان جيد في وجهة نظرك وجد الكثير من العوامل التي ساعدته على اظهار هذا الجانب واخفاء الوجه الاخر .

وكل انسان سيء في وجهة نظرك فهو سيء لان خيارته الماضية كانت سيئة فاما أن تاخذ بيده وتساعده على تصحيح خيارته واما تتركه في سبيله .

قبل أن تحكم على شخص ما فقط حاول أن تسأل نفسك " لو كنت مكانه ونشأت نشأته هل كنت سأكون مثله ؟ "

ان كانت الاجابة لا فساعد الشخص الذي أمامك , وان كانت نعم فلا ترمي الناس بحجر وبيتك من زجاج !

هيرقليطس قال " الخير شر يزول , والشر خير يتلاشى " وفي احدى تجارب علم النفس وان كنت ضد الطريقة الا أن التجربة خلصت أن الانسان ان أعطي سلطة مطلقة قد يتحول الى وحش كاسر وان تعرض لظلم أيضا سيتحول الى وحش كاسر " تجربة السجن الشهيرة " .

وفي تجربة أخرى خلصت أن الانسان لو تم حمايته من عواقب فعلته فلن يرحم أبدا " تجربة الصعق الكهربائي " .
لن تجد طاغية يحكم اليابان لانهم لن يعطوه فرصة أبدا , ولكن المجتمعات العربية تحمل الجينات القبلية وهي احترام الاقوى مهما كان واحتقار الضعيف فاصبح الفرد العربي ينتقل بين خانة القوي والضعيف في أحداث حياته ! .


ليس الكل بالطبع ولكن كلنا ذاك الملك حينا وذاك الشيطان حينا , لا تقسو بحكمك على أحدهم مهما كان الامر فانت تشاهد رأس الجبل لا أكثر .

قد يقول البعض القانون سيحل المعضلة , ولكن كلنا نعلم أن القانون قد يقتل من يقتل شخصا واحدا ولكنه يرقي من يقتل الالاف الى رتب عسكرية كجنرال وغيرها !

مازال الانسان متخبطا فالقانون لا يساوي العدل ولو كان كذلك لما رأينا هذه المآسي حولنا ..
اذا من هو القاضي ؟ ومن هو المحامي ؟ وعن ماذا يحامي ؟ ومن هو المدان وفي ماذا يدان ؟ في مسرح الحياة كلنا ننتقل بين هذه الادوار وبشكل يومي ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|