الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النهضة والتعليم في العالم العربي

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 1 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


مما لا شك فيه أن عالمنا العربي يأتي في ذيل الأمم الحية التي ترغب!! في النهضة والتطور، لأنه تخلى عن أسباب تلك النهضة، وانشغل انشغالا بصراعات مذهبية وطائفية وعرقية، فأصبحت الحال كما نرى تسر العدو ولا ترضى حبيبا ولا صديقا، صراع على الحكم، وصراع على النفوذ، تستخدم فيه الأموال التي كان يجب أن توضع في مكانها الطبيعي في صناعة الإنسان  والرقي به، ولكن الذي حدث - بعد أن مَنَّ الله على المنطقة بمال وفير - أن سباق الهيمنة والسيطرة على المنطقة كان هو شغل السلطات التي أيضا فرضت وصايتها على الشعوب تلك التي لم يهتم أحد بتشكيل وعيها، ولا بتهذيب وجدانها، فكانت النتيجة أن السقوط كان ماحقا في معركة الهوية التي كادت ألا يُعْرَف لها ملامح في منطقتنا العربية.

لو نظرنا للتاريخ الإنساني لوجدنا كثيرا من الأمم قد مرت بتلك الحال التي تمر بها أمتنا، ولوجدنا نفس الآفات في الحكم وفي الشعب، ولرأينا نفس الأساليب في القهر والاستعباد، ولشاهدنا نفس الأمراض في البيئة والبنية الاجتماعية، وفي ذات الوقت لعلمنا أن هذه الأمم اتخذت سبيلا وحيدة للخروج من تلك الحال، والانتقال من الظلام للنور، ومن الانحطاط للنهضة، وهذه السبيل كان التعليم ولا شيء سواه.

ولعلنا لا نبتعد كثيرا حينما نضرب المثل بمحمد علي مؤسس مصر الحديثة، فلما أراد أن يحكم دولة قوية عفية، لم يخترع العجلة من جديد، ولكنه اهتم اهتماما بالغا بالتعليم، فأنشا المدارس، وأرسل البعثات للتعلم، تلك التي عادت لتنقل مصر من عصر الظلام إلى العصر الحديث.

إن عناصر نهضة أي أمة من الأمم كثيرة ومتنوعة لكن البداية لابد أن تكون من التعليم الذي يجب أن يترك لنا منتجا قادرا على الإبداع والابتكار من ناحية وتحمل المسؤوليات من ناحية ثانية، تلك المسؤولية التي تنقسم بين العام والخاص، فتتنهض بالبلاد، وترقى بالأفراد، والعملية التعليمية بها العديد من المكونات؛ الحسية والمعنوية التي يجب أن يشغل المسؤولون بها أنفسهم، والتي يحب أن تضع لها الدول الخطط المناسبة، وأن تعمل على تنفيذ هذه الخطط تنفيذا عمليا دقيقا، وليس، كما يحدث الآن، تنفيذا على الورق، بعيدا عن عقول التلاميذ ووجدانهم.

إن التعليم الذي نقصده هو ما أتى له الشاعر الإنجليزي الشهير " جون مليتون"، الذي مارس، في دوره الإصلاحي، مهنة التعليم : "إن التعليم التام الواسع هو الذي يعد الإنسان لينهض، بحق ومهارة ورحابة صدر، بكل مهامه الخاصة والعامة في السلم والحرب، سواء بسواء" وأول واجب على المعلم، والكلام مازال للشاعر الإنجليزي الكبير، هو أن يغرس الخلق القويم في نفس التلميذ،  وأن يعيد تكييف الخلق القومي تبعا لمتطلبات حياة المدنية حاليا.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم