الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاطمة ناعوت. . والمجتمع المريض

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ما يحدث مع تيار المجددين من ناحية، والمفكرين على وجه العموم من ناحية ثانية والمثقفين في المطلق من ناحية ثالية، يؤكد المؤكد وهو أن مجتمعنا العربي وعالمنا الإسلامي يمر بحالة مرضية، للأسف، شبه مستعصية، على العلاج، وأهم مظاهر هذا المرض هو عدم قدرة مواجهة الفكرة بالفكرة، ودحض الرأي بنظير له، واللجوء لإرهاب المفكر والمثقف والمجدد بوسائل تبدو منطقية، حيث أنها بحكم قضائي، كما حدث قبل ذلك مع إسلام البحيري، حينما استطاعت قوى الرجعية أن تسكته لا من خلال حجة بحجة، ولكن بحكم قضائي، تم استخدام فيه قانون الحسبة الذي لا يتفق والدستور المصري الذي يكفل حرية التفكير والتعبير، هذا القانون الذي نطالب البرلمان المصري بإلغائه أو على أقل تقدير تعديله بما يناسب عصر جديد تنشده جماهير الشعب المصري والأمة العربية.
إن هؤلاء الذين يجرون المفكرين والمثقفين إلى ساحات القضاء بعد عجزهم عن مواجهة فكرية، يضيقون على المجتمع، بعقولهم الضيقة وفهمهم السقيم.
نعلم يقينا أن أفكار ناعوت تصدم كثيرا بل الأغلب الأعم من الشعب المصرى والشعوب الإسلامية، وربما يكون لنا، نحن بعض التحفظ على عرض ناعوت، ولكننا، كما يقول فولتير، على استعداد لأن نلقى نفس مصيرها دفاعا عنها وعن رأيها الذي يمكن أن نختلف معها فيه.
إن ما يحدث للمفكر العربي والمثقفين التنويريين في مجتمعنا يؤكد أننا لم تستفد من تجارب الأمم السابقة التي تصارعت فيها الأفكار وبقى منها ما هو صالح وينفع المجتمع، وذهب أدراج الرياح الفكر المتحجر الذي خاض معركة شرسة في محاولة البقاء، ولكن لأن التطور هو الأصلح استطاع تيار التجديد في عوالم غير عالمنا أن تنتصر وتسعد أبناء هذه العوالم.
إنه لا يمكن لأمة أن تعبر من حالة متهرئة لها إلى حال أخرى أفضل وأرقى إلا إذا تمتع مجتمعها بالحرية، وتمتع مفكروها ومبدعوها على وجه الخصوص بحرية التفكير والتعبير وممارسة هذه الحرية، وهو ما حاولت ناعوت والبحيري وغيرهما فعله، ولكنهم اصطدموا، بمجتمع مريض، وبعقول متحجرة نصبت أنفسها أوصياء على المجتمع واتخذت من الترهيب عبر القانون سبيلا لذلك معيدين تجربة محاكم التفتيش في أوربا في القرنين الخامس عشر والسادس والذي يستحسن هنا أن نضع تعريفها للقارئ الكريم : -محاكم التفتيش ((باللاتينية: Inquisitio Haereticae Pravitatis)، حرفياً: التحقيق في البدع الهرطوقية) ،ديوان أو محكمة كاثوليكية نشطت خاصة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مهمتها اكتشاف مخالفي الكنيسة ومعاقبتهم. ان محاكم التفتيش هي "سلطة قضائية كنسية.
إن على كل مثقف وصاحب رأي مسؤولية كبرى في مواجهة قوى الظلام والتخلف، وعلينا أن نعلم أن المعركة قوية وشرسة ويجب أن نخوضها ونحن على يقين أن هناك سهاما ستصيب الغالبية العظمى منا، فما من فكرة جديد، ولا محاولة لتغيير فهم سقيم إلا ووجهت بأخطر وأقذر الاسلحة، حيث أنها تسعى لإزالة غشاوة عن أعين لتنير لها طريقا لا يمكن أن يَسَعَ هؤلاء المتمسكين الآن ببقاء المجتمع " المريض " على ما هو عليه بذريعة الخوف على القيم أو الدين أو المجتمع وهم في كل هذا بعيدون كل البعد عن الحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب