الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص الثاني عشر

حيدر نضير ابراهيم

2016 / 1 / 29
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الرصاصة التي جاورت قلبي ولم يستطع الطب استخلاصها ، سعدت هي الاخرى عندما امر الطبيب ان تبقى بالقرب منه . امست وفية عنبرية كصديقتي البندقية ، امست انيستي في سفرها داخل اساور روحي . رصاصة الغدر اسلمت للعراق عندما حلت جارة للنبض لانها بعد عشرة طويلة من مراحل تليفها وحتى استردادها العافية معي كانت تستمع قصص كل واحد من اصدقائي هناك ، تستلذ بهوس الجند بالارض والكرامة . وكنت استمع كذلك الى وجع حكاياها عندما كانت هناك مع العدم والضياع والشيطان .
لكن قلبانا اهوسا ببعضهما ، ودعيا الله ان يستجيب رجائهما في ان يبقيان ينصتان خاشعان لتلاوة مواقف الرجال هناك في الحرب . كنت ميتا سريريا ، لن تاملَ التقاويمُ خيرا على عافيتي عندما مرت على غيبوبتي سبعةُُ اشهر . لكنها استطاعت ان تفهمَ اشارات نطق قلبي كلها ، كانت مثل امي عند طفولتي تستجيب مميزة عبر حبها العفوي صرخات الجوع عن العطش وحاجتي لان اكون امنا بين ذراعيها .
كانت على يقين ببقائها لا اعرف من اين ذلك يقينها ، كانت تحبب لي نفسها لا انسى عندما اتلوع وجعا كانت تسكن الالم فتقرأ فيني وبيني رسائلَ عن زوجتي او اهلي لتولد عندي الاستمرار بوعيي حتى لا اغيب . قبل وداعي بليلتين اسمعتني ماجاء من كلم امي التي لاتعرف عن حالي شيئا حتى اللحظة " لا ترجع حيا يا ولدي فتضع شيبتي امام اعتابِ بابِ الله "سجادتي" في احراجٍ عميقٍ طويل ، لا تعودُ الا حرا ابيا ، او ملفوفا بـ (علم) هلل قبلي لشرف الوطن المستور .. بثمن دمكَ المنثور، وطش الحلوى بدمعِ الفرحِ والعزة ، وهتف هيهاتََ هيهاتَ من العراقِ الذلة " ..
تداعت صحتي وطالبتها ان تخط شيئا للبيت الذي عجن دقيق تكويني ، فملت عني " ان رايتَ الرصاصَ قتلني من الظهر ، لا تَدفني ابدا يا ابتي ، فذلك يعني .. انهزامي خوفا ، ذلك يعني .. ان الموتَ كان كرا وكنتُ منه فرا ، لاتشفقُ على من خان الزمان ، وارتضى بربعِ الايمان ان يخوضَ معاركَ الاوطان .
انتهت حياتي هناك مع عشيقتي ، ما احلى هذه الصورة " شهيدة في كيان شهيد " ، ايها الغيث المتقاطر بالنجوم ان الحب حي يرزق هنا في العراق ، وما اجملك يا وطني عندما تلمم عاشقيك في علم واحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تحقق لحركة حماس والفصائل الفلسطينية من القبول على مق


.. VODCAST الميادين | علي حجازي - الأمين العام لحزب البعث العرب




.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2