الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - حضارات مجهولة المصدر-ج28

نبيل هلال هلال

2016 / 2 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




28
إن حضارة القدماء (الممتدة إلى عصرنا) , كانت في قمتها منذ البداية وظهرت فجأة في شتى أرجاء الدنيا. فحضارة وادي النيل قد ظهرت فجأة في حوالي سنة 3200 ق.م تقريبا , (وذلك أخذا بما تعارف عليه أصحاب التاريخ الأكاديمي , ولنا عليه تحفظ) وكانت متقدمة منذ البداية دون المرور بحالة البدائية , فالمجتمع راق : مدن كبيرة ومعابد فخمة وأهرامات هائلة الحجم وتماثيل ضخمة ومقابر فخمة وأنظمة صرف صحي كاملة وطريقة كتابة كاملة وجاهزة ومجتمع مقسم بالفعل إلى فعاليات متخصصة :جيش وموظفون في نظام هرمي دقيق ,كان ذلك في وادي النيل , حضارة مفاجئة غير متوقعة , ومثله -وقبله - في بلاد الرافدين حيث حضارة سومر التي لم يُعرف مصدرها ومن أين أتي مؤسسوها . لكن الشيء المؤكد هو أن هذه الحضارات في هذا التوقيت لم تكن في عصور حجرية يعيش فيها الإنسان كالحيوان كما تقول الأدبيات الأكاديمية الرسمية .
وتأمل معي قول الله تعالى:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}الروم9 .ولاحظ ما تشير إليه الآية :(كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) , وكانت عدة حضارات قد سبقت المخاطَبين- النبي(ص) والمشركين في القرن السابع الميلادي- حضارات مصر والهند والصين واليونان والرومان وغيرها, وهي حضارات بعضُها من بعض في "عصر أرضي واحد" قد يكون هو العصر الأرضي السابع والأخير . (وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا): فالعمران الذي بلغته الحضارات الأولى في "عصور أرضية" ماضية , يفوق عمران الحضارات السابقة المذكورة . استمع مرة أخرى إلى الله تعالى إذ يقول :{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }غافر21 ,ويكرر في السورة نفسها:(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) غافر82 .فالخبر هنا عن أقوام بلغت حضاراتهم شأنا عظيما , وتَوفّر لهم من أسباب القوة ما يفوق ما يتوافر للمخاطَبين . ثم تصف الآيات ما حاق بهؤلاء الأقوام من دمار وإفناء لما عَتوْا. والحض القرآني على النظر , يتجاوز النظر إلى رفات وعظام الموتى إلى بقايا وآثار إنجازاتهم , وطلب اللهُ بالسير في الأرض , أي التنقيب فيها, (في) الأرض واستنطاق آثارها , وأشد قوة وآثارا , أي تركوا وراءهم أثرا – آثارا تدل على مبلغ قوتهم وما وصلوا اليه .وورد نفس المعنى في آيات أخرى. يتبع- بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح