الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوة - السلعة و الخدمة

موسى راكان موسى

2016 / 2 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




السلع و الخدمات من الأمور المرتبطة بالجهد المبذول [ قوة العمل ] ، فكلاهما يتطلبان بذلا للجهد ــ لكنهما يختلفان في مسألة تجعل منهما نقيضين تماما ، فما هي ؟! .

من الممكن فصل الجهد المبذول عن صاحبه ، و ذلك من خلال موضوعية الموضوع الذي يبذل فيه الجهد [ مادية موضوع قوة العمل ] ، و التي تُمكّن من أن يتجسّد الجهد المبذول مُستقلا حقا عن صاحبه ؛ و هذا ممكن في حالة الإنتاج السلعي [ المادي ] .

لكن في الخدمات ، فأنه من غير الممكن فصل الجهد المبذول عن صاحبه ، و ذلك لطبيعة مواضيع الخدمات ، فهي ذات طبيعة ذاتية تنزع للمثالية ؛ فالخدمة ليست إلا ذات تبذل جهد الخلق لموضوع غير مادي ، و هذا الموضوع الغير مادي لا يأتي من ذات خالق واحد فقط ، إذ تشاركه ذوات أخرى في الخلق رغما عنه ــ و هذا الموضوع الغير مادي لا يُمكن إحتكاره من قِبَل أي خالق ، ففي النهاية هو ليس بنابع من الذات الخالصة المستقلة .

* إذا فليس الجهد المبذول [ قوة العمل ] هو الذي يفرّق بين السلعة و الخدمة ، و لكنه الموضوع ذاته [ موضوع قوة العمل ] هو ما يفرّق بين السلعة و الخدمة ؛ فموضوع السلعة ذا طبيعة موضوعية مادية ، أما موضوع الخدمة ذا طبيعة ذاتية تنزع للمثالية .

لا يمكن القول أن قوة العمل [ الجهد المبذول ] هو صنف (القوة | الوهمية ، التجريدية) ، حتى و إن كان موضوع قوة العمل ذاته من صنف (القوة | الوهمية ، التجريدية) ــ فلنتذكر شرطيّ القوة هنا [ (( التملّك )) و (( التفاعل )) ] مع طبيعة موضوع الخدمات [ ذاتية تنزع إلى المثالية ] ؛ هل من الممكن تملّك الخدمات [ حقيقة ] ؟! .

صاحب الجهد المبذول في موضوع خدمة ما ، لا يمكنه تملّك الموضوع [ الخدمة ] كمُحتكر ، و ذلك بسبب طبيعة موضوع الخدمة ؛ بالتالي لا يمكن لغير صاحب الجهد المبذول أن يتملّك موضوع الخدمة ــ لكن ذلك لا يعني أنه لم تجر محاولات للتملّك ، فقد أتخذت وسائل شتى في ذلك ، من مثل : إقرار قوانين الملكية الفكرية ، إمتلاك العامل في الخدمات ، حجب العلوم و منع المعارف ، تصفية العلماء أو إستقطاب العلماء ، خصخصة الخدمات أو ترخيص الخدمات (... إلخ) . لكن هذه المحاولات و إن نجحت ، إلا أن نجاحها دائما و أبدا هو نجاح مؤقت ؛ ذلك يعود إلى طبيعة موضوع الخدمة ، ليس إلا .

في الختام ــ الخدمات أو بعضها مهمة ، لا شك في ذلك ، لكنها مهمة كما هو الهواء مهم لنا ــ فكما هو الهواء مشاع ، يجب أن تكون الخدمات كذلك ؛ ليس لأننا نريد ذلك ، لكن لأن ذلك من طبيعة الخدمات ذاتها [ طبيعة موضوع الخدمات ] .
* فصاحب الجهد المبذول في موضوع خدماتي ، ليس مُنتج بأي حال من الأحوال ، و هو من الإنتاج [ العامل الخدماتي ؛ أي من إقتصر دوره في المجتمع بإمتهان تقديم الخدمات ] يقوم بدور الفطريات الإجتماعية ؛ أي طفيلي ، يعيش من الجهود المبذولة عند الغير في موضوع سلعي ، دائما .
و ما يجري الآن من تملّك و متاجرة [ تفاعل ] بالخدمات ، فهو من مظاهر النزوع للقوة ــ أو ما يمكن أن نسميه إجتماعيا بـ : الصراع الطبقي ، أو الصراع الفئوي الطبقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البساطه ام العلوم
صلاح البغدادي ( 2016 / 2 / 2 - 04:33 )
جسم الانسان ،كيف يعمل....معقد
كيف تدور الارض حول الشمس ببطء ثم بسرعة...معقد
كيف تحدث الزلازل....معقد
وكيف وكيف......كلها معقدة،ولكن لها مفتاح واحد
البساطة في الطرح
من اعظم العلوم عند الغرب ،هي كتب المبتدئين....كيف يعمل جسمك للمبتدئين...كيف يعمل الحاسوب للمبتدئين...كيف تتعلم اللغه الفلانيه للمبتدئين....
الاقتصاد عصب الحياة ومحرك السياسه وشاعل الحروب
ولكن علم الاقتصاد شائك ومعقد،لابل ممل
فشكرا لكل من بسط هذا الموضوع،واعطانا مفاتيحه
شكرا استاذ موسى عن هذه السلسلة من المقالات...النقود...السلعه...الخدمه وغيرها
شكرا

اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا