الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زلازل المغرب ظاهرة فيزيائية وليست غضبا

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا حرية – مساواة – أخوة
من اجل ثقافية عقلانية تنتمي لعصرنا
ما يؤخذ على الشيخ المحترم خطيب المسجد بسلا ليس جهله بالمعطيات الجيولوجية و إنما الإستهزاء بالصلاة ،و هو المفروض فيه ان يدعو للصلاة ، حين قال ما معناه "طلبوا الأمطار فجاءتهم الزلازل" .لأن مهمته في المسجد و هو يتحدث علانية أمام جمع غفير من المؤمنين ليست الهزل أو التهريج و إنما الوعظ الاخلاقي والجد والمسؤولية .
أما جهله بمعطيات الجيولوجيا المفسرة للزلازل والتي أصبحت قديمة الآن فهذا راجع لتكوينه العلمي الناقص .و ليس هناك مشكل في أن يكون الانسان جاهلا بشيء ما . فيمكنه أن يتدارك ويتعلم .مما يعني أن من منحه الترخيص رغم نقصان تكوينه العلمي هو الذي ستدفعه مثل هذه الاحداث المؤسفة منطقيا لإعادة النظر في تكوين الخطباء و ضرورة تسليحهم بمعلومات العلم الحديث .
و لتعميم الفائدة من خلال هذا المقال القصير فيمكن القول بإختصاران المغرب يوجد في غربه وسط المحيط الاطلسي ذروة وسط محيطية تنفتح في الوسط وتمتلئ بالمادة الصخرية المائعة التي قد تفوق درجة حرارتها الف و خمسمائة درجة مائوية تقريبا بفعل البركانية المحيطية المنتجة للصخور البازالتية و التي تصعد من اعماق الارض لتشكل قعر المحيط بعد تبريدها .يبلغ عرض فوهة الذروة التي تمتد على طول المحيط الاطلسي تقريبا 50 كيلومترا .و بما انها تدفع الصفيحة الافريقية نحو الشرق والصفيحة الامريكية نحو الغرب فينتج عن ذلك توسع المحيط .تسمى هذه الظاهرة بالتوسع المحيطي . و بما ان المغرب ينتمي للصفيحة الافريقية ، فحينما تتحرك الصفيحة الافريقية بفعل تلك الذروة يتحرك المغرب معها في اتجاه الشرق .و بما ان الصفيحة الاوروبية تتماس مع الصفيحة الإفريقية ، فتحرك الصفيحة الافريقية بمحاداة الصفيحة الاروبية يُحدث إحتكاكا بين الصفيحتين تنتج عنه بؤر زلازل في المنطقة تؤدي لتكسير الطبقات الصخرية .هذه الظواهرتخضع لقوانين فيزيائة صرفة تتدخل فيها المادة والحرارة والضغط و غير ذلك .و تسمى الظاهرة الكبرى التي تدخل ضمنها على مستوى الارض كلها بزحزحة القارات .
هذا هو التفسير العلمي باقتضاب لزلازل المغرب و المنطقة المحيطة ..
أما سيادة القدرة الالهية العظمى على الكون فليس لدينا في ذلك أدنى شك .و قد قلنا في غير ما مناسبة أن القدرة الالهية العظمى تتحكم في الكون من خلال قوانين طبيعية من تدبيرها .
أما إرجاع تلك الزلازل ل"غضب" القدرة الالهية العظمى فهذا إسقاط لصفات و مشاعر بشرية على شخص هذه القدرة العظمى .و الحال أن جوهرها ليس ماديا مثل البشر الناقصين لهذا السبب كما كررنا مرارا و تكرارا .و بالتالي فمن المستحيل ان تتصف بصفات بشرية .لان مشاعر الغضب تزيد وتنقص وقد يكون الغضب قليلا و قد يكون شديدا .و بالتالي من المستحيل ان تتصف القدرة الالهية العظمى التي لا شيء ينقص عندها بغير الكمال والمطلق في العلم والحضور والقوة في كل شيء.
و الاسقاط البشري لمشاعر و صفات البشر على القدرة الالهية العظمى معروف في الكتاب المقدس العبري أي قبل الاسلام باكثر من 18 قرنا اذا سلمنا بكون اقدم سفر مكتوب في هذا الكتاب و هو سفر ايوب يعود لاكثر من 11 قرنا قبل الميلاد .
للاسف أن تكراره اليوم بعد 32 قرنا من تاريخ كتابة سفر ايوب يجب ان يعتبر عيبا في ظل المعطيات العلمية التي توصل لها العلماء الجيولوجيون بواسطة العقل المعطى للانسان من طرف هذه القدرة الالهية العظمى . ما عدا اذا كان الذي يتعمد ذلك يستهدف التشفي في مآسي إنسانية و هو يعلم . هذا خارج عن نطاق معرفتنا .فالقدرة الالهية العظمى هي العالمة بنوايا البشر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam