الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألشر آليةٌ -للفوز-..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 2 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ألشر آليةٌ "للفوز"..!!
لا أُصدقُ نفسي بأنني أكتبُ عنوانا كهذا ، بل وسأستعرضُ دور الشر في الفوز (بمعركة الحياة) ،والنابع من غريزة التدمير(للآخر أو للذات) ، وصراع البقاء التي "تقود" الإنسان في "بدائيته" قديماً وحديثاً .. ورغم طبيعتي المسالمة ،فقد كانت لي مواجهات مع "الشر" (ومن يمثلونه ) وفي جميعها ،كنتُ خاسراً .. لأنني تورعتُ عن استخدام "آلية الشر" ... هل هذا دلالة على ضعف في "شخصيتي" ؟ ربما ... ولكنني راض بهذا ..
وبعد تمعن عميق ، هذه قرائتي التي لا تُلزم أحداَ ..
لكي تبقى (على قيد الحياة) وتملأَ بطنك (حِسيا ومعنويا) ، عليك الفوز بالفريسة السانحة .. وقد تكون الفريسة "طعاماً" في الازمان السحيقة ،زمن انسان الكهوف.. وقد تكون الفريسة "منصباً " أو ربحاً ماديا عاجلا .. في أيامنا هذه .
لكنك لستَ وحدك في "ميدان" الحياة ، فهناك من يطمح للحصول على الفريسة ،هو أيضاً ، لذا كان التنافس ...لكنه ليس بشريفٍ البتة ..!!
كلمات كالشرف والأخلاق ، هي الغطاء الذي يستر كل "عورات" التنافس ... فالتنافس يعني في المحصلة ، فوز لطرف وخسارة لطرف آخر .. والطرف الذي يملك آلية الشر ، هو الذي يفوز في كل الأحوال .. ولم يُكتبُ النصر للمنافسة الشريفة أبداً ...
هل هي محاولة لتبرير الشر داروينياً ؟ لا كبيرة ومدوية ... لكنها مُحاولة لفهم سبب "خسارة " الشرف والأخلاق في ميدان المنافسة ،قديماً وحديثاً ..
لم أنسَ بتاتاً ، البديهية القائلة ، بأن المصالح هي التي تُحركنا وتدفعنا ،أفراداً وجماعات. ولكن المصلحة في النهاية ، لا تأخذُ بعين الإعتبار ، ماذا سيلحق بالآخر جرّاء تحقيقها ...فالمصلحة هي التعبير عن الأنانية والذاتوية المفرطة ..!! لكن مَن مِنّا لا يحب نفسه حتى النرجسية ..!!
الفلسفات والأديان ، انتبهت الى هذه الحقيقة ، لذلك كان جل تركيزها على نقيض "آلية" الشر، ركزت على الشرف والأخلاق ... فبدلاً من الفوز والكسب العاجل ، وعدت الانسان بكسب آجِل ، وطالبته بالتعاطف مع الآخر ، مساعدته ، محبته وبناء علاقة معه على اساس "الأخوة" ، وليس كعدو منافس .. لكنها لم تنجح في تغيير "بُنية" الشر المتأصلة ..
الدولة ، كل الدول ، حاولت تقنين الشر، لصالحها ، فهي تملك الحق في القتل ، والسرقة من جيوب المواطنين وتوزيع ثروات البلاد على أبناء الطبقة الحاكمة ،.. لأنها تحتكر الحق في استعمال القوة ، طبقا لمصالحها ... أما "روبن هود " أو الصعاليك فهم خارجون عن "القانون" .. "الدولة" تفوز دائما والشعب يخسر دائماً.
ولربما تكون للتجربة الحياتية (لكل فرد أو مجموعة على حدة) ، دورٌ في رؤية "الشر" من هذا المنظار .. فمثلنا يقول "يحمدُ السوق من ربح " ، فالرابحُ بواسطة آلية الشر ،سوف يتعامل مع الأمر ، من مُنطلق الشطارة والقدرة ، الحنكة والخبرة ، ولن يتعامل مع " آليات التنافس " التي انتهجها على أنها غير أخلاقية أو غير شريفة ..
أما الخاسرون في ميدان التنافس ، لأنهم لم يتمكنوا من "زج" كل الشر الذي يملكونه في ميدان "المعركة " ، لأسباب ذاتية وقد تكون هذه الأسباب "أخلاقية "، بمعنى ،بأنهم آمنوا بقيمٍ غرسها في نفوسهم "الفائزون" السابقون ، الحاليون واللاحقون ، قيم "التنافس الشريف" ، " والشطارة" .. والتي تلعب دور "المورفين" الطبي المستعمل في التخدير ...
الخوف مما يحمله المستقبل ، كان الدافع الأول "لتخزين " الثروات (الطعام) ، وبدأ السلب والنهب ، الذي لم يختفِ من الوجود حتى يومنا هذا ...
الاستيلاء على ما بيد الآخر ومنذ بدائية البشرية ( ولدى الحيوانات أيضاً) ، هو الآلية للبقاء والفوز في الصراع ... وهذا غير "أخلاقي" ..لكن عندما تتوفر القوة التي يتم استعمالها بشكل "شرير" ، يصبح هذا العمل أخلاقيا ..
الشر هو الأصل ... وهو وسيلة للفوز" بالفريسة " والقوة ، بينما "الاخلاق" هي تعزية لنفوس الضعفاء الخاسرين ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخلاق تنهزم في ميدان المنافسة غير الشريفة
ليندا كبرييل ( 2016 / 2 / 3 - 06:38 )
تحياتي أستاذ محاجنة المحترم

استلهمت عنوان تعليقي من مقالك القيّم

كأنك كتبته عني،وجدت صدى كلماتك في كل جملة

وانتهيت بقولي

الغاية تبرر الوسيلة
صدق ميكيافيلي العظيم

لا يعقل الشر إلا وعي الإنسان على مبدأ أخلاقي هو:
ألا نفعل بغيرنا ما لا نرضاه لنفسنا

الناس بغاية إلحاق الشر يرتكبون أفعالهم مع سبق الإصرار والتعمد والوعي

وقد تكون(غايتهم) نابعة من حسن نية،أو تكون من سوء قصد
وبأية(وسيلة)ارتُكِبت الأعمال، ففي الحالتين لحسن النية أو لسوئها،فقد نتجتْ أخطار

عندما رأيت الهدف البديع لمارادونا في كأس العالم86
لم أتقبّله
هزّ قيمة رياضية سامية
واهتز هو أيضا بنظري لأنه لم يعترف وبرر أنه دخل بيد الله
هو كابن جيراننا الصبي (صالح)الكاذب،لاعب الفوتبول المراوغ

لو كانت الأديان تعقل الشر لما ظل الإنسان لمئات السنين يسيء لأخيه الإنسان
لكن الأديان لا تفعل شيئا،بل تفرّق بيننا

ما العمل إذاً؟
المعوّل على ثقافة الإنسان ووعيه على خطئه والعمل الجاد على التراجع ورتق الفجوة بينه وبين الآخرين بنية صادقة

فهناك أفعال شريرة لا يطالها القانون العام

لكن هناك القانون الداخلي( الوازع الضميري)وهو الذي يعطي هوية للإنسان


2 - عن الخير و الشر - 1
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 3 - 07:28 )
أخي العزيز قاسم بعد التحية القلبية و السلام،

الحاجة هي الأصل، و الطريقة التي يتَّبعها المحتاج لإشباعها تتحول إلى خير أو شر، لذلك فالخير أصيل أصالة الشر، و الشر وجهُه ُ الآخر.

فهم َ الإنسان أن الحاجة التي يتمُّ إشباعها بالشر قد تنقلب ُ عليه شرَّا ً، فعقد الاتفاق َ مع الآخر على وسائل َ إشباع مُرضية للطرفين كانت خيرا ً عامَّاً، و توسَّع َ في هذا المفهوم عند قيام الدول حتى وصلنا الآن إلى القرن الحادي و العشرين،،،

،،، و هذا ما تفعله دول العالم الأول فهي تسن القوانين التي تضمن إشباع الحاجات الغريزية الأساسية: توفير مأكل، مشرب، مسكن، ملبس، أمان، علاج، بواسطة نظام اقتصادي قوي صحي،،،

،،، و تحتوي دساتيرها على اعتراف بالحاجات الأعلى: حاجة توكيد الذات، حاجة التميز، حاجة الحرية، فتضمن كافة الحريات،،،

،،، و بهذا يختفي أو يقل إلى درجة كبيرة الدافع لاتكاب الشر: سرقة، غش، قتل، اغتصاب حقوق، و يقل عدد المجرمين،،،

،،، و بالتوازي مع السابق تكون ُ القلوب سلامية و الأعصاب مُرتاحة، فيبرز خير الإنسان أكثر.

إذا ً نحن ننظر إلى معادلة إشباع تُعلي من شأن الخير و تخفِّض الشر بقوة الحضارة

يتبع


3 - عن الخير و الشر – 2
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 3 - 07:34 )
تابع

إذا ً نحن ننظر إلى معادلة إشباع تُعلي من شأن الخير و تخفِّض الشر بقوة الحضارة و بآلية القوانين.

عندما يغيب القانون و تحضر الفوضى (بسبب ربما تسونامي، زلزال، كارثة طبيعية، تمرد مسلح) تختفي الآلية الضامنة لإشباع الحاجات بدون منافسة شديدة، فيعود الإنسان للمبدأ الفردي الأول، فتحدث الشرور.

لا يمكن إلغاء الشر من الإنسان، هذا مستحيل، فهو جزء من طبيعته، لكن يمكن و يجب أن نضمن بقاء الدولة و القانون المدني العلماني كما في الغرب حتى يصعد الخير و ينحدر الشر.

بعض الشر مطلوب في الحياة خصوصا ً في مواجهة بشر بوهيمين غير منضبطين، و هو حق مشروع للدفاع عن النفس و الحق، و لا غبار على ذلك ما دام هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الحياة.

لاحظ هنا هذه المعادلة: شر يؤدي إلى خير، و هذا ليس بتناقض أبدا ً، لكنه انسجام تام مع الحقيقة البيولوجية الداروينية و هي: الحاجة، التي تعبر عن نفسها من خلال آليتي: الخير و الشر، فإذا ما تجاوزنا الآلية عودة ً نحو الحاجة وضحت الصورة.

أمنا الغولة، و الآلهة الهندية: الأم كالي، خير دليل على إدراك الإنسان البدائي

يتبع


4 - عن الخير و الشر – 3
نضال الربضي ( 2016 / 2 / 3 - 07:38 )
تابع

أمنا الغولة، و الإلهة الهندية: الأم كالي، خير دليل على إدراك الإنسان الحالي و قبله البدائي للوحدة داخل ما يبدو أنه متنقضا الخير و الشر، فالأم خير لكنها غولة تأكل أبناءها أي شر، و كالي هي إلهة دموية مفترسة لكنها أم خيرة!

كن طيبا ً شريرا ً، و شيطانا ً صالحا ً، و ستعيش ُ خبرة َ الإنسانية كاملة ً!

دمت بكل الود!


5 - الأخلاق تنهزم في ميدان المنافسة غير الشريفة
ليندا كبرييل ( 2016 / 2 / 3 - 08:02 )
تحياتي أستاذ محاجنة المحترم

استلهمت عنوان تعليقي من مقالك القيّم

كأنك كتبته عني،وجدت صدى كلماتك في كل جملة

وانتهيت بقولي

الغاية تبرر الوسيلة
صدق ميكيافيلي العظيم

لا يعقل الشر إلا وعي الإنسان على مبدأ أخلاقي هو:
ألا نفعل بغيرنا ما لا نرضاه لنفسنا

الناس بغاية إلحاق الشر يرتكبون أفعالهم مع سبق الإصرار والتعمد والوعي

وقد تكون(غايتهم) نابعة من حسن نية،أو تكون من سوء قصد
وبأية(وسيلة)ارتُكِبت الأعمال، ففي الحالتين لحسن النية أو لسوئها،فقد نتجتْ أخطار

عندما رأيت الهدف البديع لمارادونا في كأس العالم86
لم أتقبّله
هزّ قيمة رياضية سامية
واهتز هو أيضا بنظري لأنه لم يعترف وبرّر أنه دخل بيد الله
هو كابن جيراننا الصبي(صالح)الكذاب،لاعب الفوتبول المراوغ

لو كانت الأديان تعقل الشر لما ظل الإنسان لمئات السنين يسيء لأخيه الإنسان
لكن الأديان لا تفعل شيئا،بل تفرّق بيننا

ما العمل إذاً؟
المعوّل على ثقافة الإنسان ووعيه على خطئه والعمل الجاد على التراجع ورتق الفجوة بينه وبين الآخرين بنية صادقة

فهناك أفعال شريرة لا يطالها القانون العام

لكن هناك القانون الداخلي( الوازع الضميري)وهو الذي يعطي هوية للإنسان


6 - العزيز نضال لربضي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 3 - 10:15 )
سلام يا صاحبي
شكرا على المداخلة القيمة ... وكتاباتك تستدعي عمقا ضروريا للتمعن فيها .. لستُ من -المؤمنين- بالدواليزام(الثنائية)، فانا اعتقد بأن الأصل هو -أسألك اللهم نفسي- !!
لذا فكل وسيلة تكفل البقاء كانت وما زالت (مع بعض التقييد) مشروعة وحتى -أخلاقية- !!!
لا يعني هذا بأنني أبرر للميكيافيلية ، لكنني اعتقد بأن محاولات قمع الشر في النفس البشرية ، لن -تتوفق- ...
الفوضى الخلاقة ، هي الشر المطلق والخالص ،في السياسة ...وتقديس مقياس النجاح بمعايير مادية ، هو شرٌ أيضا ..
الانسان ، وكما تقول ، إذا توفرت له حاجاته الأساسية ، قد يُطور بُنى أخلاقية تستنكف عن استخدام الشر ، لتحقيق ذاته ورغباته ..
شكرا لاثرائك النقاش


7 - الزميلة العزيزة ليندا المحترمة
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 3 - 10:22 )
تحياتي الحارة وخالص امتناني على الاطراء .
نعم ، يستطيع الانسان ان يطور رقيبا داخليا ، لكن هناك ضرورة لتحييد كل العوامل التي تدفع الانسان نحو -الشر- ..
وهذا يتوفر عندما يتم توفير حاجات الانسان الأساسية وتحقيق ذاته أيضا ..
وتبقى الأمور نسبية ..
لك مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. ما أبرز رهانات الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسي


.. كلمة رئيس حزب -فرنسا الأبية- جان لوك ميلنشون عقب صدور نتائج




.. بسبب التنقيب عن الآثار.. مقتل طفل بجريمة مروعة في مصر


.. بالمسيرات الانقضاضية.. حزب الله يستهدف إسرائيل.. والغرب يحذر




.. حزب الله.. القدرات العسكرية | #التاسعة