الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظواهر النقص المميتة عند تنظيم داعش ( الدم الدم الهدم الهدم )

احمد حسن العطية

2016 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يسجل احد منظري السلفية الجهادية في العصر الحديث بعض الملاحظات وظواهر النقص عند تنظيم داعش والتي وجدتُ من الضروري نشرها الترويج لها لعل وعسى أن تَطَلِع عليها الأجهزة الأمنية والاستخبارية والمختصون ويستفيدوا منها في حربهم ضد قتلة النساء والأطفال داعش :
1- فشل التنظيم في التوحد مع الأمة الإسلامية وجرها إلى مشروعه , فتحول إلى تنظيم شاذ منبوذ في المجتمع , ومن هذا يجب أن تستفيد الجهات التي تحارب التنظيم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها من العزلة التي تحيط بالتنظيم وكوادره بجر الحاضنة التي توهمت إن تنظيم داعش هو الأمل والمخلص من طائفية حكومة المالكي التي تتحمل السبب الأكبر في تنامي حواضن التنظيم في مناطق الموصل والرمادي وصلاح الدين التي كان يتم التعامل مع أهلها بريبة وشك واضطهاد .
2- الكِبر المتمثل في توهم داعش أنها الوكيل الحصري والمعتمد للمشروع الإسلامي وإنها هي وحدها من ستقيم دولة الإسلام في الأرض , وهذا الكِبر الذي يتعامل به التنظيم لا يتماشى مع الشخصية العراقية فالشخصية العراقية ذات طابع عشائري بدوي إلى حد بعيد , والطبيعة البدوية لا تتحمل الاضطهاد والتبعية , كما إن معظم سكانها ليسوا من ذوي الخلفيات الدينية والتطرف وقيم العشيرة والعرف عندهم أقدس واهم من المفاهيم الدينية فمثلا ولحد اللحظة ( النساء في تلك المناطق لا ترث أبيها وإنما الأولاد الذكور فقط هم من يحق لهم الإرث رغم إن الدين والقانون الوضعي يقول عكس ذلك ) , والعقلية التي تحرك تلك المناطق هي شعار ( آني واخوي على ابن عمي , واني وابن عمي على الغريب ) . وهذا بالضبط ما تحتاجه الجهات التي تحارب داعش فداعش كلها غرباء لا يعرفون التعامل مع المجتمعات وفق عقلية المجتمعات وإنما يتم التعامل مع الناس وفق نظرية إن الدواعش هم ( الناطقون باسم السماء ) وكل قيم العشيرة والعرف يجب أن يتم صهرها داخل منظومة القيم الداعشية وهذا ما لا يتحمله المجتمع السني العربي ذو العقلية البدوية , لذلك على المختصين تسليط الضوء على هذا ووضع إستراتيجية اجتماعية للتعامل مع الحواضن , واستهداف عقليتها لجرها لصف التحالف الذي يستهدف داعش .
3- يتميز الدواعش بشكل خاص بالجهل بالإحكام الشرعية , ويتميز منظريهم وشيوخهم بالجهل والجرأة على الفتوى دون الاعتماد على التحليل المنطقي والفلسفي على مادة الفتوى , حيث أنهم يعتمدون مبدأ ( اعتقد ثم ابحث ) ومن هنا يظهر التطرف والتشدد فهم يعتقدون قبل الفتوى لذلك ففتواهم تتناسب مع أهوائهم وتبتعد عن قواعد الشرع الصحيح التي تحترم دم ومال وعرض الناس التي يبيحها داعش بكل سهولة . لذلك لزاما التأسيس لمؤسسات فقهية تعمل على تفكيك الفتاوى المتطرفة بمعاول العقل السليم والشرع الإسلامي الصحيح الذي يعتمد التسامح كدستور حياة . وهذه مسئولية حكومات الشرق الأوسط والدول التي يتواجد فوق أراضيها داعش لأنها ومجتمعاتها مهددة بالخطر .
4- يتميز المنتمين لتنطيم داعش بضعف التربية الدينية واقتصارها على ( أكاذيب الانترنيت ) حيث نشأ جيل تربى على الإصدارات الجهادية الصادرة من منتديات الجهاد المخترقة من الغلاة وعملاء المخابرات المختلفة . لذلك صارت الحاجة ملحة لاستهداف هذه المنتديات بشكل أو بآخر للحد من تورط الشباب الفارغ والخاوي فكريا في أعمال القتل والذبح التي تنتهجها داعش وهذه مسئولية الحكومات الموجودة في الشرق الأوسط عموما وفي العراق وسوريا خصوصا حيث عجزت تلك الحكومات عن ترويض الشباب وبناء منظومة تحميهم من الغلو , كما عجزت عن توفير فرص عمل كريمة تحميهم من الانجراف وراء التطرف وأهله . كما ينبغي السيطرة على منظومة النت التي يعتمدها داعش في ترويج أفكاره وتجنيد الشباب للانضمام إلى دولته الموهومة وهذه مسئولية التحالف الدولي وحكومات المنطقة .
5- فلسفة التيار الجهادي المتطرف قامت على نظرية وجود مجموعة منظمة ومدربة تدريبا عاليا مرفودة بأصحاب الإمكانات المختلفة حيث تستطيع توجيه ضربات قاصمة للأنظمة والحكومات والتي بإسقاطها تقوم دولة الإسلام التي ستبايعها الأمة , وهذه النظرية لا تستند إلى رؤية واقعية للأحداث كما إن إدارة الدول وبناء الأمم يحتاج إلى إمكانات علمية وإدارية وسياسية كما تحتاج إلى اعتراف دولي وهذا ما دونه خرق القتاد فمن المستحيل أن يعترف العالم بدولة الخلافة الموهومة بقيادة البغدادي . وما حالة الموصل الآن و# مشانق _ الجوع التي نصبها الخليقة للأهالي إلا دليل على فشل دولة الوهم في إدارة مدينة فما بالك بدولة يسعى التنظيم إلى تأسيسها . كما انه لا يجب أن لا نغفل عن شعار التنظيم الموسوم ( الدم الدم الهدم الهدم ) والذي حققه بجدارة منقطعة النظير فلم يحصد أهالي المناطق التي سيطر عليها التنظيم سوى المزيد من الدماء المسفوكة وهم يعيشون في هدم مستمر لممتلكاتهم وأرواحهم والذي واتته الفرصة للهروب أصبح يعيش قي مخيمات تفتقر إلى ابسط مقومات الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن