الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب حرب دولية على النقاب

بارباروسا آكيم

2016 / 2 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بتاريخ 06 / 07 / 2014 كنت قد نــشــرت مقالاً على الحوار المتمدن تحت عنوان ( حظر النقاب ) ، تناولت فيه قرار المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان ومقرها ستراسبورج ، حيث كانت المحكمة قد أَصدرت قراراً أَيدت فيه الحَظْر الذي فرضته فرنسا على النِقابْ في الأَماكِن العامة.! وها أَنا اليوم أُعيد النـشـر بنفس الفكرة ، أَي هل النقاب حرية شخصية أَم له بالفعل مساس بالصالح العام

والسبب هو تكرار هذا الهوس بين الفينة والفينة . آخر الأَخبار كانت من انجلترا ..قال رئيس هيئة مراقبة جودة التعليم وخدمات ومهارات الأطفال في بريطانيا "اوفستيد"، سير مايكل ويلشو، إن مفتشي الهيئة في انجلترا لديهم صلاحية تخفيض تصنيف بعض المدراس التي تسمح بارتداء الطالبات المسلمات النقاب.
وقال ويلشو إن المفتشين قد يخفضون من تصنيف المدرسة إلى درجة "غير مؤهلة" إذا تبين أن النقاب "يُشكل حاجزا أمام عملية التعليم
وأعلن "دعمه الكامل" لمديري المدارس الذين يسعون لمنع النقاب.

وطبعاً لا أُريد الخوض في تفاصيل الخبر ، ولكننا سنناقش اليوم الآثار السلبية لهذه الظاهرة المسماة بالنقاب وهل النقاب يدخل ضمن إِطار الحرية الشخصية للفرد !؟

وللأجابة على السؤال ، لابد أن نمر على جموع المعترضين فيجب على من يندد بهذه القرارات اولا أن يعرف أن (الحرية الشخصية للفرد) تنتهي عند حدود حرية الآخرين .! كلنا نعلم أن الوجه -وجه الأنسان- هو أبرز علامة من علامات التواصل الأجتماعي، وأن الأنسان حينما يخفي وجهه عن الناس لسبب ما .. فهو بذلك يرفض التواصل مع الآخرين.!
وبالنسبة الى النقاب فأن معظم النسوة اللواتي يلبسن هذا الزي هن وعوائلهن من المهاجريين القادميين مما يُسمى بـالعالم العربي والأسلامي - وأتكلم هاهنا تحديدا على فئة المتدينيين -، والذين يعانون مشاكل أَصلاً في قضية:((الإِندِماج المُجتمعي)) فهم يزدادون عزلة على عزلة.! هذا بالإضافة لكونهم عالة على المجتمع من مختلف النواحي

النقطة الثانية في هذه القضية هي التقليل والتحقير من قيمة المرأة.! فحينما يكون العنوان العريض : لـــ (( لِبسْ النِقاب)) ، هو أَن المرأة عورة ، فبالتأكيد ماينتج عن هذا هو جيل مسخ ومشوه
وحتى لا يأتي من يتقول علينا ويبدأ بالعك واللك بشرح هذه القمامة الصحراوية وكأننا لانعرف الإسلام ، نضع المصادر ليتأملها أَصحاب الشأن

هذا كتاب : فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف حول النقاب ، سلسلة فتاوى كبار علماء الأزهر الشريف (6 ) تقديم جماعة من العلماء ، ص 7 ، الناشر : دار اليسر ، القاهرة ، الطبعة الثالثة 2010 م

يقول الشيخ أحمد محرم الشيخ ناجي:(( ولم نر فتوى لعالم من هؤلاء ترفض النقاب أو تعده عادة أو ثوب شهرة يجلب للمتسترة به أشد الوعيد.! وها هو ذا فضيلة الشيخ حسنين مخلوف أحد المولين منصب مفتي الديار المصرية يقول بعد أن اجاز كشف الوجه والكفين للمرأة أمام الرجال الأجانب عنها:( نعم هناك من يرى أن الوجه عورة كما سبق في عبارة الشوكاني ، وهناك من يرى أنه ليس بعورة ولكن يجب ستره خوف الفتنة ...) الى أن يقول : وليس للمقلد لمذهب بعد أن استقرت المذاهب أن ينقض مذهبا بمذهب ولاأن يطعن في حكم مدون في مذهب بمجرد مخالفته لحكم مذهب اخر منهم ) وبعد فأن الحق أبلج والباطل لجلج وان للحق رجالا يعرفون به ويعرف بهم ..الخ)).
يعني بإختصار هم يرون في المرأة قنبلة جنسية ، وهناك من أَشباه الدواعش من يرى بقول الشوكاني بعدم كشف الوجه كونه عورة.! وان هذا ((أي النقاب )) لم يعترض عليه احد من علمائهم وهذا طبعا يتناقض جملتا وتفصيلا مع المواثيق الدولية والقوانين الحديثة التي تكفل تساوي الجنسيين وأن هذه التعاليم الأسلامية تحقر بلا شك من قيمة المرأة العصرية.!

نعيد ونكرر .. هذا مدلول عنصري لا يمكن القبول به في دولة عصرية متحضرة تسودها قيم العدالة والمساواة .
نأتي الآن الى أَضرار مايسمى بالنقاب على المنظومة التعليمية ، يعني لنتخيل فقط مدرسة لغة انكليزية مثلاً تشرح للطلاب دون أَن يرى الطلاب وجهها ! عملية التواصل بين الكادر التدريسي والطلبة عملية مهمة جداً بل في صلب العملية التعليمية ووجه الإنسان هو أَحد أَبرز مظاهر التواصل
نقطة أُخرى وهي نقطة الزي المدرسي بالنسبة للمدارس التي تفرض زي موحد على الطلبة ، فمن المفروض أَن لايكون هناك معاملة تفضيلية لأَحد ! والمسلمين ليست قرعة أَبوهم حمرة حتى يتم إِستثنائهم من الزي الرسمي
كذلك لايمكن أَن نغفل أَهم عامل وهو العامل الأَمني ...فكلنا نعلم أَنَّ زِيّاً يُخفي وجه الإِنسان في مكان عام لهو تهديد خطير جدا لأمن وســــــــــــلامة المواطنين.!

تخيلوا ايها الإِخوة أن هناك مجموعة ارتدت زي الننيجا او قناع الأناركيين مثلا.! وارادت الدخول الى بنـك معين أو أي مؤسسة عامة.. فهل سيسمح لهم بذلك أَم ستتحرك القوى الأَمنية المخولة بحماية المكان ضدهم بسرعة ، بالتأكيد سيتحرك رجال الأمن ضد مايعتبرونه تهديدا.! لأن اخفاء الوجه في مكان عام هو تهديد للسلامة العامة.. هكذا النقاب أَيضاً هو خطر على السلامة العامة ، أو تخيلوا مثلا أن هناك منقبة دخلت الى ميتم للأطفال أو مدرسة ابتدائية.! فهل سيسمح لها ياترى بالتواصل مع الأطفال؟؟ بالتأكيد ستثير الشكوك والرعب لأهالي الأطفال والكادر التدريسي كما الأطفال أنفسهم .
أَقول: عن نفسي لست مضطرا أن اعيش وعائلتي جو التوتر والرعب في أي مكان عام ، بسبب وجود شخص يرفض أن يكشف وجهه كباقي خلق الله.! ولا أعرف ماهو هذا المخلوق الظاهر امامي بسبب زي الننيجا الذي يرتديه .! هل هو رجل أو امرأة أم منحرف محكوم أم سوابق أو شخص مختل قد هرب من مصَحَّةٍ ما .! مجرد جلوسي بالقرب من انسـان يرفض أن يكشف وجهه لأي سبب كان فأن هذا يشعرني بالتوتر.! وبالتأكيد لن اسمح لهكذا مخلوق الدخول الى بيتي أو الأقتراب من عائلتي.. ولكن يجب أيضا ألا يكون هذا مجرد تصرف على صعيد شخصي بل تكون حرباً دولية على آفة النقاب

فشخص مقنع يرتدي كيس اسود في مكان عام هو تهديد حقيقي لسلامتي وسلامة عائلتي بل وسلامة جمهور المواطنيين العاديين.. لمن يطالع منكم الأخبار ايها الأخوة القراء أو الصحف الغربية أو مختلف وسائل الأعلام الأجنبية أو حتى نشرات الشرطة الدولية (( الأنتربول )) سيلاحظ أنه في حال ارادت القوى الأمنية المكلفة بحفظ أمن البلد..اعتقال شخص هارب أو مشتبه به بعملية ارهابية أو جنائية اعتيادية أو شيء من هذا القبيل فأنها أول ماتعمد اليه هو نشر صورة الشخص المشتبه به وتطلب تعاون المواطنين في تقديم المعلومات عنه.! لذلك فأن المقنعيين هاهنا يسببون ارباكا مجتمعيا وامنيا وعلى مختلف الصعد..وهذا مايجب أن نقف جميعا ضده.

على كل حال أَنا مايعنيني هو الصالح العام ، المسلم انسان له كامل الحرية والحقوق والأحترام ، ولكن هذا لايجب أن يكون على حسابنا أو حياتنا ولايجب أيضا أن يكون هناك معاملة تفضيلية لأحد... كل المواطنيين سواء أمام القانون ، لا أقنعة في المؤسسات والدوائر العامة يعني لااقنعة وانتهت القصة عدا هذا فأن بأمكان اي شخص أن يرتدي في بيته قناع سبونج بوب أو ميكي ماوس أَو النقاب أَو قناع السيد زورو أو أي شيء يحب فله ذلك.! فهذه حياتكم الشخصية عيشوها بالطريقة التي تحبون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا