الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوذة إقتصادية (1)

موسى راكان موسى

2016 / 2 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




من السهل جدا أن نزعم أن أي حرب قامت أو ستقوم ، أساسها الإقتصاد ، كما من الممكن أن نتعلل بالإقتصاد لتفسير أي حلول للفوضى أو قيام للثورات ، أو العكس [ الإستقرار و دوام الوضع أو الحال ] . لكن هنالك عدد من الصفات التي تترافق مع تناول الإقتصاد من قِبَل البعض ، الذين يلجأون إلى الإقتصاد لغاية الإنتصار لمساعيهم المموهة أو لضعف حججهم أو لحجب مغالطاتهم ، حتى أمسى تناول الإقتصاد في التحاليل و التفاسير شعوذة ؛ نميل لتسمية هذا الوضع بـ( شعوذة إقتصادية ) .

هذه الصفات من وجهة نظرنا تتعدد إلا أنها تلعب نفس الدور [ جوهر واحد لكن المظاهر متعددة ] ، و قد تتداخل مع بعضها البعض في التفسير أو التحليل الذي يلجأ صاحبه إلى ما أسميناه ( شعوذة إقتصادية ) ــ يمكن أن نلخصها بالتالي :
1. طلسمة الإقتصاد .
2. بارانوئية الإقتصاد .
3. ميتافيزقية الإقتصاد .
4. مركزية الإقتصاد .


في هذا الجزء سيتم تناول { طلسمة الإقتصاد } ؛ فما الذي تعنيه { طلسمة الإقتصاد } ؟! .
الطلسمة هنا نعني بها سلوك ينتهج : الغموض و القفل . و هو بالإقتصاد أعرف من أن يكون فيه أعرف ؛ بمعنى أنه يجهل الإقتصاد نفسه و حركته ، لكنه رغم ذلك ، يقوم بتوظيف الإقتصاد في تحاليله و تفاسيره ــ و التي يكون الإقتصاد فيها غامضا ، في هيئة القفل الذي يتوجب على الآخر أن يفتحه أو يكسره ، لكي يحيط حقا بالتحليل أو التفسير .

حل أو فك هذا الطلسم يكمن فيه نفسه ؛ ففك الطلسم لا يتم بدون وجود الطلسم ــ تناول الإقتصاد نفسه و علاقته بالتفسير أو التحليل ، بلا أي غموض ، و دون أي أقفال إقتصادية // فالإقتصاد ليس طلسما ، لكن فعل الطلسمة هي التي تُصيّره طلسما .

طبعا لسنا ملزمين بفك الطلاسم بأنفسنا على غرار رجال مكافحة السحر و الشعوذة ، يكفينا أن ندعوا صاحب التفسير أو التحليل إلى فك طلاسمه بنفسه ــ أي ليزيل الغمضنة الإقتصادية في تحليله و ليفتح أقفال تفسيره الإقتصادية . صحيح أن ذلك قد يُحرجه أو يجعله يخرج عن طور الهدوء الذي ربما كان فيه ، لكن فليكن ، فما دام طلسم الإقتصاد إنتصارا لمساعيه المموهة ، أو دفاعا عن حججه الواهية ، أو تغطية لمغالطاته عنا ، فالواجب يقتضي فك الطلسم لتبيان الزيف و الضعف و الغلط .

فعلى سبيل المثال ــ لا أسهل من أن يقول أحدهم ، أن حرب تحرير العراق ، كان سببه الإقتصاد . فإن كان ممن يطلسمون الإقتصاد ، فما أن تستزيده في توضيح هذا السبب [ الإقتصاد ] ، حتى لتتبيّن جهله في الإقتصاد ، أو مقدار تجريدية فهمه الإقتصادي ، أو ما يحفظه عن معاداة الغرب الإمبريالي من كراريس مُغبرة مُعتقة إيديولوجيا ؛ فالمُطلسم إما جاهل ، أو تجريدي ، أو إيديولوجي مُعادي للغرب .

فلمناقشة جدّية مفيدة لتحليل أو لتفسير مُقدم عن حرب تحرير العراق ، يجب فك طلسم الإقتصاد [ أو تجنب الطلسمة ذاتها من البداية ] ــ ليس شرطا أن تكون التحاليل أو التفاسير الغير مُطلسمة بالإقتصاد مُتشابهة أو مُتوافقة ، فالغاية من فك الطلسم ليس تبني تحليلا معينا أو تفسيرا محددا ، إنما الغاية الغربلة ؛ لتصفية الأوهام و المغالطات ، ليس إلا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة