الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله البدائي !

منال شوقي

2016 / 2 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل نحن أكثر تطورا و تقدما من الله ؟
يبدو أنه نعم , فوسائل الله البدائية في الإتصال خير شاهد و للدقة اقول : خيال مختلقه و المتحدث بإسمه كان بدائيا و يناسب المستوي المتواضع الذي كانت عليه المخيلة البشرية في عصر لم تكن فيه يد العلم و التكنولوجيا و الابتكار قد تدخلت بمفعولها السحري بعد .
و خذ مثالا بسيطا : كيفية الإتصال و نقل المعلومات قديما و حديثا
فقديما كان الملوك يرسلون الرسل لتبليغ الرسالة إلي عموم الشعب و قد رأينا في المسلسلات المصرية التاريخية كيف كان الرسول المبلغ للرسالة يطوف بالأحياء المختلفة قارعا طبلته و مناديا ( يا أهل المحروسة إسمعوا وعوا و الحاضر يعلم الغايب .... الخ )
.
و بدائية الألية التي استخدمها الاله في نقل رسالته لا تختلف ابدا عنها في عصر الحمام الزاجل
فالمرسل ( الله ) يضع الرسالة في قدم الحمامة ( جبريل ) لتطير تلك و تحط علي مقر المرسل اليه الذي يقرأها ثم يبلغها لعموم الناس .
و قارن الأن بين تلك الكيفية او الالية و بين عصر الهاتف النقال او حتي ذاك الأرضي و فأنت لست بحاجة لرسول وسيط يركب فرسه حاملا لك خطابا و لست بحاجة الي ساعي البريد ايضا طالما لديك هاتفك و بريد الكتروني و بالتأكيد لست بحاجة لاستقبال الرسائل عبر الحمام الزاجل لأن هاتفك النقال في جيبك .
و ذاك الجهاز الصغير و الذي تستطيع أن تخفيه عن الانظار مستقبلا مكالماتك عن طريق سماعة صغيرة لا تُري في اذنك فيظن من يراك من العصر النبوي أنك تكلم نفسك لهو كلمة السر في دليل تفوق الإنسان علي الله في خصوبة الخيال و تكنولوجيا الإتصالات و أليات الإبتكار و الإبداع .
الله لم يستطع أن يتخيل أنه كان من الممكن أن يخلقك بجهاز إستقبالك الذاتي لرسائلة مباشرة و التي يوجهك من خلالها لمعرفة الحق و الباطل أو الخير و الشر بحسب المعايير الإلهية فيكون دماغك مزودا بملكة او بموهبة تشبه الذاكرة ( كارت ميموري ) فتعلم ما يريده منك و تعلم بوجوده قبل كل شيئ عن طريق مُستقبِلك الشخصي من الإله رأسا إليك و ضميرك و خبراتك المكتسبة .
لديك فطريا أليات متطورة في جسمك كأن تأكل حين تجوع و أن تنام حين تتعب و أن تتصبب عرقا حين تخاف و لكن إله الأديان لم يكن في وسعه أن يطور جهازك العصبي لاستقبال رسائله و اوامره و ارشاداته .
لماذا إذن يستطيع جسمك أن يخبرك بأنك مريض و لا يستطيع أن يتواصل مع الله ؟ و علي الأقل كان الجميع علم بوجوده و برسائلة و لتعلب علي مسألة العصور الخالية من الأنبياء و الشعوب التي لم تسمع به حتي !
إن إمكانياتك العقلية و وظائف جسمك و جهازك العصبي و قدراتك الذهنية قد تطورا ليتناسبوا مع ما هو موجود حولك بالفعل , اي مع الحقائق و ليس مع الأوهام و اولها الإله الذي في رأسك ,
و في حين أن جسمك - في محاولة منه للتكيف مع الجوع - سينقل اشارات عصبية الي دماغك بانخفاض مستوي الجلوكوز فيرسل الاخير اوامر لانزيمات معينة لتُحث بنكرياسك علي اطلاق هرمون الجلوكاجون و الذي سيحول الجلوكوجين المُخزن في كبدك الي جلوكوز يستخدمه جسمك كطاقة في حال عدم حصولك علي وجبتك فإن الإله و الذي من المفترض أنه هيأ و نظم هذا كله لم يستطيع أن يخلق فيك إمكانية التواصل معه فاحتاج لرسل لإبرام المفاوضات و المعاهدات بينك و بينه , و حتي هؤلاء الرسل إحتاجوا لوسيط ينقل الرسالة من السماء إلي الأرض و يبدو أن هذا كان ضروريا و إلا ما وجد جبريل أو الروح القدس عملا !!!
و يبدو أن الأخير لم تكن صحته علي ما يرام عندما بُعِث موسي فاضطر الله أن يكلمه بنفسه .
هكذا تعمل الحقائق الملموسة بمنتهي التطور و الانسيابية و ليس ببدائية القرون الأولي , ملاك أو ساعي بريد طائر في السماء يذكرني بالبريد الدولي و رسول علي الأرض أو ساعي بريد محلي يستقبل الرسالة و يفضها ثم يسمع ثم يبلغها للمرسلة إليهم .
و نفس الأمر ينطبق علي النار التي إحتاج الله ليوقدها إلي حجارة و ناس و هي مشتعلة منذ قرر خلق الإنسان بالمناسبة و لم يخطر في بال الله تكنولوجيا العذاب الذاتي بمعني الشعور بالألم دون أن يضطر لإشعال حفرة النار إياها .
إن الله البدائي يناسب عقلية من إخترعوه و بدائيتهم و مستوي خيالهم المتواضع و الذي هو ثمرة مشاهداتهم للبيئة و مفرداتها من حولهم كطائر يحلق بجناجين و نار تحرق أما موجات الأثير فلم يستطع الله أن يأتي بمثلها لأنه لم يعرف التكنولوجيا و كيف يعرفها و المتحدث بلسانه و وكيله الحصري علي الأرض لم يعرفها في الأساس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجنة
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 4 - 04:06 )
حتى الجنة التي وعد بها الله البدائي عباده الصالحين من امة الاسلام هي جد بدائية ولا ترقى الى ما وصلت اليه الانسانية حيث لا وجود فيها الا لقوارير من فضة وارائك واكواب وبسط وخيام ولحم طير وفاكهة وخمر ونساء كما ان هذا الله لن يكون له اي شغل سوى اعادة اغشية البكارات لحوريات الجنة التي يفضها عباده المؤمنين حسب قوله انا انشانهن ابكارا


2 - تعليق الى منال شوقي
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 4 - 07:04 )
تحية طيبة
ليست كل الامور .. اما اسود او ابيض .. او قيمة عظمى و قيمة سفلى .. بل يجب ان تتخللها تدرجات الرمادي و الالوان الاخرى .. و تكون هناك درجات كثيرة بين القيمة العظمى و السفلى
مثلا .. الم يكن من الافضل ان يكون الانسان حاملا لصبغة الكلوروفيل .. فيصنع غذائه بنفسه و لا يحتاج الى اي عمل او تعب
الله يقرر درجة الشيء و سموه .. الانسان لديه عينان في مقدمة راسه .. الم يكن من الافضل ان يكون له عين في كل جهة من جهاته الاربعة .. الم يكن من الافضل ان يمتلك عدة ايدي و اذرع .. او ان يمتلك عجلات اربعة بدلا من قدميه الاثنتين
المواد في الطبيعة .. لو كانت كلها اما موصلة للكهرباء او عازلة للكهرباء .. لما استطاع الانسان ان يصنع الترانزستور الذي يحتاج الى اشباه الموصلات
المواد في الطبيعة .. لو كانت كلها اما في غاية القساوة او في غاية اللين .. لما كان لدينا تطور تكنولوجي او ميكانيكي .. فالتكنولوجيا تحتاج الى تدرجات التوصيلية و القساوة الخ
الله خلق الانسان بهذا الشكل لكي يعمل و يكتشف و يتعلم .. كان يمكن ان يخلق الله الانسان في قيمته العظمى الممكنة .. حينها كان الانسان غير محتاج لكي يكتشف او يتعلم الخ
..


3 - منطق ولا منطق
السير جالاهاد ( 2016 / 2 / 4 - 08:45 )
منطق السيدة الكاتبة الفاضلة سليم لا تشوبه شائبة

منطق السيد ايدن حسين بالمقارنة مغلوط وغير دقيق

الرد علي مثال الترانزستور الذي قدمه بسيط ويأتي بعكس النتيجة التي يبغيها

الانسان صنع الصمامات الكهربائية والتي كانت (ومازالت ) تقوم بالعمليات التي تقوم بها شبه الموصلات

ثم ان شبه الموصلات ليست عناصر قائمة بذاتها ولكن هي خاصية تنتج عن تنشيط ( خلط) عنصر غير موصل بعنصر اخر فيصبح المركب شبه موصل - وهذه لم تكن مسألة عشوائية اكتشفت بالصدفة - بل كانت نتيجة لفهم ودراسة وابحاث للتركيب الذري وكيف تتحرك وتتعامل الاليكترونات داخل الذرات والمركبات

الم يكن الله علي علم بذلك؟ لماذا لم يستغلها او غيرها من التكنولوجيات الحالية وتلك التي سيطورها الانسان مستقبلا لتوصيل رسالته للبشر كما تتسائل السيدة الكاتبة؟

عندما ادعي محمد السفر الي (السماء) في رحلته الساذجة كان سفره علي دابة دون البغل وفوق الحمار فلماذا لم يضع الله تحت امره مركبة فضائية مثلا؟

الاجابة بسيطة وواضحة

هؤلاء الذين خلقوا الله لم تكن لديهم المعرفة او الخيال الذي يتعدي حدود بيئتهم البدائية المتواضعة والمحدودة مهما كابرت وتهافت يا سيد ايدن


4 - الاله الدموي
نور الحرية ( 2016 / 2 / 4 - 16:59 )
كلما شاهدت اشرطة الحيوانات وهي تخوض معركة البقاء بكل وحشية وعنف كنت اتساءل وقتها وانا مازلت في عمى الدين كيف لله الرحيم الرحمان ان يخلقها بهذه البشاعة اما كان باستطاعته ان يخلقها بدون ان تضطر لهذه البشاعات كأن يخلقها مثلا معتمدة على الهواء فقط في مأكلها ومشربها وبالتالي يجنبها الصراعات الدموية وكنت حينها استغفر هبل واطلب منه الصفح الى حين ان أهتديت وللعلم والعقل الشكر

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah