الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التماهي مع الدور

كامي بزيع

2016 / 2 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


جميعنا في هذه الحياة نشغل ادوارا يتوقف على مواهبنا وكفاءتنا وفرصتنا، بكوننا كائنات اجتماعية، لكن هذا الدور هو وظيفة نؤديها وابدا ليس نحن.
هناك بعض الاشخاص ممن يتماهون تماما مع دورهم او وطيفتهم، ويمكن ملاحظة ذلك على المدرسين والاطباء ورجال الشرطة وغيرهم الكثير...
ان التماهي مع الوظيفة التي يقوم بها المرء في المجتمع تجعله متخذا منها هوية ذاتية، هذا يؤدي الى خلط بين نمط معين من السلوك مع الماهية الحقيقية للانسان.
ان التماهي مع الوظيفة يجعل التعامل بين البشر غير اصلي وغير انساني، بل وتميزه الغربة الكاملة بحسب ايكارت تول.
ان التماهي مع الوظيفة قد يعطي الانسان حس مؤقت بالسعادة لكنه عى المدى البعيد يفقده صلته بنفسه وارتباطه بها.
كيف تعرف انك تؤدي دورا ولست انت حقيقة ذاتك؟ يقول ايكارت تول، هندما تتحدث الى مدير الادارة بطريقة تختلف عن تلك التي تتكلم فيها مع الحاجب او مع الطفل، عندما تتكلم مع الغريب بغير الطريقة التي تتكبم فيها مع الصديق تكون انت تؤدي دورا ولا تكون حقيقيا.
وينطبق الامر نفسه ايضا على الاهل، الذي يصبح دورهم كاهل هو هويتهم في تعاملهم مع الابناء، حيث يتم تضخيم هذه الوطيفة والمبالغة فيها. لدرجة ان بعض الاهل لا يتخلون عن دورهم حتى بعد ان يتزوج ابنائهم ويصبحون بدورهم اهل.
ان الدور الذي تقوم به يستحق التقدير لكنه ليس بكاف لعلاقة او لحياة مشيعة وذات معنى حقيقي... هناك الكينونة التي هي انت...
الدور والوظيفة هو شكل الكينونة بلا شكل... في الدور انت تتفوق على ابنك لانك بمرتبة اعلى اما في الكينونة فانت تتسلوى معه.
ان تفعل كل مايطلبه منك الدور بدون ان تتماهى معه هو درس جوهري في فن العيش الذي ولد كل واحد فينا لكي يتعلمه يقول ايكارت تول.
كل دور هو احساس زائف بالذات، تزيد من المعاناة، انها النار التي تحرق بها الانا ذاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا