الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد العقلاني هو غير الإلحاد الغير العقلاني والذي هو نتيجة رد الفعل

دروست عزت

2016 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فالالحاد العقلاني هو بحث عن الحقيقة وكشف زيف الأديان التي إستعبدت الناس لطبقة معينة في كل بلد ومنطقة والتي دعمت نوايا العنصريين الخبثاء في نشر لغتهم وعادلتهم وثقافتهم عن طريقها .. والألحاد هو فكرة غير مستعبدة للخيال وللأطماع مقابل الطاعة بشروط وبنود لمجهولٍ صنعه البعض وأختلقوا الأقوال حوله .. بل الإلحاد فكر يعمل لتثبيت معالم الحقيقية للتفكير في التعامل مع الذات ومع الواقع بشكل عقلاني ملموس يفيد ولا يضر .. يأبدع ولا يشوه .. يقدم ولا يؤخر .. يحترم ولا يقمع .. يشارك ولا يلغي .. و يتفاعل بالتجديد .. ولا يتجمد لصالح طبقة معينة وتحت سطوة كتاب واحد أو شخص واحد كتب عن واقعه وعن ما كان يلزمه في حينه .. ومن ثم سمي وشكلوا منه دينا ً حتى ولدت و جائت طبقة مستفيدة منه كي تحتكر العلم والعباد في سبيل مصالحها الضيقة وضمائرهما الميتة المشوهة في بنيتها ..

أما الألحاد الغير العقلاني و الذي هو نتيجة لرد الفعل .. فهو فوضة في التفكير .. وهروب من موقع إلى أسوء منه .. لمجرد إنتقام من فعلٍ ما .. أو الكره من طرفٍ آخر .. أو عدم فهم السبب وعدم القدرة على المواجهة الأسباب بالعقل والفكر والمنطق .. فيصبح مثله كمثل تلك الطبقة المحتكرة لسلطة الدين .. فبإلحاده يضر ولا ينفع .. و يعيق ولا يقدم .. ولا يَقِل عن تلك الشريحة التي تقود أديانها والتي تصرخ وتخطب وتؤجج في الناس وهي أول الناس تحتاج إلى الصرخة في وجهها ومواجهتها .. لأن أغلبها منافقة ومخادعة و وتسير وتتساير مع مصالحها إلى جانب السلطات والحكومات وهي دوماً مع الأقوى .. لأنها تسعى لتشويه العقول وإستعبادها وإستبعادها عن واقعهم من أجل بقائها في منابرها طويلاً .. وليست من أجل المجتمع .. ولا من أجل الله ..
فلم يعد هناك من لا يشك بأن هؤلاء هم كفرى بحق مجتمعاتهم وبحق الطبيعة وجمالها (الله) مهما قالوا وخطبوا ... كونهم يعتبرون أنفسهم فوق المجتمع ..ويُكفرون كل ما لا يطابق مع أفكارهم ويعطون الحق لأنفسهم بأنهم بديل ووكيل عن لله في الأرض بالرغم إن أكثرهم أتخذوا من الدين مهنة للارتزاق ... وهم أوسخ الناس في المجتمع وفي الفكر والإيمان ... وكذلك الملحد الغير العقلاني الذي يهاجم القناعات دون سند ٍ وإثباتاتٍ وبراهينٍ ويؤجج النفوس فقط لتنفر من الطرف الآخر كونه له موقف منه .. فهو أيضاً لا يفيد بل يعيق ويختلق الفوضة والكراهية في المجتمع دون أن يبني قاعدة صلبة ضد تلك الأفكار الدينية المحتكرة بيد طبقة معينة التي تعمل لأهداف معينة ..

فالملحد والمتدين الجيدان والمفيدان اللذان يهدفان إلى خير المجتمع ووحدة الصف .. حتى وإن أختلفوا في الرؤية فيما بينهم ... فهما في الأخير يسعيان للخدمة المجتمع وتوعيته على المحبة والوحدة والتعاون والوئام .. وإن كان المتدين يتغذى على خيال الأخرين والآخرة ويعيش على مجهولية فكرته ولكنه يبقى جزء من البناء في المحبة والتفاهم وقبول الآخر وليس إلغائه .. المهم هو أن يستخدم فكرته لخير وللمحبة .. ولا يستخدمها لطبقة معينة أو لشريحة محددة أو لدين معين أو لطائفة أو لمذهب ما .. أو يخدم سلطة وسلطان ما .. حتى لا يصبح أداة للفساد ولبناء أوكارٍ لأشباح من الرجال الدين الدجالين من اللذين يضرون ولا يفيدون ويمتصون دماء الفقراء والمستضعفين .. والنتائج واضحة في الصفحات التاريخ .. فالخلافات والإنشقاقات ٍ والإغتيالات لبعضها البعض في أروقة بيوت العبادة مليئة حتى وصلت إلى طوائف ومذاهب وفئات وملل وعصابات وكل ذلك كان بأسم الله والدين ...

والملحد الذي يسعى لكشف عن أسرار الكون والوصول إلى الحقيقة من خلال التطور العلمي والوقائع الملموسة والأنعتاق من بوضقة الخيال والغايات والكذب والنفاق ومن شبكة المحتكرين المستفيدين عبر السنين واللذين توارثوا الجهل من الجاهلين .. عليه أن يبقى هو مفتاح الفكر المنير والمتمرد على المحتكرين وجهابذة الخداع المتسلطين اللذين أخذوا الدين سلاح لهم ضد الفقراء والسذج والجبناء بأسم الطهارة والتقديس ... وكذلك أستخدموا الخبثاء والضعفاء كأداة بأيديهم كي يصطادون بهم الأبرياء .مقابل بعض الفتات وكل ذلك بحجة قوانين ٍ وضعها بعض من البشر بأسمائهم ..
وما خوف هؤلاء رجال الدين الضباع إلا من توعية الناس وتقدمها .. لأن ذلك سيقطع أرزاقهم و يكشفهم عن عراهم وحقيقتهم .. لأن أرزاقهم تأتي بدون التعب والسعي .. فقط عليهم أن يمتهن مهنة رجل الدين ومن ثم يكذبون ويمدحون ويضخمون ويصورون ويجملون ويرعبون البسطاء من للناس بالخيال في الترهيب والترغيب ..

ولهذا لم تأبدع االأديان شيئاً عن طريق تلك الطبقة الشنيعة أكثر ممن إبتدعت في الجمل الرنانة .. وتضخيم صور شخصياتها و التبجل لها لا لمحبتها لها بل لأنها مصدر أرزاقها .. في حين كشف التاريخ لنا بأنها كانت شخصيات عادية وليست أفضل من غيرها من الموجودين .. وكانت شخصيات تعاب بالعيوب من رؤوسها حتى أخمص قدميها ..
ولذلك تحاول تلك الطبقة أن تغرر الناس بأخلاقها في حين هي أكثر الناس بلا أخلاق .. ودوما ً تتمسكن وتتلطف ظاهرياً وهي في داخلها هشة وحاقدة على محيطها .. لأنها طبقة تعيش على تأجيج الأرواح ضد الأرواح كي تطول بأعمارها .. طبقة لا تفرق معها الدين ولا الطائفية ولا المذهبية ولا القومية غير مصالحها ...

وهنا لا نستبعد الاديان عن بعضها البعض في الفساد وفي الأحتكار العقول .. كونها منسوخة من بعضها .. ومنقولة عن بعضها .. ومقتبسة من الكتب والأساطير القديمة .. وكل من دعى نفسه رسولاً انطلق من دعوته بما يلائم قدراته وواقعه وأوقاته وظروفه و كان يطرح ما تقبله العقول والوضع الإجتماعي وبالتدرج حتى أن تتكمن فكرته في الغرز ويجمع حولها بعض الأنصار كي يواجه من يواجهونه أو يرفضون فكرته وكذلك إستخدموا الإغراءات والخزعبلات والتصورات لجذب النفوس حتى يستخدمها ضد الآخرين ..

فكانت الناس مقهورة وضعيفة تنتظر أية بادرة حتى تقف ضد ما كانت تعيشه .. فأنضمت وقبلت الفكرة دون أن تفهم الفكرة أو ينمو لديها الإيمان .. فقط رأت نفسها إنها تملك حولها بعض ممن يشعرون بها وبآلامها ويدافعون عنها ضد الطغاة وقتها .. فإستغلت تلك القوى من قبل من طرحوها كقوة حرب في أنتصاراتها وليست كقوة فكر تبني الإنسان .. إلا في بداياتها عندما طرحت .. ومن ثم أصبحت مادة للإرتزاق والتسلط ...

فالملحدون اللذين يحترمون سنة الحياة والأرواح والجمال عليهم أن يكون قدوة للفعل والقول .. ويكون مسلحين بالعلم والبراهين ولا يواجهون القوى الظلامية إرتجالياً أو تجريح البسطاء من الناس المصابين بمرض هوسهم الديني .. وعليهم أن لا ينطلقوا من ردود الأفعال و لا يؤججون مجتمعهم الذي هو مستهدف من الطرف الآخر بأسم الدين ... وهؤلاء لا يتعشعش إلا في الفوضة والظروف القاهرة للفرد من فقرٍ أو حاجة ٍأو ضعف ٍ أو فشلٍ في مساره .. ولا ننسى بأن الملحد السيء يساوي المتدين السيء ولا يقل عنه إساءة عندما يؤجج المجتمع بدون البراهين وبردود الأفعال ..

دروست عزت / السويد
6/2/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في