الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة من يمسك بالفأر

الشربيني المهندس

2016 / 2 / 7
المجتمع المدني


اعتكف أمام الشاشة الصغيرة ..
جذبه البث الحي لمشاهـــد الدمار وأشلاء الجثث، وبريق الصواريخ وصراخ المعلق الإرهابي ..
وتساؤله ، وهــــو يحكي تاريخ الصمود الطويل لهؤلاء الناس وحماسهم .. من هو الإرهابي ..
منظر أصغر إرهابي رضيع في لفته البيضاء ملطخة بالدماء الحمراء وزجاجة الرضاعة ملقاة بجانبه ..
أخبره ذلك علي ترك المنظر والخروج إلي الشرفة.. حاملا ذكري صفعة مــن والده يوم أن قذف العصفور بالحجارة فوق الشجرة هناك.
كان السكون يفتقد صوت صريخ ابن يومين ، بينما القط الأبيض يقفز إلي البيت المجاور..
تفقد المكان :ماذا الذي كان يفعله هذا القط هنا ..؟
منظره كان يستفزه كلما شاهده ..
ذلك الجبان لم يحرك ساكنا عندما كانوا يطاردون الفأر وهو يقفز علي سلالم منزلهم ..
توقف هو عن مطاردة القطط والفئران عندما نهره الأب
شكا له جاره السبع أفندي ذات يوم .. كيف ترك الفأر يهرب بفعلته الشنعاء
واكتفي بلعق فروته البيضاء .. تنهد بغيظ ..
لقد أفسد ذلك الفأر اللعين إناء لبن الأطفال ..
تغير الحال لقد كان يكره اللبن بعد أن أصبح فطيما ..
المصيبة كانت فيما حدث من القط الآخر، ضبطه يتثائب والفأر يقفز هاربا والدجاجة في فمه، اقسم يومها ليجعلن يومه أسود من لونه ..
كان السبع جارهم القديم يعشق تربية الدواجن فوق سطح منزله ..
.. يبتسم وهو يتذكر تعليق صديقهم الملك وحريف لعب الدومينو كما كان يحب أن ينادوه بذلك ..
يومها قال : إنه ليس فأرا إنه عرسة ..
جز السبع على أسنانه ، وهو يحاول أن يدارى على دجاجاته ويتساءل :
كيف يعرف الفأر الأماكن التي يضع له فيها السم
لم يحاول ضرب القط الأبيض بالحذاء ..
أفهم شعور السبع جيدا فلقد شعرت بالتيه أيضا حين فقدت الحذاء الأسود ، والذى سقط مني في بالوعة المجارى عندما قفز القط الأسود فوقها وكان الفأر من ورائه ...
و..اخترق أذنيه صوت بكاء طفل فعاد مهرولا إلى داخل الحجرة .. كان التلفاز يعلن عن فيلم كارتون بعد الفاصل
الإعلانى .. وبدأ عرض فيلم الكرتون ..
هل يوقظ الأولاد ربما يكون فيلم لتوم وجيرى ..
أعرف نهاية هذا الفيلم سيتغلب الفأر علي القط توم وصديقه والكلب الضخم يتفرج ..
إنهم يصفقون دائما للفأر جيري الذي يهزم القط توم ..
هل الذكاء مقابل قوة العضلات .. ربما ..
عاد صوت بكاء الطفل فأسرع إلى حجرة الأطفال يتفقدها ..
كانت البنت الصغيرة ترقد في أحضان أمها والولد قد أعطاهم ظهره ..
أحس بالسكينة .. راح يتجول بالمكان ..سمع خربشات يعرفها علي باب الشقة ..
أسرع يطمئن علي إحكام إغلاق الباب وسد المنافذ ..
يعرف أن الفأر هناك فالقط الأبيض سبقه بالهروب إلي سطح الجيران ..
أين القط الأسود..؟
قطعا في سابع نومه .. لا وقت للبحث عنه ..
تناول كوب عصير وتصفح الجريدة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أين المفر؟-.. تفاقم معاناة النازحين في رفح


.. الغرب المتصهين لا يعير أي اهتمام لحقوق الإنسان في #غزة




.. الأونروا: أوامر إسرائيلية جديدة بتهجير 300 ألف فلسطينى


.. رئيس كولومبيا يدعو لاعتقال نتنياهو: يرتكب إبادة جماعية




.. غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم