الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحفاد المصطفى العدنان... ومقولة الإسلام صالح لكل زمان و مكان

بولس اسحق

2016 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا الإكثار من تطبيق شرائع الإسلام هو تطرف؟ هل يعقل أن يكون الإسلام دين الهي وكامل ويكون الإكثار في تطبيق تعاليمه بحذافيرها هو تطرف؟ اطرح هذا السؤال على نفسك أيها المتدين المسلم! في الوقت الحالي ثبت للكثيرين ان الإسلام هو عبارة عن أحفورة متحجرة لا تجلب لحاملها سوى الفقر والبؤس والجهل والتردي, ولو كان صالحا لكل زمان ومكان لرأينا آثار تلك الصلاحية على الأماكن التي تعتنق الإسلام وتسيسه وتسير به حياتها...
ونظرة ثاقبة لحال الاسلاميين نرى بالفعل انهم يعيشون في حالة انفصام , لا يتمتعون بالحرية في الدنيا ولن يروا الجنة بالاخرة...فالاسلام كبت الحريات وأضر بالعقول وجعل المسلم تابع وليس مفكر ... جعله يقول أمين علي تراث السلف دون فهم للمضمون... ويحضرني هنا مشهد لعادل امام عندما دخل منزل لجماعة اسلامية وأخذ في الدعاء لهم وهم يقولوا امين ثم تحول للدعاء عليهم وظلوا يقولوا أمين..
الاسلاميون في دول التخلف تراهم يلعلعون بملئ حناجرهم بعبارة " الإسلام صالح لكل زمان ومكان " ولكن الأيام اثبتت لنا بوضوح أنها عبارة غير صحيحة على ارض الواقع وانما فقط نظريةً لا زالت غير مثبته ولن يحاول احدا الان او في المستقبل اثباتها لان مساوئها اكثر بكثير من منافعها ان وجدت. فالإسلام لم يجد حلول لمشاكل الحكام المستبدين. الإسلام لم يقترح الديموقراطية نظام حكم ... الإسلام لم يقترح الليبرالية بل قرر قتل المرتد وقتال المشركين وذبحهم أنى وجدوا..
وكان دائما الدين الاسلامي والعلم شيئان متناقضان... فالاسلاميون في بلادي يقتلون ويهجرون العالم والطبيب والمهندس والفنان ويرفعون من شان الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ويجعلوهم مدراء عامين او وزراء واعضاء برلمان ...لانهم يدركون جيدا ان الاسلام لا يمكن ان يعيش في مجتمع متعلم ومثقف.... الاسلام بحاجة الى مجتمع متخلف كي يزدهر وينمو...المسلمين اليوم يخجلون من دينهم فيتسترون عليه, يتسترون على:
جهاد الطلب: قتال غير المسلمين ...
الرق: اعمال البيع والشراء في البشر ...
في غنى عن التعريف.- الرجم
قطع يد السارق: هذه تعتبر جريمة انسانية تشمئز لها الأفئدة والعقول في كل بقاع العالم والدول الإسلامية باغلبها بدأت تخجل من هذه الشريعة الغراء.
قتل المرتد: وهذه جريمة في العرف الدولي الى درجة انه بدأت بعض المذاهب الإسلامية التي نشأت حديثا تنهى عنها وتعتبرها غير موجودة في شريعة الإسلام.... ولكنهم للاسف يتناسون ويتسترون على قتال ابو بكر لأحرار جزيرة العرب وقمعهم بما يسمى بحروب الردة...وما جاء عنها في الذكر الرجيم.
ومن خلال تجربتا في هذه الحياة الفانية فاننا نشاهد جميعاً بأم أعيينا الأثر الذي تتركه المؤسسة على المنتمين إليها من الأفراد ...فخريجوا جامعة هارفرد على سبيل المثال يكتسبون مزايا وصفات وقدرات تميزهم عن جامعات أخرى في العالم الثالث وحتى بعض جامعات العالم الاول ... أليس كذلك ؟
ولن نتعب كثيراً في البحث عن السبب أو الأسباب .. ففسلفة المؤسسة ورسالتها ووسائلها وإدارتها هي التي تحدد مخرجاتها من كوادر بشرية وعلمية... فما هي مخرجات مؤسسة الإسلام يا ترى بكافة مذاهبه وتياراته وطوائفه ؟
ربما سيقول المسلم بأن سبب تخلف المسلمين وضعفهم وفرقتهم هو البعد عن الإسلام وعدم تمسكهم بتعاليمه ...وهذا يجرني إلى أن أتسائل أليس عدم تمسك أكثر من مليار مسلم بكافة شرائحهم ومكوناتهم ورجال الدين فيهم بالإسلام هو دليل على أن الإسلام قد فشل في انفاذ رسالته إلى وجدان معتنقيه ؟
بمعنى أليس هذا الخيار الجماعي في الإبتعاد عن تعاليم الإسلام السمحة - كما يتباكى الدعاة - هو دليل على وجود فصام نكد يشعر به المسلم بين لغة الواقع واللغة الإسلامية ؟
ألا يعني ذلك بأن الواقع قد أضحى أعمق وأكبر وأكثر إشكالاً من المضمون الذي يقدمه الإسلام - الكتالوج - في التعاطي مع الواقع واشكالاته ؟
ربما سيقول مسلم بأن المسلمين يتمنون ولكن الغرب هو السبب والحكام... الخ.
وهنا أتسائل ...ألم يقدم الإسلام بوصفه خطاباً من الله علاجاً نافذاً يحل المشكلة مع الحكام والأنظمة والغرب والماسونية الخ ؟
إذا كان الجواب نعم ... فلماذا تقاعس المسلمون عن العمل به !! أليس هذا نابع من شعورهم بأن هذا العلاج المزعوم غير واقعي وغير عملي وغير نافع ؟
وهنا نعود إلى المربع الأول ... وهو الفصام النكد بين الخطاب الإسلامي ولغة الواقع ؟
في الثورات العربية الأخيرة ... ألم يستخدم المسلمون فيها آليات غير اسلامية تعتبر مدانة في الإسلام بحسب بعض التفسيرات المذهبية ؟
لماذا لم يجد المسلمون في الخطاب الإسلامي علاجاً ناجعاً يخلصهم من الأنظمة القمعية بدل اللجوء لاستخدام وسائل غير اسلامية مثل المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات الخ ؟
اعتقد بأن نص الموضوع واضح: فلو كان الاسلام من عند اله لكان الاسلام ناجحاً ولكان مصدراً للحلول ... ولكنه النقيض من ذلك ... مخرجات الاسلام اليوم هي مصدر للمشاكل فنحن لا نتابع تفوق اسلامي في أي مجال حالي: لا علمي لا صناعي لا تجاري لا أخلاقي ... نتابع مزيد من التخلف المتمثل في شعوب لا تقرأ وشعوب محكومة كالحمير ... كما أن الاسلام ينهى عن الخروج على الحاكم ما لم يكفر كفر صريح ... فصدام حسين والقذافي وبن علي وحسني مبارك وداعش على سبيل المثال ليسوا كفره بل مسلمون (راجع تصريحات الازهر حول داعش)... كما اننا نشاهدهم كشعوب تستهلك ولا تنتج تعيش عالة على غيرها من الأمم ولولا النفط (الذي في طريقه للزوال ايضا ولو بعد حين) لكان أهل جزيرة العرب مشغولين بين بول البعير وحيض النساء وحف الشوارب وما جاوزوها قيد انملة...المسلم يخاف أنه لو استخدم عقله فسينتهي به المطاف في النار الأبدية و ينسب صوت العقل الذي بداخله الى الشيطان, علما أن الاسلام هو أكثر الديانات ترهيبا وتطابقا مع توجهات الشيطان الى درجة ان الشيطان نفسه لم يعتنق اي دين سوى الاسلام!!!
واخيرا....لقد قرأنا في كتب السيرة قيام بعض الصحابة وبالاخص عمر الفاروق بالغاء او تغيير بعض الأحكام الموجودة في القرآن وذلك لتغير الظروف والحال. وهذه ضربة قاتلة وسريعة جدا الى مقولة ان الاسلام يصلح لكل زمان ومكان خصوصا ان هذه التغييرات حصلت في زمن قصير جدا بعد وفاة محمد...فيا مسلمين. مادام صحابتكم "الكرام" قاموا بما قاموا فلما لا تعلنوا وتعترفوا صراحة ان الاسلام لا يصلح لكل زمان ومكان ولا حتى للزمن الذي انبثق فيه؟ ...تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تناقضات اخرى
ايدن حسين ( 2016 / 2 / 8 - 10:49 )

تحية طيبة
يقول الرسول .. اطلب العلم من المهد الى اللحد .. لكنه كان اميا لحد الاربعين من عمره .. و هو لم يطلب العلم
يقول الرسول .. تناكحوا فاني مباه بكم الانبياء .. و هو لم يتزوج لحد الخامسة و الثلاثون من عمره
لماذا لم يحاول الرسول ان يتعلم حرفة ما .. بل كل ما فعله التجارة


2 - ولا حتى في الزمن الذي انبثق فيه
سمير ( 2016 / 2 / 8 - 15:30 )
مقال عظيم ولكن اكثر ما اعجبني فيه هي العبارة الاخيرة( ولا حتى في الزمن الذي انبثق فيه ) يعني حتى عتاة البدو لم يقبلوا ان يغتصبوا نساء متزوجات, ولا ان يخلع محمد ثيابه ويضطجع فوق ميتة, ولا ان يتزوج الرجل من كنته, ولا ان يدفع الضيف صدقة لمضيفه! فان كان لم يصلح للبدو قبل 1400 عام فكيف سيصلح الان؟ احترامي


3 - مقال رائع
بارباروسا آكيم ( 2016 / 2 / 8 - 15:57 )
وهذا يُحسب لعمر إِنه أَلغى الكثير من الحدود القرآنية لأَنه عرف انها لاتصلح لزمانه فضلاً عن المستقبل، فقد أَلغى سهم المؤلفة قلوبهم .. وأَلغى حد قطع يد السارق عام الرمادة ! .. عمر بن الخطاب كان له مواقف كثيرة شجاعة ، منها قوله لما قَبَّلَ الحجر الأَسود .. أَعلم إنك حجر لاتضر ولاتنفع ولولا اني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك !

شيخ الأَزهر اليوم في سنة 2016 لا يتجرأ على أَي من هذه المواقف


4 - تعقيب
شاكر شكور ( 2016 / 2 / 8 - 19:04 )
يقول المعلق محمد زامل من الفيسبوك ( ان الله لن يترك كلاب الباطل تعيث في الدنيا الفساد لان الله هو الحق وان ما دونه الباطل) ، هذا الكلام صحيح لكنه يعتمد على تشخيص من هم كلاب الباطل ، اعتقد بأن كلاب الباطل هم من اعمى الشيطان بصيرتهم فباتوا يرون الباطل هو الحق فساروا خلف إلاها ثعلبا سموه خير الماكرين وخلف رسولاً نصاباً سرق حتى حصة الخمس من ذلك الإله المكّار ، تحياتي للجميع


5 - وجهة نظر
muslim aziz ( 2016 / 2 / 9 - 02:04 )

الاسلام كعقيدة نعم صالح لكل زمان ومكان. أن نعبد اله وحده لا شريك له.لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فوالله لو اقتصر ديننا على العقيدة لحاربتمونا يا بولس اسحق.
الاسلام كشريعة نعم صالح لكل زمان ومكان. ولكن في الشريعة مسائل يتم استبدالها بقوانين معاصرة. خذ مثلا اسرى الحروب الاسلام لا يطالبنا اليوم ان نستعبد اسرى اعدائنا لأن اعداءنا لا يستعبدون اسراناز فهل الاسلام تطور أم لا؟ نعم تطور.الاسلام لا يأمرنا ان نسترق النساء لأن اعداءنا لن يسترقوا نساءنا. وقد يقول قائل ولكن الدواعش يستعبدون فنرد عليكم وعلى الدواعش انهم ابعد ما يكون عن جوهر وروح الاسلام.
الاسلام كعبادة نعم يصلح لكل زمان ومكان......والعبادة علاقة المسلم مع ربه.


6 - وجهة نظر
muslim aziz ( 2016 / 2 / 9 - 02:05 )

الاسلام كعقيدة نعم صالح لكل زمان ومكان. أن نعبد اله وحده لا شريك له.لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. فوالله لو اقتصر ديننا على العقيدة لحاربتمونا يا بولس اسحق.
الاسلام كشريعة نعم صالح لكل زمان ومكان. ولكن في الشريعة مسائل يتم استبدالها بقوانين معاصرة. خذ مثلا اسرى الحروب الاسلام لا يطالبنا اليوم ان نستعبد اسرى اعدائنا لأن اعداءنا لا يستعبدون اسراناز فهل الاسلام تطور أم لا؟ نعم تطور.الاسلام لا يأمرنا ان نسترق النساء لأن اعداءنا لن يسترقوا نساءنا. وقد يقول قائل ولكن الدواعش يستعبدون فنرد عليكم وعلى الدواعش انهم ابعد ما يكون عن جوهر وروح الاسلام.
الاسلام كعبادة نعم يصلح لكل زمان ومكان......والعبادة علاقة المسلم مع ربه.

اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446