الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استدراج الملحدين في أكمنة الدولة المصرية

طارق المهدوي

2016 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استدراج الملحدين في أكمنة الدولة المصرية
طارق المهدوي
بمجرد أن أطاح الجيش بحكم الإخوان المسلمين في مصر حتى بدأ قادة الدولة الجديدة يغازلون الملحدين كمحاولة خبيثة لاستدراجهم حتى يطلون برأسهم فيتم قطعها، من أجل إرضاء قادة وكوادر المؤسسات الفاشية الدينية الإسلامية والمسيحية وطمأنة عوام المتدينين الجهلاء من المسلمين والمسيحيين الذين تسعى الفاشية العسكرية لمنافقتهم وكسب ودهم، وهكذا أعلن رئيس الدولة عبدالفتاح السيسي نفسه عدة مرات إيمانه بضرورة تنقية التراث الديني وتحديث الخطاب الديني وبحق الملحدين في إعلان إلحادهم جهراً والإفصاح عنه بحرية، لتقع الأقلية الساذجة من الملحدين المصريين الذين صدقوا هذا الهراء في أكمنة الدولة الفاشية التي قادتهم نحو الحبس تحت طائلة جريمة مطاطة غامضة يسميها القانون "ازدراء الأديان"، وإذا كان الملحدون في مصر المعاصرة موزعين حسب الحجم العددي على أربع مجموعات يأتي في مقدمتها الماركسيون ثم الليبراليون فالقوميون وأخيراً الانعزاليون، وإذا كانت قضية العدالة الاجتماعية تأتي على رأس أولويات الماركسيين منهم بينما تأتي قضية الحريات العامة والخاصة على رأس أولويات الليبراليين منهم في حين تأتي قضية الوحدة العربية على رأس أولويات القوميين منهم، فإن الملحدين الانعزاليين وحدهم هم الذين يضعون على رأس أولوياتهم القضايا الإيمانية سواء كانت متعلقة بالغيبيات (كالذات الإلهية والملائكة والشياطين والحياة الآخرة وما شابه) أو بالعبادات (كالصلاة والصوم والحج وما شابه)، ليرفعون بذلك شعاراتهم ذات الأهمية التنويرية المجردة في المكان والتوقيت الخاطئين فيضيق بهم عوام المصريين الذين مازالوا غارقين حتى آذانهم داخل ضلالات الجهل والغباء والتخلف والتطرف، مما أدى إلى وقوع الملحدين الانعزاليين في فخ الاستدراج نحو مغازلات الدولة الكاذبة على مظنة أنهم يمكنهم الاستعانة بها لمواصلة وجودهم وممارسة أنشطتهم التنويرية في المجتمع، فانفردت بهم تلك الدولة وأطبقت عليهم داخل أكمنتها لتحبسهم من أجل كسب ود أولئك العوام الضالين ومنافقتهم على حساب الملحدين الانعزاليين، الذين لا يستحقون الحبس إلا بسبب غبائهم السياسي وبلاهتهم الفكرية وظنهم الشاذ بأن الفاشية العسكرية الشعبوية ستنصر التنوير في معركته ضد الضلالات، ولكن من حسن الحظ أن الغالبية العظمى من الملحدين المصريين الأكثر وعياً سواء كانوا ماركسيين أو ليبراليين أو قوميين مازالوا ينأون بأنفسهم عن هذا الهراء، ويستمرون في الالتحام مع مطالب الجماهير الحقيقية بالعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة والوحدة العربية، وفي اليقظة إزاء المخططات الراهنة والمستقبلية للفاشية التي تحكم الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية ضد مصالح الوطن المصري!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran