الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اية الله وحيدا

هشام الموزاني

2016 / 2 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اية الله وحيدا,,,,,,,
كان لاشارة الناطق باسم المرجعية في صلاة الجمعة عن توقف الخطبة السياسية اسبوعيا وعدم عرض الرؤية السياسية للمرجعية خلالها الا في حالات معينة او حالات الضرورة ,,,,كان هذا الاعلان مدويا في الاوساط السياسية والدينية والاجتماعية لما للمرجعية العليا في النجف من نفوذ روحي على اتباعها تتمكن من خلالها من قلب البيت السياسي الشيعي خصوصا والمشهد العراقي عموما,,,,ولكن ماهي المبررات اصلا لان تعطي المرجعية التقليدية في النجف والتي عرف عنها منذ قرون عدم تدخلها المباشر في الامور السياسية الا في حدود الكليات والارشاد وحتى هذا الارشاد وهذه الكليات كانت نادرة حتى 2003.فعليه ان تدخل المرجعية في الشأن السياسي مباشرة هو الاستثناء وليس انسحابها من هذا المشهد,بل ان مدى نفوذها على المكونات الشيعية ناهيك عن المكونات الاخرى امر مبالغ فيه وترتب عليه تحميل المرجعية ما لا تحتمل اساسا.
المشهد السياسي الشيعي:
خلاف ماهو شائع ان المكونات الشيعية الرئيسية ذات الوزن السياسي المهم, هي بالمجمل لاترتبط بمرجعية السيستاني, فالصدريون والدعاة والفضيلة والعصائب والبدريون لهم مرجعياتهم الخاصة التي تختلف كثيرا عن رؤى مرجعية النجف التقليدية وخصوصا في الشأن السياسي,لاننكر ان كل القوى الشيعية تنظر الى شخص اية الله العظمى كضابط وراعي ابوي في الخلافات خصوصا الداخلية ,وفي نفس الوقت تطرح مرجعية النجف نفسها كراعي للحوارات مع السنة والكورد من منطلق ان هذه المرجعية على مسافة واحدة من الجميع ,وقد لوحظ في الفترة الاخيرة خصوصا مع تزايد دعوات الاصلاح ان هذه المكونات الشيعية والتي تمثل الاغلبية النيابية تقريبا لها طريقها الخاص ورؤيتها الذاتية في اليات الاصلاح , اي انها ليست بحاجة الى المزيد من التفصيلات حتى وان كانت من المرجعية نفسها وهذا مرده كما اشرنا سابقا الى اختلاف الرؤية السياسية .
العلمانيون,الليبراليون,الشيوعيون,السنة:
ان هذه المكونات الاربعة لاترتبط لا من بعيد ولا من قريب بالمرجعية في النجف فهي تمتلك مرجعياتها الخاصة دينية او دنيوية , ولكنها تتعامل براغماتيا ومصلحيا مع خطاب المرجعية مع اعتراف ضمني ان الحوزة في النجف الاشرف تكاد تكون المحرك الاجتماعي الاول وعليه فان من المنطقي والمصلحي مراقبة خطاب المرجعية والاستفادة القصوى منه وفي نفس الوقت تمارس ((خصوصا اللبراليون والعلمانيون والشيوعيون)) هجوما ممنهجا نحو الدين وطقوسه والظاهرة السياسية الدينية في خطاب عمومي ظهر بوضوح في احتجاجات تموز مثل ((بأسم الدين باكونة الحرامية)),ان هذا الموقف الفصامي او البراغماتي جعل كل من المرجعية والحركات الليبرالية والعلمانية والشيوعية في علاقة مرتبكة لايمكن الركون اليها في اي اصلاح او تحالف مستقبلي بل ادى الى انقسامات شديدة في معسكر ما تسمى بالحركات المدنية , فعليه ان توقف المرجعية عن ابداء رأيها في المواضيع السياسية سيكون حقق جزء من مطالبهم ((على افتراض ان هذا مطلب اصيل لديهم)),ولكن هذا لا ينفي فقدانهم لجزء مهم من دعم المرجعية وان كان كليا في مطالب سياسية او وطنية ضاقت او وسعت.
ختاما ان من الحكمة ان تتوقف المرجعية عن استنزاف نفسها وهيبتها في ملعب السياسة المليء بالقاذورات والاحتيال والخديعة ,خصوصا اذا كان تدخلها ليس ذو تاثير بنيوي على الاحداث ولكي لا تصبح وسيلة لشرعنة الاخر السياسي ,ان دور المرجعية الابوي يجب ان يبقى في حدود الكليات والنصح والارشاد.
هشام الموزاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟