الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنى أقاليم الكرد يموت أبناؤه هربا

أحمد دادالي

2016 / 2 / 9
القضية الكردية


اقليم كردستان العراق، اقليم كردي ضمن العراق الفيدرالي، فيه أغنى منابع العالم المنتجة للنفط، وبين فينة وأخرى يصدع رئيس الأقليم مسعود البرزاني المنتهية ولايته دستوريا رئيسا للاقليم شعبه ومريديه بألحان الاستقلال ليدغدغ حلم كل من يسكن ذلك الاقليم، تتهافت الدول والشركات المتعددة الجنسيات للاستثمار في تلك البقعة من الأرض، لكننا نتفاجىء بغرق مواطني الاقليم في بحر إيجي في طريقهم الى الهجرة لأوربا ، إحدى الغريقات هي تالا فريد شقيقة البرلمانية عن حزب الديمقراطي الكردستاني KDP فالا فريد، تالا كانت تقيم في عاصمة اقليم كردستان العراق هولير أم لطفلين، قامت ببيع منزلها لكي تتمكن من الوصول الى اوربا بثمنها واقدمت على الهجرة.
ينتج اقليم كردستان العراق من النفط نحو 100 ألف برميل من النفط يوميا حيث تشير التقديرات الاقتصادية إلى احتواء الإقليم على أكثر من 45 مليار برميل بترول من مجمل الثروة النفطية للعراق، أي ثالث أكبر منتج للذهب الأسود في العالم، حيث تقوم حكومة الاقليم بتصدير النفط لأوربا عبر ميناء ( جيهان ) التركي دون الرجوع الى الحكومة المركزية في بغداد.
يعتبر حزب KDP برئاسة البارزاني هو الحاكم في الاقليم والعاصمة هولير هي معقله، ورغم كل مصادر الغنى والاكتفاء هذه، يحلم أبناء هذا الاقليم بالالتجاء لأوربا لا وبل الاقدام على ترك وطنهم والسعي لأوربا.
وفق المعطيات التي ذكرت آنفا، يحق لأي كردي أن يستفسر في السبب الذي يجعل من مواطني الاقليم يبيعون أثاث منازلهم و يتجهون الى المجهول ،ويتمعن في الدواعي التي تدعوهم الى الهجرة في رحلة يعتبر الموت غرقا أحد الخيارات المطروحة أمام أي شخص يسلك ذلك الطريق.
الفساد المالي المستشري في الاقليم هو بالطبع أحد الأسباب التي قد تدعوا أبناءه لهجرته، فعائلة البرازاني الغنية بأموال النفط ما تزال تمنع صرف رواتب موظفيهم منذ أيلول/ سبتمبر 2015 بحجة عدم صرف الحكومة المركزية في بغداد لرواتب الموظفين وهذه كلمة حق يراد بها باطل، فالدستورالفيدرالي العراقي يحتم على الاقليم أن تنسق الأقاليم مع الحكومة المركزية في موضوع بيع النفط، وهو الأمرالذي يمتنع عنه الاقليم، فالاقليم يبيع النفط تهريبا عبر تركيا، وهو ما أدى الى أزمة خانقة بين الاقليم حكومة المركز، وهذا الأمر يدعوا الى فقدان الثقة ما بين المواطنين الذين يعملون للحصول على قوت يومهم، وبين إدارة الاقليم المتمثلة بعائلة البرزاني التي لم تشبها شائبة مالية.
درجة القمع الذي وصل اليه الحزب الحاكم حين يطلق بوليس حزب KDP النار أمام مرأى وسائل الإعلام على تظاهرة يطالب فيها المواطنون الحكومة بدفع مستحقاتهم من الرواتب أيضا هي من الدواعي الباعثة للمواطن الى الهجرة، فالقمع الذي يتعرض له المواطن الخانق ماليا سيدفعه بالتأكيد الى الهروب.
الأسباب السياسة ليست بأقل من الأسباب الاقتصادية، فالحزب الحاكم المتعطر بالديمقراطية الغربية، فشل في أداء دور الرجل الديمقراطي، KDP ضرب بدستور الاقليم عرض الحائط حين انتهت الدورات التي يحق فيها لرئيسه مسعود البرزاني الترشح مرة أخرى لرئاسة الاقليم بعد أن أنهى دوراته المتتاليتين حسب الدستور، الديمقراطية الزائفة انقشع غبارها حين أقفلت قوات الأمن التابعة لحزب KDP باب البرلمان وأوقفوا العمل بالدستور، فإما أن يكونالاقليم لعائلة البرزاني وإما لا برلمان ولا تعدد ولتذهب الديمقراطية للجحيم.
الاقليم الغني بخيراته لكن من يقبع على رأس هرم السلطة فيه ثلة من المستبدين الناهبين خيرات الاقليم والجاثمين على سدة الحكم، بالطبع سيسعى أبناء الاقليم الى التجرد من وطنهم والسعي الى أوربا رغم المخاطر لعلها تؤمن لهم قوت يومهم ويعيشون فيه بكرامة تأويهم من قمع حكامهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية