الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله السميع ذو الأذنين !

منال شوقي

2016 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول القرأن في سورة المجادلة ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير )
و الأية نزلت أو كُتِبت في إمرأة تُدعي خولة إمرأة أوس بن الصمت الذي كان عصبيا كما ذكر المفسرون فكان يُظاهر زوجته كلما وقع بينهما خلاف .
و الظهار عند العرب قديما كان نوعا من الطلاق إذ يقول الرجل لزوجته (( أنت عليّ كظهر أمي )) أي أنت محرمة عليّ كأمي فلا أقربك بعد الساعة .
و علي ما يبدو فقد فاض الكيل يوما بخولة فذهبت تشتكي أفعال زوجها الأرعن لرأس السلطة الحاكمة في المدينة , فجلست معه تقص عليه و تشكو بمرارة طيش زوجها .
و في حين كان يعلو صوتها أحيانا كان ينخفض أحيانا أخري , حتي أن بعض الحديث كان لا يصل لأذني عائشة التي كانت تتابع المناقشة من غرفتها .
ثم كان أن سمع الله حديث خولة كله رغم أنها كانت تهمس به لمحمد في بعضه حتي لا يسمعهما ثالث !
ففي العثيمين الجزء 5 ص 2 ( قالت عائشة رضي الله عنها تبارك الذي وسع سمعه الأصوات والله إني لفي الحجرة وإنه ليخفى عليّ بعض حديثها والله جل وعلا فوق عرشه عالٍ على خلقه سمع قولها ثم بين الله عز وجل أن الله يسمع تحاورها مع النبي صلى الله عليه وسلم لأنه تعالى سميعٌ بصير قد وسع سمعه الأصوات فما من صوتٍ خفيٍ ولا بين إلا وهو يسمعه سبحانه وتعالى وما من شيء يُرى إلا وهو يراه سبحانه وتعالى سواءٌ كان خفياً أم بيناً ثم بين الله تعالى حكم )
و أريد أن أتوقف هنا لأقرأ ما بين سطور كلام عائشة .
.
أولا عائشة تتعجب من قدرة إله محمد علي سماع ما عجزت هي - علي قربها من موقع الحدث - عن سماعه , عائشة أم المؤمنين و التي قال فيها محمد : خذوا دينكم عن هذه الحُميراء - حمراء البشرة - قارنت مستوي جودة سمع الله و كفاءة عمل أذنيه مع جودة سمعها و كفاءة أذنيها فكأن أن تعجبت من قدرة البعيد علي أن يسمع ما عجزت هي القريبة عن سماعه !
.
و عائشة التي عاشرت محمد منذ نعومة أظفارها و تربت علي يديه و علي تعاليمه لم تستطع أن تُخلص الله من الصورة البشرية التي تستمع بالكيفية ذاتها التي يستمع بها البشر فكان أن تعجبت من أنه قد سمع حتي الهمس من فوق السماوات السبع !
فإن كانت عائشة زوجة محمد و تربية يديه قد ذهب بها عقلها و تمثلت في ذهنها تلك الصورة البشرية / الوثنية للإله فما حال غيرها ممن لم ينزل الوحي علي محمد و هو في لباسهم ؟
.
و بالعودة للأية المذكورة ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلي الله و الله يسمع تحاوركما )
ففعل ( سَمِع ) هنا يعني أنصت و ليس إستجاب و الذي كان سيُغلق الباب في وجه منتقدي عبثية الأية و بشريتها , و أستند في ذلك علي الفعل ( يسمع ) في جملة ( يسمع تحاوركما ) الذي يعني حرفيا ألية عملية الإستماع للأصوات .
يقول إبن عثيمين : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) أي تجادلك في شأنه تريد منك حلاً له والسمع هنا من الله عز وجل سمعٌ حقيقي سمع الله قولها وهو فوق سماواته على عرشه .
و بصرف النظر عن كلام إبن عثيمين و جميع مفسري الأية فهي واضحة و لا تحتمل تأويلا .
.
و الإشكالية هنا تقول : إذا كان الله يعلم حقا الجهر و أخفي و عنده علم الغيب فما حاجته إلي متابعة الحوار بين محمد و خولة ؟
ما حاجتك أنت في أن تُسجل شريطا صوتيا ثم تستمع إليه لتعرف ما به ؟
فإذا كان حديث خولة مع محمد مُسجَل بالفعل في علم الله قبل أن يخلق هذا الأخير أدم أقدم جدود خولة فما الذي دفعه لسماعه ؟
هل كان يتأكد من عدم خروج أحدهما عن النص ؟
أكان يحاول أن يبدد عن نفسه الملل فأقدم علي مشاهدة فيلم يحفظه عن ظهر قلب كما نفعل أحيانا ؟
.
أما الفرضية الثانية فتقول إن الله لم يكن يعلم بمحتوي الحديث أو الشكوي و لذلك فقد جعل من نفسه أذاناً صاغية , و العجيب فعلا أن يندهش المندهشون من حدة و كفاءة سمع الله و ألا يندهشون من حاجته إليه من الأساس و هو علي علم به و حاله هنا كحال من يصيح بصوت عالِ في كهف و ينتظر كي يسمع ما الذي سينطق به صدي صوته أو كمن يكتب خطابا لأحدهم و يذهب إليه ليقرأه معه حتي يعلم محتواه !
.
في الحقيقة لم يكن إله محمد مضطرا لسرد قصة تنصته التي ليس لها داعي حيث المفروض فيه أنه يعلمها حتي من قبل أن يتمكن الغضب من أوس بن الصامت فيقرر هجر زوجته في الفراش تأديبا لها و كان في إمكانه أن يدخل في صلب الموضوع مباشرة فيلغي العمل بالظهار الذي أراد هم من البداية - بوصفه الإله - إلغائه فوضع الكلمات علي لسان أوس ليرددها الأخير كببغاء فيكون لنزول الأية - المكتوبة بالفعل في اللوح المحفوظ - سببا و بالتالي ليرهقنا المسلمون و بصدعون رؤوسنا بعبارة أسباب النزول كلما جادلناهم في متناقضات أو غرائب كلام إلههم !
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فقط للتاكد من الحفظ
بولس اسحق ( 2016 / 2 / 9 - 01:21 )
يحكى يا سيدتي انه كان هناك طلي صغير(ابن الغنمة) ولاحظ الكثير من اقرانه انه كلما يمعمع...باع...باع...باع...فانه يغمض عينيه....فساله احدهم لماذا تغمض عينك عندما تمعمع؟؟؟ فقال الطلي الصغير حتى اتاكد بانني حفظتها عن ظهر قلب...فمشكلة اله القران هي بالضبط نفس مشكلة هذا الطلي...تحياتي.


2 - عائشة
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 10 - 09:58 )
احس براحة ما بعدها راحة وانا اقرا ما تكتبين والاحظك وانت ترمين كتاب الصلعم جملة تلو جملة في سلة المهملات بعفلك الكبير وفكرك المستنير اما عن عائشة المغتصبة فكانت هي الاخرى تعلم علم اليقين ان محمد لم يرسله احد بل هو من اراد ان يؤسس للعرب ديانتهم لياخذ المشعل من اليهود الذين كان لهم كتاب وكان يكرههم


3 - ملاحطة
جابر بن حيان ( 2016 / 2 / 12 - 04:53 )
عدم التفاعل مع المعلقين من طرف الكاتبة لا يشجع على قراءة كتاباتها


4 - أهلا أستاذ جابر
منال شوقي ( 2016 / 2 / 14 - 16:50 )
أرجو منك و من الجميع المعذرة فأنا لا أجيد التفاعل مع المعلقين و تلك طبيعتي , لا أعرف كيف أرد مثلا علي من يمتدح ما كتبت و لو أني أكون سعيدة جدا طبعا , أنا فعلا لا أعرف بما أرد و تضيع مني الكلمات فتقبل إعتذاري .

اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت