الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقمة فى بطن جائع خيرٌ من بناء ألف كنيسة أو جامع

مصطفى راشد

2016 / 2 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لفتَ نظرى فى وطنى الفقير مصر ،هذا الكم الهائل من دور العبادة فى بلادنا التى تصل لحوالى 290 ألف دار عبادة ، مابين مسجد وكنيسة ودير وغيرها من الأماكن المخصصة للعبادة ، وهى نسبة عالية جداً ، مقارنةً بغيرنا من البلاد المتقدمة علمياً وسلوكياً ، وبإحصائية حسابية لهذه المبانى ، وجدنا أن أرض ومبانى هذا الكم من دور العبادة، يقدر بحوالى 850 مليار جنيه ، وأن مصاريف تشغيل هذه الدور من مرتبات ومياه ونور وفرش وغيرها تقدر بحوالى 120 مليار جنيه سنويا ، ولأنى أستاذ للشريعة ودارس لمقارنة الأديان ( الديانات ) أعرف أن الله سواء فى الإسلام أو المسيحية، لم يشترط للعبادة مبنى أو شكل معين ، بل قد أعلى من شأن العبادة الخالية لكن ذلك من صنع رجال الدين مسلم أو مسيحى أو يهودى ، ليؤكد سلطته ومكان جبايته ورياسته ووساطته بين الناس وبين الله ،ولتوضيح ذلك بالادلة من القرآن والإنجيل ، فهذا هو رسول الإسلام (ع ) يقول على لسان أبى هريرة (ض) فى حديث (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الذى رواه الشيخان البخارى ومسلم ،حيث يذكر بالحديث النوع السابع الذى سوف يظله الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله بقوله (ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) --- كما أن جميع الأرض جُعَلت للمسلمين مسجداً وطهوراً ، كما ورد فى البخارى حديث جابر بن عبد الله --عن الرسول (ع) قال (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً فإيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة.) متفق عليه
وايضا قوله تعالى فى سورة الإسراء آية 110 ( قُل أدعُوا الله أو أدعُوا الرَحَمنَ أياً مَاَ تَدعوا فَلَهُ الأسمَاءُ الحُسنَى وَلا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِت بِهَا وابتَغِ بَينَ ذَلكَ سَبيلاً )
كما أن الكتاب المقدس فى العهد الجديد ( الإنجيل ) يقول فى إنجيل متى آية 6:5 (وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ، لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ )!
وايضاقوله فى إنجيل متى آية 6:6 (وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً )
وايضا فى إنجيل لوقا آية 22 : 41 قال (وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى )
ورغم هذه الآيات الواضحة الجلية فى الإنجيل والقرآن، التى تدلل على تعظيم الصلاة الخالية، لبعدها عن المظهرية والرياء ، إلا أن الرياسات الأرضية البشرية من رجال الدين فى الجانبين، قد وجدوا فى هذه المبانى تكبير لزواتهم ، وتثبيت لرياساتهم ، والتحكم فى شعبهم وأتباعهم ، فجعلو التركيز فى إنشاء دور العبادة، دون المدارس، والمصانع، والمستشفيات، ودور الأيتام ، رغم أن هذه المبانى تقدم أعلى صور للعبادة، وهى العبادة العملية وماتحمله من مقاصد السماء من التكافل والعدالة الإجتماعية ، والتراحم بين العباد وحماية كرامتهم ، لأن المؤمن القوى خيرً من المؤمن الضعيف ، فالمؤمن المتعلم الذى يكسب من عمل يديه وصحته جيدة ، أفضل من المؤمن الجاهل الذى يتسول حاجته ويعانى من الأمراض ، لذا أتخيل لو أن هذه المليارات قد صُرِفَت على مدارس ومصانع ومستشفيات ودور للأيتام ، ومساكن للفقراء ، وبيوت لأطفال الشوارع ، فما كنا على هذا الحال الذى نحن عليه ،
لذا نحن نطالب الحكومة بالإكتفاء بدور العبادة الموجودة حالياً ، وإصدار قرار فورى شجاع، مدرك لمقاصد السماء ، تصديقاً لقوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) التوبة آية 105 ، وقوله تعالى فى إنجبل متى آية 5 : 19 (وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. ) بأن تصدر الحكومة قرار ، بتحويل أى طلبات لإنشاء دور عبادة إلى مدارس أو مصانع أو مستشفيات أودور للأيتام ، حِسبةً لله تعالى ، وإعلاءً لمقاصد السماء التى تهدف إلى العدالة والتكافل الإجتماعى ، لأن الله غيرُ محتاج والعبد محتاج ، ------- فهل من سبيل لإعلاء وتطبيق مقاصد السماء الصحيحة ، والبعد عن الشكل والإهتمام بالجوهر ، لأن الإهتمام بالشكل والبعد عن الجوهر ، أعطانا مجتمع ملىء بالسلوكيات الرديئة والأفكار الهدامة التى تنتِج متعصب ومتطرف وإرهابى ، بعد أن حرمناهم من التعليم الصحيح ، والحق فى العمل والعلاج ، وتقديم الكفاءة على الأهل والمعارف ، كى نرى مصر تتقدم فى المسيرة ، بعد أن غابت عنا المفاهيم الصحيحة لمقاصد الشريعة ، لذا نحن نطالب الرئيس ومجلس النواب ، بسن قانون أو قرار، بوقف بناء المساجد والكنائس بمصر الفقيرة ، لمدة 10سنوات ، كى نطعم أولا الجائع ،لأن لقمة فى بطن جائع هى عند الله خيرٌ من بناء ألف كنيسة أوجامع .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د - مصطفى راشد عالم أزهرى
رئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف
ت موبايل وفيبر وواتساب 0061452227517 استراليا
E- [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبد العزيز عزو
فرصة عمل للناس خير من بناء اماكن عباد جديدة ( 2016 / 2 / 10 - 17:19 )
نعم مكان العبادة متاح في اي مكان وفي البيت وتوفير فرصة عمل للشباب واجب وفرض علي الناس في هذا العصر فالله تعالي لا يحتاج للعبادة كل هذه الزاويا والمساجد والكنائس والمعابد وكثير منها خالي لا نها تكفي البشر وزيادة والله اتاح العبادة في اي مكان طاهر ولكن كثير من الناس لا تفهم ذلك يصرفون الالاف والملايين من الجنيهات لبنائها والناس تموت جوعا فهل هذا يصح يا عالم ومثلها سرداقات العزاء وكثرة الحج والعمرة وعضوية النوادي وغيرها من اشياء اخري والناس تموت جوعا أو من كثرة الديون ولاحول ولاقوة الا بالله رزق الله الناس البصيرة والتنوير في التخفيف عن الناس فالله يرحم من علم انسان أو وفر فرصة عمل له خير من كثرة بناء كل اماكن العبادة فالعبادة ميسرة وسهلة في اي مكان ولكن ماذا نقول علي ناس قلوبها وعقولها عليها أقفال من حديد


2 - مقالك وجيها ولكن...
salah amine ( 2016 / 2 / 10 - 20:06 )
مقالك وجيها ولكن رسولك لا تصلح أقواه لقيادة المجتمع الحديث.


3 - بناء دور العبادة
شاكر شكور ( 2016 / 2 / 10 - 20:24 )
بالحقيقة اغلب الدول الإسلامية تمول بناء الجوامع من خزينة الدولة بخلاف بناء الكنائس المفروض عليها شروط طويلة وتعجيزية لبناءها وغالبا ما يكون بناء الكنائس من تبرعات الناس لذلك نرى عدد الكنائس محدود والمشكلة عندما تبنى كنيسة يبادر المسلمون بتقديم طلبات لبناء جوامع حولها مزودة بسماعات بوقية تنطلق منها اصوات كغارة حربية ضد الكنائس لتكبير الإله أكبر وهلاله ، في بعض البلدان العربية كمصر ولبنان والعراق استخدمت عملية بناء الجوامع كأداة لمحو هويات الحارات التي يسكنها غالبية مسيحية ولم تكن الحاجة تقتضي لبناءها ولكن للتعبد بعبارة (وأقعدوا لهم كل مرصد) ، من ناحية اخرى يقوم بعض المتبرعين الأغنياء ببناء الجوامع ليس من اجل العبادة بل من اجل تخليد اسماؤهم بوضعها على اسم الجامع وهؤلاء تقبل عطيتهم حتى ان كان مصدرها التجارة بالمخدرات او من مصدر المتاجرة في الدين كالشيخ الثري خالد الجندي الذي بنى له فضائية كجامع يبث منها تعاليم لتجنيد الدواعش وبث الفرقة بين افراد الشعب ، تحياتي الخالصة للدكتور الشيخ مصطفى راشد المحترم


4 - أبصم معك بالعشرة
muslim aziz ( 2016 / 2 / 11 - 00:41 )

قد اتفق معك او اختلف ولكن في مقالك هذا انا اتفق معك مئة بالمئة
فمصر الحبيبة والغالية بحاجة للمدارس والمستشفيات ودر الايتام واطعام الناس اكثر من دور للعبادة


5 - فكرة عظيمة
عبد الجبار ( 2016 / 2 / 11 - 02:28 )
الشعب يريد التجديد حتى في الدين والشعب يريد إغلاق دور العبادة ايضاً لان منها ومن تعاليمها تخرج أفكار سامة وحقد وبغض وكراهية ، اقل ما يمكن عمله حالياً هو مراقبة والتاكد من الخطابات الدينية المحرضة على العنف سواء التي تصدر من الجامع او الكنيسة او اي دور للعبادة ومحاكمة كل مخالف بالإعدام ، وبعدها يكون الامن وألامان قد استقر في كل بلد تكثر فيه دور العبادة( الفساد ) والشيخ الفاضل قال بصدق ان اطعام جاءعاً خيراً من بناء دار عبادة ، وبناء مدرسة واحدة خيراً من الف دار للعبادة ، ولكن يا شيخنا الفاضل هل الامام الجامع يوافق على رأيك الصواب ؟ اظن لن يتفق لانه يسترزق من وراء الخطابات المدفوعة أجرها من جهات ومن دول ، والامر ينطبق على رجال الدين المسيحيين اللذين يتنعمون بأحلى حياة ومستفيدين من تبرعات المواطنين الفقراء .ولكن اذا قارنت بعدد الكنائس مقابل الجوامع فانه لا يشكل هذا العدد الكبير ، بينما الجوامع وما شاء الله على كبر الجوامع و ضخامتهم وبين جامع وجامع يوجد جويمع ، اشكر الشيخ مصطفى الراشد على موضوعه المهم.


6 - كلام فارغ
emad.emad ( 2016 / 2 / 11 - 05:31 )
هذا كلام صبيه غير مدركين لواقع البلد
انت عايز الحكومه تصدر قرار بمنع بناء المساجد
طيب المناطق الجديده
هههههه
الفرافره لسه تقول يا هادى فيها 9 جوامع بناها الجيش
بص يا عم الحاج خليك فى منتجعات استراليا
اوعى تجى هنا اليومين دول
الدنيا برد


7 - مساجد الكفار
طاهر مرزوق ( 2016 / 2 / 11 - 13:38 )
شيخنا العزيز/مصطفى راشد
يتفق معك الغالبية العقلاء الذين أكتشفوا العصبية والعنصرية التى يتحلى بها أخلاق أئمة المساجد، حيث أخلاقهم العنصرية التى تأمر المصلين بأهمية القيمة الأخلاقية للكراهية والبغض للآخر فى إيمانه الإسلامى، وصراخ هؤلاء الأئمة بنار جهنم لغير المسلمين هل إله القرآن وإله محمد يتفقان معاً على هذا الصراخ النارى والدعوات اليومية للكراهية؟
لك كل الشكر على هذا الفكر التنويرى الذى يحتاج من القراء إلى التمعن فى كلامه والإستفادة به فى تعاملاته اليومية لتحسين شخصيته وتنقية ضميره من شوائب أفكار الكراهية والهجوم البغيض على غير المسلمين كفاراً كانوا أو ملحدين، وكفى نفاقاً عندما يقول المسلم: نحن لا نكفر أحداً لأن هذا ليس كلامنا بل كلام الله الموجود فى القرآن، هل تريدون منا عصيان الله وعدم قراءة كلامه فى القرآن؟
شكراً لمقالاتك وفى أنتظار المزيد منها لكشف كهنة وإخوان الإزهر.

اخر الافلام

.. 165-An-Nisa


.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام




.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa