الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديان حاجة القطيع ....واغلال في عقول التصوف

ماجد امين

2016 / 2 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



اقتناء الاديان ليس بالضرورة تدينا بها ..

من المعلوم ان الانسان ومع انبثاق فجر التوهج الفكري لوعيه ...حلق بعيدا في سماء لاحدود لها عن محطات للتامل .وطهارة ذاته العليا مما ارتكبته ذاته السفلى ..من اخطاء تواترت توريثا من ماضيه الحيواني السالف ..وان نظر باستهزاء لما كان عليه من حيوانية غرائزيه ...كانت ذاته السفلى كفيلة بتحقيق رغباته وان كانت ببشاعة تثير التقزز ...لكن ذاته العليا حاولت جاهدة ان تنتج قيما لاباس بها لتصحيح اخطاء التوريث الغرائزي من اسلافه ...

كان لزاما عليه ان يسير بدروب شائكة ويلاقي مصاعب جمة ..لطهارة ذاته في الارتقاء والسمو ...ولادعي للتذكير بمراحل التوضؤ والتطهر من تلك الادران ..لكون المسيرة طويلة جدا بحيث لاتسمح بسردها وان كانت معلومة لكل ذي بصيرة وعقل ...

ربما كانت خطوات التطهر والتوضؤ هي انتاج منظومات قيميه ..وان كانت بسيطة لاترقى كي تكون عقيده ولكن لاننسى بان تلك القيم التي انتجها لم تكن تسنطيع مغادرة ثقل وضغط الحاجة او الرغبة او تاثير حاجات الذات السفلى ...

طورت الاقوام السالفة تلك المنظومات القيميه الى سنن ولانغفل تاثير ميتافيزيقية الطوطم على تفكير الانسان ...فكانت مرحلة الكهانه ...ووكالة للالهة المتعدده ...ثم ولوجا للثنائية الزرادشتيه ..او الثالوثية اللاحقه ...او الاله الطوطم ...انتهاءا باله ابراهيم الواحد ...وصولا للمصمم الذكي ...

اذن كانت الكهانه والدجل والاله الطوطم وهكذا دواليك ...محض رغبات او حاجات وان قننت بقواعد ...لكنها لم تكن تتجاوز حدود الحاجه او الخوف في ابعد الاحيان ...

حاجة ورغبة وصمامات توجيه لرغبات جامحه للقطيع الذي لابد من وضع عدة مرشحات وموانع والا انطلق القطيع بحيوانيته مدمرا معيثا فسادا وتقتيلا .وربما اقصاء كل من توهجت ذاته العليا لانتاج الفضيلة والقيم وكل ما من شانه نشر التنوير ورقي الانسان لمراتب تسمو على حاجات الذات السفلى الحيوانية الاصل والمنشأ .

نعم ليس بالضرورة ان يكون من اقتنى او اتبع الاديان متدينا ...لكنها اي" الاديان " قد تكون ادوات تثبيط وموانع تنجي من تمرد سطوة الغرائز والحاجات ..بيد انها من الخطورة بمكان لو كان العراب او الكاهن يسيرها باتجاه الانا وبالتالي لتحقيق المآرب وهنا ستكون كلمة حق يراد بها باطل ...

الاديان بالنسبة للقطيع حاجز الدفاع والخوف الاول ...وحتى بالنسبة للتنويريين ...الذيم يرون في الاديان مشكلة يغفلون انهم بدون تلك الاديان قد يطاح بهم من قبل رعاع القطيعية ...الجرثومة تضرك لكنك تحتاجها لكي تصنع مصلا لزيادة المناعة ...

السجائر مضرة لكن وجودها اهم من عدمه كذلك الخمرة ...ربما صانع الخمرة لايشرب كما يشرب الاخر ...لان صانع الخمرة مكتف بفعل الغريزة ...

هناك اشياء نذمها ونكيل لها شتى واقذعه الكلمات لكن اهميتها لايمكن تغافلها ..

هناك افراد او ذوات هم اساسا فوق الاديان ...اي انهم ليسوا بحاجة للاديان بل ربما الاديان بحاجة لهم ...وهناك امثلة ساذكرها في مقالاتي اللاحقه ...

القطيعيون بحاجة للاديان وهذا ليس سبة او عيبا ..لانهم ببساطة لم تنضج ذاتهم العليا اذ مازالت اسيرة لذلتهم السفلى الحيوانيه ...وبالتالي فهم بحاجة لمزيد من الزمن ...لكي يصلوا لما وصل اليهم اقرانهم ممن يغردون بعيدا عن القطيع ..

تبقى المسالة الاخرى ...وهي كون تلك الاديان ستتحول الى قيود واغلال تقيد وتغل فكر المتصوف ..او الباحث عن الفلسفة في الوجود .لانه اغترف معرفة كاملة بخدع الكاهن ...وعرف مكامن ضعف الاديان وانطلق بفكره لكنه مقيد ومغلول كما جرى للكثير كالحلاج او غيره ممن حاول على الاقل من الخروج من مأزق الجبريه الفرطه ..انها محولات التحليق لطائر قصت جناحيه ...

حينها ندرك بلا ادنى شك او ريب ان الاديان هي لاتعدو الا حاجات ورغبات سواء للعرابين ام للقطيعيين ...هذه هي فلسفة الكهانة والاديان على مر العصور ...ولكن ليس من السهولة مغادرة ارث الماضي لاسيما لكائن هو انسان مختلف في اصوله هل هو من سلف حيواني ام صنف مخلوق لذاته ...فحين ننظر الى اظافرنا سنتذكر اننا نحمل مخالب السلف السالف ..وحينما نتذكر حاجاتنا ورغباتنا وخوفنا نكاد نقر بما توارثناه من كائن ننظر اليه باحتقار وسخريه لكنه اصل لنا وسلف منه اتى خلف يحاول الارتقاء لنسيان اصوله التي تحمل الذات الحيوانيــــــــــــــــــــــــــــــــة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-