الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حرّر المرأة في تونس ومصر؟

سيف الدّين بنزيد

2016 / 2 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



سيف الدّين بنزيد/ أكاديميّ تونسيّ

يؤسفني أنّ المرأة في مصر وتونس ظلّت طيلة عقود تتوهّم أنّ الفضلَ في تحرّرها يعود إلى مبادرة ذكوريّة لثلّة من المثقّفين. والواقع مخالف لذلك.
فالمرأة في مصر حرّرتها أو ساهمت في تحرّرها الأميرة نازلي ابنة مصطفى فاضل حفيد محمد علي الكبير وزوجة خليل بوحاجب ابن المصلح التونسيّ سالم بوحاجب ومؤسسة أوّل صالون نسائيّ في العالم العربيّ أواخر القرن التاسع عشر كان يؤمّه كبار السياسيين والمفكرين، ولم تظهر نزعة الشيخ محمد عبده إلى تحرير المرأة إلا بعد مقابلته للأميرة وتأثره بأفكارها كذلك الحال مع قاسم أمين. فهذا الرّجل كان معاديا للمرأة في كتابه "المصريّون" الصادر بالفرنسيّة سنة 1894 إذ انتقد فيه اختلاط المرأة بالرجال واستنقص من ملكاتها العقلية والإبداعيّة ودعا إلى حجبها بالبيت ولم تتغير نظرته الدونية هذه إلا بعد مقابلة الأميرة نازلي فإذا بكتابه "تحرير المرأة" الصادر سنة 1899 يخلق جدلا عظيما لمناقضته ما ورد في الكتاب الأول. وقد كان لأفكار نازلي الأثر الكبير في نشر سلامة موسى بعد ذلك مجموعة من المقالات تحت عنوان "المرأة ليست لعبة".
أمّا من ساهم في تحرير المرأة التّونسيّة فامرأة كذلك وهي المثقفة "حبيبة المنشاري" إذ ألقت محاضرة يوم 9 جانفي 1929 دعت فيها إلى التحرّر من "السّفساري" (رداء ينسب قماشه إلى مدينة سفسار الفارسيّة قديما) وكان ذلك قبل صدور كتاب "امرأتنا في الشّريعة والمجتمع" للطاهر الحدّاد (1899/1935)، وكان من جملة المناقشين يومها الزعيم الحبيب بورقيبة الذي لم تعجبه الفكرة فقال:" لا تنسوا أنّ السفساري دخل منذ قرون في تقاليدنا وأصبح جزءً لا يتجزّأ من ذاتيتنا (...) إنّي أجيب طبعا بالنفي..." وكانت هنالك دوافع سياسيّة حتّمت على بورقيبة رفض تحرّر المرأة في ذلك الوقت كخوفه من الهيجان الشعبيّ في فترة انتقالية حسّاسة من تاريخ البلاد وفي ظلّ قلّة المتعلّمين والمثقّفين. وقد لاقت أفكار الحدّاد معارضة تجسّمت في ظهور كتاب عنوانه "الحِداد على امرأة الحدّاد" للشيخ الزيتونيّ ومفتي الدّيار التونسيّة محمّد صالح بن مراد. وقد أردت من خلال هذا المقال أن أبيّن من باب الأمانة التّاريخيّة أنّ المرأة في تونس ومصر قد حرّرت نفسها بنفسها. وعموما فإنّ المرأة التي حمّلها اليهود وزر الخطيئة الأولى لوحدها - وليس ذلك صحيحا- هي في منزلة الرّجل وفي بعض الأحيان تكون أعلى منزلة كما تشير الآية "وليس الذّكر كالأنثى" (آل عمران 36) لأنّ المشبّه به يكون دائما أفضل من المشبّه ولأنّ تلك الأنثى في السياق القرآنيّ هي مريم بنت عمران، كما يمكن أن تكون المرأة صاحبة القوامة بالمعنى الرّوحانيّ إذا كانت صالحة ومؤمنة لقوله تعالى "بما فضّل الله بعضهم على بعض" (النساء 34). ولكن اكتفى الكثير من المفسّرين بعزل قوله تعالى "الرّجال قوّامون على النّساء" عن باقي الآية فترسّخت للأسف تلك الصّورة الدّونيّة للمرأة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحفيات أكثر عرضة للانتهاكات والتحرش اللفظي أو الجسدي


.. مريم شمالي وهي ربة منزل من إحدى قرى سعدنايل




.. نعمت شفيق .. المرأة الحديدية تقمع مظاهرات الطلاب الرافضة لإس


.. حديث السوشال | علاقة -سرية- بزعيم عصابة تتسبب في قتل ملكة جم




.. المشاركة في المسيرة جنان الخطيب