الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنازع العقائد المسيحية

محمد صالح الطحيني

2016 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو أن عادات وعقائد مختلفة متناقضة لم تنشأ في مراكز المسيحية المتعددة المستقلة بعضها عن بعض إلى حد ما والخاضعة إلى تقاليد وبيئات مختلفة. لو أن هذا لم يحدث لكان عدم حدوثه أمراً شديد الغرابة. ولقد قدر للمسيحية اليونانية بنوع خاص أن يطغي عليها سيل من البدع الدينية بتأثير عادات العقل اليوناني الميتافيزيقية المولعة بالنقاش والجدل؛ وليس من المستطاع فهم المسيحية على حقيقتها إلا إذا عرفنا ما دخل فيها من هذه البدع، لأنها وإن غلبتها لم تسلم من بعض ألوانها وأشكالها.
وكان ثمة عقيدة مشتركة وحدت الجماعات المسيحية المنتشرة في أنحاء العالم: هي أن المسيح ابن الله، وأنه سيعود لإقامة مملكته على الأرض، وأن كل مَن يؤمن به سينال النعيم المقيم في الدار الآخرة. ولكن المسيحيين اختلفوا في عودة المسيح؛ فلما أن مات نيرون، وخرب تيطس الهيكل، ولما أن دمر هدريان أورشليم، رحب كثيرون من المسيحيين بهذه الكوارث وعدوها بشائر بعودة المسيح.
ولما أن هددت الفوضى الإمبراطوريّة في أواخر القرن الثاني، ظن ترتليان وغيره أن آخرة العالم قد دنت؛ وسار أحد الأساقفة السوريين على رأس قطيعه إلى الصحراء ليلتقي بالمسيح في منتصف الطريق، وأفسد أسقف آخر في بنطس نظام أتباعه بأن أعلن أن المسيح سيعود في خلال عام واحد. ولما لم تصدق كل هذه العلامات، ولم يعد المسيح، رأى عقلاء المسيحيين أن يخففوا من وقع هذه الخيبة بتفسير موعد عودته تفسيراً جديداً، فقيل في رسالة معزوة إلى برنابا إنه سيعود في خلال ألف عام، وقال أشد هؤلاء حذراً إن عودته ستكون حين ينقرض "جيل" اليهود أو شعبهم عن آخره، أو حين لا يبقى أحد من غير اليهود لم يصل إليه الإنجيل؛ أو كما يقول إنجيل يوحنا: إنه سيرسل بدلاً منه الروح القدس أو المقرِّى ؛ ثم نقل الملكوت آخر الأمر من الأرض إلى السماء، ومن حياة الناس في هذه الدنيا إلى الجنة في الدار الآخرة. بل إن الاعتقاد بعودة المسيح بعد ألف عام أصبح لا يلقى تشجيعاً من الكنيسة، وانتهى الأمر بأن صارت تقاومه وتحكم على القائلين به بالزيغ والضلال.
وملاك القول أن الاعتقاد بعودة المسيح الثانية هي التي أقامت صرح المسيحية، وأن الأمل في الدار الآخرة هو الذي أبقى عليها .
وإذا غضضنا النظر عن هذه العقائد رأينا أن أتباع المسيح قد انقسموا في الثلاثة القرون الأولى من ظهوره إلى مائة عقيدة وعقيدة. ولو أننا عمدنا إلى ذكر العقائد الدينية المختلفة التي حاولت أن تستحوذ على الكنيسة الناشئة ثم عجزت من الوصول إلى غرضها، والتي اضطرت الكنيسة إلى أن تصمها واحدة بعد واحدة بأنها كفر وسعي إلى الانشقاق والتفريق، لو أننا فعلنا هذا لكان ذلك جهلاً منا.
وجدير بنا أن نشير هنا إلى الأدرية - أي طلب العلم الرباني (gnosis) عن طريق التصوف - لم تكن كفراً بالمسيحية بقدر ما كانت عقيدة منافسة لها. لقد نشأت هذه العقيدة المسيحية، وكانت تبشر بوجود المنقذ (Soter) قبل أن يولد المسيح. وأكبر الظن أن سمعان المجوسي السامري الذي عاب علية بطرس اتجاره بالرتب الكهنوتية كان هو نفسه مؤلف كتاب المعرض الأكبر الذي جمع فيه طائفة لا حصر لها من الأفكار الشرقية عن الخطوات المعقدة التي يستطيع بها العقل البشري أن يصل إلى العلم الملم بالأشياء كلها. وفي الإسكندرية امتزجت الأرفية، والفيثاغورية الجديدة؛ والأفلاطونية الجديدة بفلسفة فيلون العقلية ودفعت بسيليدس Basilides وفلنتينس Valentinus وغيرهما إلى تكوين أنظمة عجيبة من "الفيض الرباني" "وإيونات" العالم المجسدة ؛ وأوجد بردسانس Bardesanes في الرها اللغة السريانية الأدبية بوصفه هذه الإيونات شعراً ونثراً. وعرض ماركس الأدري The Guostic Mercus في غالة أن يكشف للنساء أسرار ملائكتهن الحارسة، وكان كل ما أوحى به إليهن إطراء لهن ونفاقاً، وقبل في نظير ذلك أن يستمتع بهن.
وكان أعظم الملاحدة الأولين من غير الأدريين، ولكنه تأثر بآرائهم الدينية. وتتلخص قصة مرسيون Marcion وهو شاب ثري من أهل سينوب في أنه جاء إلى روما حوالي عام 140 معتزماً أن يتم ما بدأه بولس وهو تخليص المسيحية من اليهودية. وكان مما قاله مرسيون إن المسيح حسب رواية الأناجيل، قد قال إن أباه إله رحيم، غفور، مُحب، على حين أن يهوه كما يصفه العهد القديم، إله غليظ القلب؛ صارم في عدله مستب، إله حرب؛ ولا يمكن أن يكون يهوه هذا أباً للمسيح الوادع. وتساءل مرسيون قائلاً أي إله خير تطاوعه نفسه بأن يقضي على البشر جميعاً بالشقاء لأن أباهم الأول أكل تفاحة، أو رغب في المعرفة أو أحب امرأة؟ إن يهوه موجود، وهو خالق العالم، ولكنه خلق لحم الإنسان وعظامه من المادة، ولهذا ترك روح الإنسان مسجونة في قالب من الشر، وأراد إله أكبر من يهوه أن يطلق هذه الروح من ذلك السجن فأرسل ابنه إلى الأرض؛ وظهر المسيح؛ وكان عند ظهوره في سن الثلاثين، في جسم طيفي غير حقيقي، وكسب بموته لخيار الناس ميزة البعث الخالص. ويقول مرسيون إن الأخيار هم الذين يفعلون ما فعله بولس فينبذون يهوه والشريعة اليهودية، ويرفضون الكتب العبرانية المقدسة، ويتجنبون الزواج، واللذات الجنسية جميعها، ويتغلبون على الجسم بالزهد الشديد. عمل مرسيون على نشر هذه الآراء بإصدار عهد جديد غير العهد المعروف يتكون من إنجيل لوقا ورسائل بولس. وأصدرت الكنيسة قراراً بحرمانه، وردت إليه المال الكثير الذي وهبه إليها حين جاء إلى روما.
وبينما كانت الشيعتان الأدرية والمرسيونية آخذتين في الانتشار السريع في الشرق والغرب ظهر زعيم جديد لشيعة ضالة أخرى في ميسيا Mysia. فقد قام في عام 156 رجل يدعى منتانس Montanus يندد بتعلق المسيحيين المتزايد بشئون هذا العالم وبازدياد سلطان الأساقفة المطلق على الكنيسة، وأخذ يطالب بالعودة إلى بساطة المسيحية الأولى وصرامتها، ويرد حق التنبؤ أو القول الملهم إلى أعضاء الجماعات المسيحية. وآمنت امرأتان تدعيان بريسلا Priscilla ومكسمليا Maximillia بأقواله، وأخذتا تنطقان في أثناء غيبوبتها الدينية بأقوال أصبحت النبوءات الباقية لهذه الشيعة. وكان منتانس نفسه يتنبأ في أثناء نشوته الدينية بنبوءات بلغ من فصاحتها أن أتباعه الفريجيين أخذوا يلقبونه بالجدي الذي وعد به المسيح، ويلقونه بنفس الترحيب الحماسي الذي كان يصدر من أتباع ديونيشس. وكان مما تنبأ به أن ملكوت السموات قد دنت ساعتها، وأن أورشليم الجديدة التي يقول بها سفر الرؤيا ستنزل من السماء على سهل قريب بعد زمن قليل. ثم سار بنفسه إلى هذه الأرض الموعودة على رأس حشد من الناس بلغ من الكثرة درجة خلت معها بعض المُدن من سكانها. وحدث في هذا الوقت ما حدث في بداية عهد المسيحية فامتنع الناس عن الزواج وعن التناسل، وجعلوا متاعهم ملكاً مشاعاً بينهم، وعمدوا إلى التقشف والزهد استعداداً بمجيء المسيح. ولما اضطهد أنطونينس الحاكم الروماني المسيحيين في آسية الصغرى هرع مئات من أتباع منتانس إلى محاكمه سعياً منهم إلى الاستشهاد، ورغبة في الجنة. ولم يستطع أنطونينس أن يحاكمهم كلهم فاكتفى بإعدام بعضهم وطرد معظمهم وقال لهم: "أيها الخلائق التعساء! إذا كنتم تريدون الموت حقاً، فهل عدمتم الجبال وأجراف الصخر العالية؟"وأعلنت الكنيسة أن تعاليم منتانس كفر وضلال؛ وأمر جستنيان في القرن السادس الميلادي بإبادة هذه الشيعة عن آخرها، فاجتمع بعض أتباع منتانس في كنائسهم، وأضرموا فيها النار، واحترقوا فيها أحياء.
أما الشيع الضالة الصغرى فقد كانت مما يخطئه الحصر، فمنها شيعة الزهّاد التي عمدت إلى قمع شهواتها بمختلف الوسائل، وقالت إن الزواج من الخطايا؛ ومنها شيعة المتخيلة (Docetists) القائلة بأن جسم المسيح لم يكن لحماً ودماً بل كان شبحاً أو خيالاً؛ ومنها الثيودوتية التي لم تكن ترى في المسيح أكثر من إنسان، والمتبنية ، وأتباع بولس السموساتي Samosata وكانت هاتان الطائفتان تعتقدان أن المسيح كان بمولده رجلاً عادياً ولكنه وصل إلى درجة الألوهية بكماله الخلقي؛ ومنها الظاهرية Modalists والسابلية (أتباع سابليوس) القائلة بأن الأب والإبن والروح القدس ليست أقانيم منفصلة بل هي صور مختلفة يظهر فيها الله للإنسان، ومنها المنكرون وجود شخصية مستقلة للمسيح والقائلون إن ألوهيته ليست إلا قوة وهبت له. وهؤلاء كلهم يعتقدون أن الأب والإبن شخص واحد؛ واليعاقبة الذين يعتقدون أن للمسيح طبيعة واحدة؛ ومنها القائلون بأن للمسيح مشيئة واحدة، وتغلبت الكنيسة على هذه الشيع كلها بما كان لها من نظام خير من نظمها جميعاً؛ وبتمسكها الشديد بمبادئها، وبفهمها طبائع الناس وحاجاتهم أكثر منها.
وظهر في القرن الثالث خطر جديد في بلاد الشرق يهدد كيان المسيحية، ذلك أن شاباً صوفياً فارسياً يدعى ماني الطشقوني أعلن عند تتويج شابور أنه المسيح المنتظر، وأن الإله الحق أرسله إلى الأرض ليقوّم حياة البشر الدينية والأخلاقية. وأخذ ماني عقائده من الزرادشتية، والمثراسية، واليهودية، والأدرية، فقسم العالم مملكتين متنافستين هما مملكتا الظلمة والنور؛ وقال إن الأرض تتبع مملكة الظلمة، وإن الشيطان هو الذي خلق الإنسان، ولكن ملائكة إله النور استطاعت بطريقة خفية أن تدخل إلى البشرية بعض عناصر النور وهي العقل والذكاء والتفكير. وقال ماني أن في النساء أنفسهن بصيصاً قليلاً من النور، ولكن المرأة هي خير ما صنع الشيطان، وهي عامله الأكبر في إغواء الرجل وإيقاعه في الذنوب. فإذا امتنع الرجل عن العلاقات الجنسية، والكلف بالنساء وعن السحر، وعاش عيشة الزهد، ولم يطعم إلا الأغذية النباتية، وصام عن الطعام بعض الوقت، فإن ما فيه من عناصر النور يتغلب على الدوافع الشيطانية، ويهديه إلى النجاة، كما يهديه النور الرحيم. وظل ماني ينشر دعوته بنجاح ثلاثين عاماً صلب بعدها بناء على طلب كهنة المجوس، وحشي جلده بالقش، وعلق على أحد أبواب مدينة السوس؛ وبعث استشهاده في الناس حماسة قوية، فانتشرت مبادئه في غربي آسية وشمالي أفريقية؛ واعتنقها أوغسطين مدى عشرين عاماً، وعاشت بعد اضطهاد دقلديانوس، وفتوح المسلمين، وظلت تحيا حياة مضمحلة مدى ألف عام إلى أن ظهر جنكيزخان.
وكانت الأديان القديمة لا تزال هي أديان الكثرة الغالبة من سكان الإمبراطوريّة، فأما اليهودية فقد ضمت في مجامعها المتفرقة المطرودين من أتباعها بعد أن عضهم الفقر بنابه، وأخذت تنفس عن تقواها بترتيل التلمود؛ وظل السوريّون يعبدون بعل وإن أسموه بأسماء يونانية، كما ظل الكهنة المصريّون قائمين على خدمة آلهتهم الحيوانية الكثيرة بإخلاص وولاء؛ واحتفظت سيبيسل، وإيزيس، ومثراس، باتباعها إلى القرن الرابع؛ واستحوذت مثراسية جديدة على الدولة الرومانية في عهد أورليان، واستمرت النذور والقرابين ترسل إلى آلهة الرومان القديمة في هياكلها، وظل المبتدئون والطلاب يرحلون إلى اليوزيا، والمواطنون الذين يتطلعون إلى المراكز العليا في الدولة يؤدون مناسك دين الأباطرة في مختلف أنحائها، لكن هذه الأديان القديمة فقدت حيويتها، ولم تعد تثير في الناس ذلك الإخلاص القلبي الذي يبعث الحياة في الدين اللهم إلا في أماكن قليلة متفرقة؛ ولم يكن سبب هذا الضعف أن اليونان والرومان قد تركوا أديانهم التي كانت في يوم من الأيام إما جميلة محببة أو قوية صارمة؛ بل كان سببه أنهم فقدوا إرادة الحياة، وعمدوا إلى الإسراف في تحديد النسل إلى أبعد الحدود، أو إنهاك الجسم، أو الحروب المدمرة، فقل عددهم إلى الحد الذي أفقد الهياكل عبَّادها في الوقت الذي فقدت فيه الأرض زرّاعها.
وبينما كان أورليوس يقاتل المركمانهيين على ضفاف الدانوب في عام 178 حاولت الوثنية محاولة خطيرة أن تحمي نفسها من المسيحية، وكل ما نعرف عن هذه المحاولة مستمد من كتاب أرجم Origen المسمى ضد سلسس Againist Celsus وما فيه من عبارات نقلت في غير عناية من كتابه كلمة الحق لسلسس.
وكان سلسس هذا - وهو ثاني رجل نذكره في قصتنا بهذا الاسم - رجلاً من رجال الدنيا الذين يمتعون أنفسهم بنعيمها، ولم يكن من الفلاسفة، وكان يحس أن الحضارة التي يستمتع بها مرتبطة أشد الارتباط بالدين الروماني ولذلك أخذ على عاتقه أن يدافع عن هذا الدين بأن يهاجم المسيحية التي كانت وقتئذ أكبر أعدائه وأشدهم باساً. وعمد إلى دراسة الدين الجديد دراسة دهش من غزارتها. ثم أخذ يهاجم ما في الكتاب المقدس من أمور لا تجوز، على حد قوله، إلا على بسطاء العقول، كما هاجم صفات يهوه، وما يعزى إلى معجزات المسيح من أهمية، وما بين موت المسيح وقدرته الإلهية من تناقص. وسخر من اعتقاد المسيحيين بالنار التي سيحترق بها العالم آخر الأمر، وبيوم الحساب، وبعقيدة البعث والنشور:
"من السخف أن تظن أنه حين يأتي الله بالنار، كما يفعل الطهاة، سيحترق بها سائر البشر ولا يبقى إلا المسيحيون - لا الأحياء منهم وحدهم، بل من ماتوا من زمن طويل، فيقوم هؤلاء من قبورهم في الأرض بأجسامهم التي كانت لهم قبل الموت. الحق أن هذا هو أمل الدود!... وليس في وسع المسيحيين أن يقنعوا بهذه العقائد إلا المغفلين، الأراذل، ضعاف العقول من العبيد والنساء والأطفال ماشطي الصوف، والأساكفة، والقصارين أجهل الناس وأسافلهم؛ وكل من هو مذنب آثم، أو أبله أضله الله سواء السبيل".
وقد روع سلسس انتشار المسيحية، وعدائها للوثنية وازدراؤها إياها، هي أو الخدمة العسكرية، والدولة؛ وقال في نفسه: كيف تستطيع الإمبراطوريّة أن تحمي نفسها من البرابرة الذين يحومون حول أطرافها في جميع جهاتها إذا خضع أهلها لهذه الفلسفة المسالمة؟ وكان يرى أن من واجب المواطن الصالح أن يدين بدين بلاده والعصر الذي يعيش فيه، دون أن ينتقد علناً ما فيه من سخافات، لأن هذه السخافات لا أهمية لها، أما الشيء المهم حقاً فهو أن يكون للدولة دين يوحدها، ويعين على الخلق الكريم، ويثبت قواعد الولاء لها.
ونسي سلسس ما صبه على المسيحيين من إهانات، فدعاهم إلى أن يعودوا إلى الآلهة القديمة، وأن يعبدوا عبقرية الإمبراطور الحارسة، وأن يَنضَمّوا إلى سائر مواطنيهم في الدفاع عن الإمبراطوريّة التي يتهددها الخطر. غير أن أحداً لم يلقِ بالاً إلى هذه الدعوة؛ ولسنا نجد له ذكراً في الآداب الوثنية، وكان قسطنطين أكثر منه حكمة فأدرك أن الدين الميت لا يستطيع أن ينجي رومة.

تابع-المارقون عن المسيحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه


.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب




.. البابا تواضروس الثاني : نشكر الرئيس السيسي على تهنئته لكل أق