الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإحتفال بَعيِد الحب من الأمور المستحبة

مصطفى راشد

2016 / 2 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مثل كل عام من هذا الشهر وصلنا على موقعنا على الإنترنت عشرات الأسئلة تطلب الرأى والفتوى عن رأى الشرع فى الإحتفال بعيد الحب ، ونخص منهم الأساتذة حامد عمار وعلى شومان وعلى الحويطات ومحمد عسران وأحمد ابراهيم ومحمد عبد العزيز وعلى رضوان وبديوى المهلل وعمران آل باز ومن الأخوات إيمان وسناء وناديه ورجاء وفاطمة ومنال ويارا ودعاء وندا ونوال وليلى وفاطمة وغيرهم ، وتدور الأسئلة عن مدى مشروعية الإحتفال بعيد الحب وهل يأثم من يحتفل به أم لا ؟
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد
فمناسبة عيد الحب والتى يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في 14 فبراير من كل عام. وفي الأخص في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية ، ثم أصبح هذا اليوم من الأيام التى تحتفل به جميع دول العالم المتحضر تقريباً ، ولو بصورة رمزية وغير رسمية،و يعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض، عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب، أو إهداء الزهور، أو الحلوى لأحبائهم ولأهلهم والأبناء لأبائهم والأصدقاء لأصدقائهم ومن هم على خصام ليعود الصلح ، كما أن هذا اليوم أصبح رمزاً لتذكير الناس بأعظم الصفات والحواس التى خلقها الله جل وعلا وهى حاسة الحب الطاهر النقى ، الذى هو من أكبر صفات الله وأولى دلائل الإيمان المؤدى للجنة فمن لا يعرف الحب لا جنة له ، ولأن الله أحب الإنسان فقد خلق آدم وحواء وخلق بداخلهم الحب ليعَمِرا الأرض ، لأن الحب أسمى صفات الكون ، وهو الفارق بين الخير والشر، بين الصالح والطالح، وبين من هو ذو ضمير ومن هو معدوم الضمير ، والحب علامة تفرق بين الرقى والطهر الإنسانى ، وبين السلوك الحيوانى المتوحش الدموى ، والملائكة لاتعرف الشر بل تعرف الحب ، أما الشيطان فلا يعرف الحب بل يعرف الشر فقط ، لأن الشيطان عدو لمفهوم الحب ، وليس الحب من صفاته ولا يرغب فى معرفته ، فالحب أكبر عدو للشيطان يؤرقه ويهزم رغباته الدموية الإجرامية الدنيئة ، فالملائكة تسكن المحبين والشياطين تسكن رافضى الحب .
وقد تكلمت الكتب السماوية عن الحب كثيراً ، ومنها آيات القرآن الكريم عن الحب ،عندما ذكرته بمعنى المودة، كما ورد فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية 82 ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ )) ص ق
وايضا فى سورة الروم آية 21 قوله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ص ق
وكما ورد ايضا فى سورة هود آية 90 قوله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) ص ق – وودود هنا بمعنى محب .
وايضا طلب الله منا أن نحب كل البشر عندما أمرنا بمودة القربى والقربى تجمع كل بنى البشر لإنتمائهم لأب واحد وأم واحدةً ادم وحواء ، كما ورد فى الآية 23 من سورة الشورى حيث قال تعالى (ذَٰ-;-لِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ-;- وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ) ص ق
كما أمرنا الله وطلب منا بتغيير العداوة إلى محبة ، كما ورد فى الآية 7 من سورة الممتحنة قوله تعالى (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ص ق
كما أعلن الله عن نفسه بأنه غفور محب فى الآية 14 من سورة البروج بقوله تعالى (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) ص ق هذا وغيرها من الآيات التى لا يتسع المجال لذكرها ،كما أن المودة والمحبة ومعانى التأكيد على الحب وردت فى أكثر من 276 مرة فى الإنجيل والتوراة ----- مما يوضح الرأى والفتوى عندنا بأن الإحتفال بعيد الحب يتوافق مع نصوص الشريعة ورسالة السماء لنا جميعاً، بل نحن مدعون ومأمورون بالحب والنقاء والطهر لكل البشرعلى وجه الأرض بأمر السماء ، حتى الحب بين المرأة والرجل طالما بغرض شريف ، لأن الحب يسمو بأخلاق البشر ، ومن يقول بغير ذلك فهو عدو للسماء ويسعى للفساد، وهم من أعوان الشيطان ولن يرو رحمة السماء ، وللأسف هؤلاء يرفضون عيد الحب فقط لأن موعده بدأ بذكرى وتخليد الشهيد القديس فالنتين، وهو سبب يوضح أن رافضى عيد الحب يسيرون خلف الشيطان، ومرضى بالتعصب الأعمى لدرجة جعلتهم يرفضون ويغيرون من تعاليم الله لهذا السبب . لذا نحن نؤكد على أن الإحتفال بعيد الحب مستحب لسمو ونبل معناه .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ورفض العنف وسفير السلام العالمى بمنظمة السلام التابعة للأمم المتحدة
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية
والدولية والإتحاد الدولى للصحفيين بأمريكا
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان
E - [email protected]
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكلة الإسلام مع الحب
شاكر شكور ( 2016 / 2 / 12 - 14:17 )
الف شكر للشيخ الموقر د. مصطفى راشد على جهوده التنويرية في بث روح التآخي والمحبة بين الناس ، اعتقد بأن سبب رفض شيوخ الإسلام بالأحتفال بعيد الحب هو محاولة تجنب التشبه بعادات اهل الكتاب حسب ما اوصى به رسول الإسلام بالحديث : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) وفي حديث آخر (وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى) ، ولكون القرآن حمّال اوجه لذا نجد فيه آيات قرآنية ضد تكوين محبة وألفة بين مختلف الأديان والعبارة واضحة في سورة المائدة 51 التي تقول ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ) والتولي هنا لا يعني فقط اتخاذ اليهود والنصارى اولياء على المسلمين بل تعني ايضا اتباع عاداتهم ، كما تؤكد سورة الحديد/16 ذلك بعبارة ( وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) ، المشكلة في القرآن هي كلما وجد الإنسان فيه بصيص من امل المحبة والألفة بين مختلف الأديان تجد ايضا فيه ما يلغي تلك المحبة وبذلك يمنع الفرحة بين الناس ولا ادري ربما السبب كما يقول القرآن في سورة القصص 76 (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) ، تحياتي للجميع


2 - الاحتفال بمايسمى عيد الحب لاأصل له في المسيحية
عبد الله اغونان ( 2016 / 2 / 12 - 14:30 )

لاأصل له في المسيحية ولافي الاسلام ولافي اليهودية
الحب لايرتبط بيوم معين بل هومطلب دائم
هو بدعة قس كان يزوج الشباب الفار من الخدمة العسكرية
والغريب أن فالانتاين نفسه غير متزوج
واستغل ذلك أصحاب المتاجر لبيع الهدايا والشكلاطة
وبالنسبة لنا نحن المسلمين فلايجب الاقتداء بعادات المتمسحين
وهناك كثير من الفتاوى تحرم الاحتفال به


3 - نحن نحتفل بهذا اليوم.
salah amine ( 2016 / 2 / 13 - 19:16 )
نحن الكفار نحتفل بهذا اليوم، شاء من شاء وكره من كره. فنحن أحرار في حياتنا وبأجسامنا نعطيها لمن نشاء ونمنعها عن من نشاء، وليذهب أهل الفتاوى إلى الجحيم.

اخر الافلام

.. 165-An-Nisa


.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام




.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa